10 أبريل، 2024 8:31 ص
Search
Close this search box.

بين المحلل والخبير رُهن مستقبل المسكين

Facebook
Twitter
LinkedIn

أنبرى على الساحة العراقية مؤخرا محللون سياسيون وخبراء ستراتيجيون عبر منافذ الأعلام  ببرامج سياسية ونشرات أخبار تناولت واقع البلد ومستقبله , خلال المتابعه لأراء بعض  من  سنحت لهم فرصة الظهور على شاشات التلفاز يلاحظ انهم بعيدون من الحدث  والمسببات للنتائج المطروحة , لأعتمادهم على تصريحات بعض الساسة وبناء الموقف والتحليل عليه , غاب عن أذهانهم الدور الأمريكي في العراق وما زرعته في أجزاءه وزواياه  من قنابل موقوته , دورها التخريبي والمحوري بالعالم بدأ منذ اضمحلال سطوة المانيا وبريطانيا  وركوبها موجة القيادة  في العالم,  بما تمتلك من مقومات ساعدتها في ذلك على لعب هذا الدور , الثروة النفطية وكيفية توظيفها لمآربها ومصالحها القومية العليا والتحكم بعوامل استخراجه وتسويقه وتكريره مقابل الدولار والذهب المودع في بنوكها ,وفق شروط واتفاقيات لايحق للدول المرتبطه بها  الخروج من حلقاتها أو محاولة الأنسحاب منها, ضمنت بذلك هيمنتها على الاقتصاد العالمي ,  بعد ثورات التحرر في العالم العربي تمكنت من تحرير ثروتها النفطية وانقاذها من براثن الأستعمار, العراق واحدة منها بقيامه عام 1972بتأميم نفطه من الشركات العالميه , هذا القرار برغم صفعته وقوة فعله على امريكا ابتلعته وامتصت نقمتها بهدؤ لوجود القطب الروسي في الساحة العالمية مما فرض عليها طوقا وحدد أتجاهات  ضد نواياها في ذلك الحين , سنوات مرت على مضض بصبر لامثيل له تجرعته امريكا وحلفائها  متحينة  الفرصة للأنقضاض على فريستها ورد صفعتها  , عام 2003 أحتلت لأمريكا وحلفائها العراق تحت ذريعة الأسلحة الكيمياوية والتخلص من نظام صدام , أساليب الغدر وخباثة الممارسات رسمت واقعا عراقيا مغايرا لما هو عليه بعد الأحتلال ( طائفيه , كتلويه , حزبية , فساد ذمم , قتل , تهجير , نزوح قاعده , داعش , عصابات نهب وسلب , مافيات مخدرات وحبوب هلوسه ) مزقت النسيج الأجتماعي وضعفت الوحدة الوطنية ساهمت بفتح جبهات قتال وأحتلال مدن وتعطيل صناعه واندثار زراعه واهمال صحة وتعليم وافشاء البطاله , أفسدت ذمم وقتلت ضمائر وأدمت قلوب وأنزفت جروح أدخلت البلد في ضائقة مالية خانقه تحت ذريعة اسعار النفط , هذا التحليل غاب عن بال المثقفين  من المحللين والخبراء الستراتيجين ولم يتذكروا ذلك أو تناسوه في أحاديثهم ومداخلاتهم  لأنه الهدف والأسلوب  في سياسة امريكا وحلفائها, جبهات قتال مفتوحة بحاجة للتسليح , أزمة مهجرين ونازحين , ايادي فساد مفتوحة لاترعوي  أنعكست سلبا على أي أصلاح ومداوة جرح , العراق مضطر امام هذه الكوارث ان يعالج وضعه ويستدرك مصيره و انقاذ واقعه بمد اليد للبنوك العالميه بديون مصرفيه بفرض فوائد كبيره , تُرهن الأقتصاد العراقي لسنوات على أمل أنفراج الأزمة  وأيجاد الحلول , هذا محال في المستقبل القريب برغم وجود بدائل ومعالجات آنية لاتغني  من فقر ولاتشبع من جوع , امام كوارث لاعد لها يكون العراق ملزما ان يرهن ثروته النفطية التي لايملك غيرها للشركات الأجنبية والعودة مرة أخرى للهيمنة الأقتصادية واستغلال ثرواته , امريكا ردت صفعتها وثارت لكرامتها واعادة مكانتها من جديد لتدخل بقوة هذه المرة للعراق , ظهور روسيا من جديد كقوة عظمى وقطب لايستهان به  يجعل المتابع متفائل لمستقبل العراق مع  حالة الأحتضار التي يعيشها الآن , أذ اصبح بامكانه ان يجد متنفس يساعده في أزمته بعد ما أثبتت روسيا قدرتها على حماية اصدقائها والدفاع عنهم وقت لزوم الأمر وهذا مارأيناه في سوريا , ندعوا قادته  ان يكونوا أكثر حنكة وأبعد نظر وأعمق تحليل في أستدراك الأمر قبل ضياع الفرصة , ولايغيب عن بالنا  الدور الرئيسي الذي لعبته الجارة أيران طيلة السنوات الماضية ووقفوها لجانب الدفاع عن العراق وشعبه يعطينا الحق بأن نعتمد عليه كمنفذا آخر لحل الأزمة وانقاذ الواقع  , طوق النجاة موجود فلا تفوتكم الفرصة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب