10 أبريل، 2024 12:36 م
Search
Close this search box.

بين النظام والحكومة (1-2)

Facebook
Twitter
LinkedIn

نظام جمهوري ، ملكي ، رأسمالي ، اشتراكي ، ديمقراطي ، دكتاتوري ، ثيوقراطي ،اوتوقراطي ، علماني ، الى آخره من المسميات ، وقد يكون جامعا لكل ذلك في آن واحد كالنظام العراقي ؟؟ … والنظام هو (system) له قواعده الثابتة وقوانينه الآمرة وملامحه الواضحة ويتميز عن الحكومات بانه طويل الأمد خصوصا في دول العالم غير الثالث ، بل انه قد تنضوي تحته عدة حكومات من عدة دول ، فأوروبا وأمريكا على سبيل المثال لا الحصر تنضوي تحت النظام الرأسمالي الديمقراطي ، وهناك دول تنضوي تحت النظام الشيوعي او الاشتراكي… هذا فضلا عن ان الحكومات في دولة واحدة تتبدل دون ان يتغير (السيستم ) يذهب لينين يأتي ستالين ، يذهب اوباما يأتي ترامب .. النظام باق ، ولكل حكومة دور تؤديه ضمن النظام وليس خارجه ،

هناك انظمة قامت لتنفيذ مهمة ثابتة ، فبعد حركات محمد علي التي شعر الغرب انها (توحيدية) للأمة العربية قال وزير الخارجية البريطاني وأعتقد انه بالمر ستون ، وأعذروني ان كان ذلك خطأ كون ليست الاسماك نفقت في العراق فقدراتنا العقلية (نفقت) ايضا .. قال (( لا بد من خلق كيان يفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه)) وأوكلت المهمة الى اسرائيل ، وهنا يمكن القول ان هناك نظاما انشئ لتنفيذ مهمة تلتزم بها كل حكومات اسرائيل التي هدفها الستراتيجي الاعلى هو ابقاء الامة العربية بضعفها بل وأضعافها اكثر ، ولذلك لا يمكن لمرشح رئاسة امريكي ان يفوز ما لم ترض عنه اسرائيل ، وبالتالي ستبقى اسرائيل تطور امكاناتها وتسعى لأضعاف العرب بغية احكام الهيمنة عليهم ، ولعلها قطعت شوطا هائلا في هذا المجال

إسرائيل ليس لديها دستور مكتوب وهكذا بريطانيا ، وهناك انظمة رسمت هدفها الستراتيجي الاعلى ونظامها السياسي في دستورها، بل ورسمت هويتها ايضا فيه كإيران مثلا .. حيث جاء في المادة (5)من الدستور ((في زمن غيبة الأمام المهدي (عجل الله فرجه) تكون ولاية الامر وأمامه الأمة … بيد الفقيه))

وفي المادة (11) ((يشكل المسلمون امة واحدة ،ويتعين على حكومة ايران الاسلامية صياغة سياستها العامة على اساس تضامن الشعوب الاسلامية ووحدتها )) اما المادة (12) فقد نصت على ((الدين الرسمي لأيران هو الاسلام والمذهب الجعفري الأثنا عشري ، ويبقى هذا المبدأ قائما وغير قابل للتغيير الى الأبد ))

نختصر ذلك حسب فهمنا المتواضع ان اي حكومة ستأتي في ظل النظام الايراني القائم ستكون هويتها اثنا عشرية الى الابد وأن هناك ولي فقيه يحكم ايران التي هدفها توحيد المسلمين بدولة واحدة ؟؟ حيث ان المادة 11 اعلاه رسمت شكل الوحدة بقولها (سياسية اقتصادية ثقافية) أي دولة اسلامية واحدة وبقيادة الولي الفقيه وتدين بالمذهب الاثنا عشري الى الابد ، وبالتالي يمكن القول ان هذه الدولة (النظام) مشروعها الأساسي يكمن خارج حدودها وأهدافها الستراتيجية كذلك

وللحديث بقية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب