6 أبريل، 2024 7:26 م
Search
Close this search box.

بين النظام والحكومة (2-2)

Facebook
Twitter
LinkedIn

النظام العراقي بعد 2003 (( اتحادي مستقل ذات سيادة (كاملة) ، جمهوري نيابي ديمقراطي)) وهذا ما نصت عليه المادة الاولى في الدستور الدائم الذي من ايجابياته انه لم يذكر المكونات والتوازن في الدولة الا انه اكد بمادته التاسعة المتعلقة بالقوات المسلحة والأجهزة الامنية التي (( تتكون من مكونات الشعب العراقي ،بما يراعي توازنها وتماثلها دون تمييز او اقصاء)) ولعله من الواضح ان هذا التوازن مخترق الى ابعد الحدود .

النظام أخترق هذا التوازن خلال حكومتا السيد المالكي وجاء السيد العبادي المختلف تماما في خطابه وتوجهاته الا انه لم يقترب من تغيير هذا اللاتوازن ولو بنسبة 5% لأن النظام تأسس على هذا الخرق (المحاصصة الضيزى) طالما ان النظام قائم ومقتدر مهما تبدلت الحكومات

ما الاسم/ الاسماء / التعابير التي يمكن ان تختصر توصيف النظام العراقي الذي هو البلد الوحيد بالعالم الذي يطلق على نظامه (العملية السياسية) وبعد ان ثبت لنا انه نظام ثابت لا يتبدل بتبدل الحكومات ، فهل يمكن القول مثلا انه ((ذات سيادة كاملة )) كما نص الدستور ؟؟ وأن كانت لديه سيادة حتى ولو منقوصة فما هو رد الفعل الذي حصل ويحصل عندما يصرح السيد قائد الحرس الثوري الايراني بأن أيران انتصرت على امريكا في العراق 3 – 0 وأن الرئاسات الثلاث صارت ضمن المعسكر الايراني ؟؟ ما الذي حصل ؟؟ هل ردت الرئاسات الثلاث؟؟ هل خرجت التظاهرات الشعبية العارمة التي اهينت بهذا التصريح؟؟ وهل استأجرت امريكا وأيران ارضنا كرقعة شطرنج ، وشعبنا بيادق عليها ؟؟ ألا تبا لنا ان كان الأمر كذلك.

هل يصح ان نقول ان النظام (( نيابي))؟؟ وأن كان نيابيا فكيف تعين آلاف السفراء وقادة الفرق والعمليات ورؤساء الهيئات المستقلة من لدن رئيس الوزراء والنواب يتفرجون ؟؟ ولم يعينوا واحد فقط منذ عقد ونصف من الزمن ..

هل نحن نظام (( ديمقراطي )) كما ينص الدستور؟؟ نعم هناك ديمقراطية لرئيس الوزراء كعنصر في (النظام) فمن حق (النظام) ان يلغي تحقيق نيابي واسع ونتائجه ملحة بخصوص سؤال واحد وهو من المسؤول عن ضياع ثلث العراق بيد داعش وانتصار 100 داعشي ولنقل 1000 على 55000 جندي ودبابة وطائرة ومدفع في الموصل فقط ؟؟ المسؤول بالتأكيد هو (النظام) برمته لأن (النظام) لم يفرز لنا احدا لنحاكمه ، وقد يسألني سائل ان لم يكن هناك ديمقراطية فكيف تنقد النظام بهذه الجرأة ولا يحاسبك أحد ؟؟ اجيب بأن الديمقراطية في مجال حرية التعبير هي عالية على وفق مبدأ ( اكتب ما تشاء ونحن نفعل ما نشاء) مما قادني للتفكير في مبررات منع الرأي الحر من لدن انظمة الاستبداد فلم اجد مبررا واحد سوى ان الدكتاتورية هي مرض نفسي .وألا فما كان يضيرهم من كتابة لا ترتب أثرا

دعونا اذا نوصف النظام في العراق دون تشدد لنقول انه طائفي (شيعي سني كردي) والفساد ابرز صفاته ، وهو ليس نيابيا لأن قبة البرلمان محجوزة لرؤساء الكتل الكبيرة وارادة معظم النواب مرتهنة لديهم ، سلطة احزاب، وليس سلطة دولة ، أفرز حكومة اليوم بعيدا عن الدستور (الكتلة الاكبر)

اما ايجابيات النظام في هذه المرحلة فهي انه حرك ماء المحاصصة الطائفية بوجود كتل (شيعية سنية) رغم ان الولادة كانت قيصرية ولكنها وضعت القطار على السكة رغم انه سيسير ببطء وهذا هو ديدن الواقعية في انها لا تؤمن بحلول سحرية سريعة ،ولا ضامن لأي تغيير نحو الاحسن الا شعب موحد يجبر ممثليه على احترامه من خلال ممارسة حقوقه الاحتجاجية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب