حادثة مقتل الكاتب السعودي خاشقجي، أصبحت اليوم حديث الشارع العالمي والعربي، وأخذت صدى أوسع مما يتوقعه المتابع، بينما العيون عمياء إتجاه الجرائم التي أحدثتها السعودية والامارات، ومن يسير بركبهم تجاه الشعب اليماني المظلوم! ومن سوء حظ اليمن أنها جارة لهذه المملكة الدموية، ومن أسس بقائها الوغول بدماء العرب!. سيما باقي الأماكن التي يعرفها المتابع، ولا يوجد مكان فيه حرب إلا وتجد هذه المملكة لها بصمة ، وننتظر من الجانب الاوربي رأياً كونه غير مقتنع بالرواية السعودية !.
تتلخص الحادثة بدخول جمال خاشقجي للقنصلية، بغية تسجيل واقعة زواج كونه يحمل الجنسية السعودية، وبعد طول إنتظار من خطيبته لم يخرج! وإبتدأت المشكلة وتطورت الى إنكشاف الحقيقة المرة، التي وضعت هذه الدولة في مكان لا تحسد عليه، وإن كانت كل دول العالم تعرف حقيقة هذه الدولة، وتورطها في الارهاب التكفيري، الذي يستمد تعاليمه من دين الملك، ومضاف اليه فتاوي حسب الإرادة والموقف الذي يراد منه، وفتاوي الجهاد وجهاد النكاح! أبسط مثال على انحراف هذه الحكومة .
إتهمت أمريكا زوراً الدولة السورية، بأنها ضربت الإرهابيين الذين أرسلتهم السعودية بدعم أمريكي بالكيمياوي، وكل العالم يعرف قبل بداية الأزمة السورية، أنها الحكومة السورية تخلت عن ترسانتها الكيميائية، وبإشراف دولي، وتشير الدلائل أن الارهابيين هم من إستعمل الكيماوي موثق بالصور الجوية، وبقاياهم بعد تحرير الأماكن التي كانوا بها، لكن الجانب الأمريكي يصر على عكس الحقيقة! كونه خسر كل المقاتلين المرتزقة، الذين تم تدريبهم من قبله عناداً، وإستهتاراً ينم عن الخلق الذي تتمتع به السياسة الأمريكية .
الأمر الغريب هذا الدفاع المستميت! من قبل أؤلئك الجهلة الذين يدافعون عن الباطل، مترضيّن عن الحاكم الظالم، الذي لا يتهاون بإستعمال أبشع العقوبات، وقطع الرقاب لمجرد إنتقاد سياستهم الهمجية، متهمين أطراف ليس لهم لا ناقة ولا جمل بقتل خاشقجي! والمضحك المبكي كما نوه لها السيد حسن نصر الله، ان منهم من يتهم الجانب الإيراني، أو حزب الله، ونسوا أن الحادثة وقعت على الأراضي التركية، وداخل قنصلية بلادهم، ولنا في جرائمهم أمثلة كثيرة، وأبرزهم الشيخ النمر .
الرد السعودي حول الحادثة أن الامر ببساطة، حدوث شجار دون تسمية الطرف القاتل! وكيف تطور هذا الشجار ليصل حدت القتل! وهذا يدينهم أكثر، ويتساءل القارئ أين دور الأمن داخل القنصلية؟ وبماذا يفسرون تواجد الفريق المكون من ثمانية عشر فرداً! يرافقهم خبير الطب الشرعي، والأمر الاكثر غرابة، لماذا وصل الفريق بطائرات خاصة حين دخول القتيل للقنصلية، ولماذا تم التعتيم على الأمر طيلة الفترة التي سبقت التصريح؟ كذلك أمر شديد الطلب أين جثة خاشقجي أو المتبقي منه .
يتحدث ترامب وبكل وقاحة! مدافعاً عن محمد بن سلمان، ويقول الرواية السعودية خطوة أولى وموثوقة، بعد كل التعتيم الإعلامي، في سبيل التملص من الجريمة، التي غزت كل المواقع، ورد الجمهور العالمي بغضب على الحكام السعوديين، مستنكرين الجرائم التي تحدث داخل المملكة، التي تحمي نفسها بأموالها المودعة في كل بنوك العالم، وبالخصوص أمريكا، كما نوه ترامب في كلمته مذكرا الكونجرس، أن هنالك أربعمائة وخمسون مليار دولار في البنوك الأمريكية، وهو الذي إبتز المملكة قبل فترة بملايين الدولارات .