18 ديسمبر، 2024 10:11 م

بين المعقول واللامعقول ضاعت العقول

بين المعقول واللامعقول ضاعت العقول

(( أن المنهج الإسلامي وفكره جاء شاملا وملبيا ومبين لجميع احتياجات البشر وفيه حلول لمعاشهم وحياتهم حتى قيام الساعة فمنذ بدأ الخليقة إلى يوم القيامة حيث وضع الله تعالى كل القوانين للبشر وعلى فترة من الرسل بتعاليم مفصلة وواضحة أنتدب لها الرسل والأنبياء والمبشرين على هذه الأرض التي مهدها الله تعالى لهم لكن حين نضج العقل البشري في المرحلة المتأخرة من حياته وسادت النزعة الشيطانية في نفوسهم والبغض والحقد لهذا الدين الجديد والأخير لبعضهم لم يستوعبوا لما فيه من أفكار ومفاهيم تتقاطع مع طموحاتهم وتوجهاتهم العدائية لهذا النظام الشمولي الذي احتواه وساهم في هدم مشاريعهم الخبيثة في الهيمنة على الشعوب البسيطة التي ضربت بها عواصف المتغيرات النفسية والعقلية والاجتماعية التي انتشرت في المراحل القريبة على الساحة الفكرية . فقد أوجدت هذه التيارات الفكرية لبس في مفهوم المعقول للعقول التي تبحث عن الحقيقة . لقد بذروا البذرة الأولى في طريق الشقاق بين المسلمين من جهة وبين محيطهم الخارجي من المجتمعات الأخرى من خلال التفسير الخاطئ الغير معقول لبعض الآيات القرآنية التي يمكن تأويلها وبعض الأحاديث النبوية الشريفة المنسوبة إلى نبي الرحمة والإنسانية ( محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه ) بإسناد ضعيف جدا أو مكذوب أو افتراء تارة أخرى والتي ساهمت في تشويه الإسلام ومفاهيمه وطريقة فهمه للمتغيرات الجديدة للبشر وقد خدعوا بذلك أجيالا كثيرة وما زالوا حيث بدا الدين الإسلامي وفقهه وتعاليمه مشوها وعاجزا على فهم كثير من الحضارات التي نعيش معها في هذه الأرض وزوروا كثيرا من الأقوال والأفعال للرسول الكريم محمد بن عبد الله صلوات الله عليه حيث رسموا الإسلام ودينه في نظر العالم وحشيا إرهابيا دمويا قصير النظر والفهم لما يدور من حوله في العالم وتحويل الآراء والمفاهيم اللامعقولة إلى معقولة ومسّلم بها من خلال التشدد وفرضها على الدين الإسلامي مسندة بأحاديث مزورة ومدلسة على الفكر الإسلام الصافي وجعلوا من الإسلام الدين المتسلط على رقاب الآخرين وفرضه عليهم بالقوة والرعب والسلاح حيث بات إرهابيا دمويا للشعوب الأخرى . أن تزوير هذا الإرث الحضاري والفكري للأمة الإسلامية على يد أناس ساهموا في تشويهه وتحويل المعقول فيه إلى أفكارا وتراثا لا معقول يتبرأ منه أصحابه في كثير منه عاش معنا على مدى عصور طويلة من التأريخ مخدوعون ببعض مما فيه ورسخت في أذهان الأجيال على صحتها والعمل بها أما الآن فقد أنكشف الغطاء عن الأخطاء الجسيمة والملفقة السند أخذت بأعناق الكثير للتسليم بها بالرغم من بعدها عن الواقع فقد أختلط على عقولنا في بداية هذا القرن بقصور هذه الأحاديث وعدم صمودها أمام الحياة الاجتماعية والترابط الحضاري للثقافات المجاورة للعالم الإسلامي أما آن الأوان أن تكون للعالم الإسلامي الوقفة الجادة والحرص عليه في غربلة ما شاب من هذه النصوص الفقهية والأحاديث المروية وتنقيحها وتشذيبها مما حملته في طيات الكتب من أخطاء وتحريف عبر اللقاءات والندوات والحوارات على صعيد رجال الدين والباحثين الإسلاميين الذين لديهم الخبرة والأمانة وبأسلوب غير متحيز بعيدا عن الطائفية لإعادة الدين الإسلامي إلى جوهره ومنبعه الحقيقي ))