يبدو ان الفصل الواضح بين “المرجعية” و “القيادة” حصل في 1999، من قبل الشهيد السيد محمد الصدر (رض)، حينها قال: “يكون لكم مرجع، وقائد”… وفي مناسبة أخرى قال: ‘الشعب العراقي يحتاج إلى قائد يرتبه”..
ويمكن ان يفهم المتفكر في كلامه، امور اهمها:
اولا. ان المرجع، قد يتعدد في الساحة، واقعا، واكيدا، استنادا على المباني الفقهية، وهذا فيه ضرر اجتماعي، لماذا؟
لان المصلحة المجتمعية، تحتاج إلى مركزية، منعا للتضارب والتعارض بسبب تعدد مصادر القرار.
ثانيا. ان مواصفات المرجع، وان كان واحدا، تختلف عن متطلبات ووظائف القائد، لان الاول يكون تنظيريا، والثاني عمليا. او ان الاول قد يتمتع بالعقل النظري، دون العقل العملي.
ثالثا. ان المرجع مهمته الفتوى والحكم، وليس الموضوع، لان الموضوع هو شغل الفرد، العادي. والفرد قادر على ذلك في الامور الخاصة والشخصية، وليس القضايا العامة. اي ماذا نفعل، نحن المكلفين تجاه العامة او الوطنية او الدولية، لان هذه من المواضيع وهي ليست من اختصاص المرجع. وقد تتطلب هذه المواضيع، موقفا مركزيا موحدا..
نعم، هنالك استثناء، وهو ان يكون المرجع هو القائد ايضا، وهذا شيء نادر.
رابعا. البعض، سابقا وحاليا، يطرح مصطلح القائد، بشكل مجازي، وهذا ليس ضمن كلامنا.
عموما، يبدو ان الاحداث الحالية، تبرز الحاجة الفعلية إلى قائد عراقي، لا يسعى إلى السلطة، او بناء مجده الشخصي، يحظى بقبول وثقة من جميع الاطراف… وهذا يؤكد الاسنشراف الصدري للواقع والمستقبل العراقي، والقارئ اللبيب، يمكن ان يتوسع في ادراك ذلك.