22 نوفمبر، 2024 11:33 م
Search
Close this search box.

بين الكلام والمتكلم مسؤولية

بين الكلام والمتكلم مسؤولية

الشجرة الطيبة أصلها ثابت ،وفرعها في السماء، و الشجرة الخبيثة ،ليس لها قرار في الأرض؛ كونها لا تطرح ألا ما يضر الناس ،وأما الكلمة فهي نوعان :كلمة طيبة ،واخرى غير مسؤولة ،فالطيبة: هي ما ينتفع بها الناس، والاخرى هي التي تحرق الارض والنسل، ولنا في رسول الله اسوة حسنة ،فرسول الله (ص)  حيث جاء بمفهوم مضمون  الكلمة الربانية الكريمة المطلقة لهذه الامة التي  كان أغلبية  أبنائها من الاميين.

 فأين  نقف نحن اليوم ؟هل مع الاميين ؟!أم مع المتعلمين ؟ ام ماذا ؟ واذا تم حساب البعض على الفئة الاولى، فماهي النتيجة ؟ كذلك هو الامر، مع الجهة الاخرى، ما هو القياس الحقيقي للمتعلم ودون ذلك؟ هل هو  الفعل، أم الكلمات معا، فالكلمات كثيرة ،واللغو أكثر، أذا الفعل الملموس،هو خير برهان،على صدق كلام  المتحدث ؛ لكون الكلام الصادق: هو وحده الذي يغير حقيقة  كل شيء على أرض الواقع ، فمثلا كان الرسول يخاطب الناس من خلال الكلمة الطيبة، وأستطاع أن يؤثر بهم ،ويغيره كل شيء فيهم ، قد يعترض البعض على نوع المثال، ويقولون أن الرسول ليس له قياس مثلنا ، لكونه مؤيد من عند الله تعالى ،ولكن الامثلة كثيرة جدا على فعل البعض من الشخوص العظيمة في التاريخ ،الذين كتب عنهم بحروف من ذهب، منهم من تميز في العلم ،واخر في الشجاعة وغيرهم….  وذاكرة التاريخ ممتلئة بهؤلاء .

أذا الكلمة : هي أداة  فعل في كل شيء, وهي مسؤولية عظيمة. وعلى الجميع أن يعي ذلك، وخاصة من هم  في طبقة السياسيين،والاهم من ذلك الذين هم في سلة الحكم ؛لكون كلامهم فيه خطورة كبيرة في بعض   الحالات؛ لعدم أدراك  بعضهم،ما يقولون وينطقون ، من خلال تصريحاتهم، فأن   خطورة الكلمة ،قد تقاس بنتائجها – مثلا في طريقة  تحقيق بعض الدوائر العدلية- وخاصة ما يتعلق في المخالفات القانونية ،لبعض أفراد المجتمع ـ فمثلا  همزة الوصل، وهمزة القطع- لها تثير بالغ الأهمية، من ناحية تركيب اللغة ،ومعنى الكلمة العربية وقواعدها النحوية . أن هذه الهمزة ،أين ما توضع وحسب ما تكتب ،قد تبريء المتهم وتدين آخر ، وكذلك  هي الفاصلة ،التي لا يعرفها البعض بالمرة،وأنت قس على ذلك يا حضرة المسؤول؛ لكون ؟أعناق الناس وأرزاقهم أمانة  لديك، وذمة أمام الله عليك . واذا كانت الهمزة في الكلام ،يا أيها السادة هي قادرة  على أن تقلب الباطل حقا !  وكذلك تقلب الحق باطلا! فهل يعلم هذه الحقيقة  اللغوية ،الكثير من المسؤولين فأنا أشك في ذلك ؟! واي كلمة يطلقها المسؤولون من  أصحاب القرار تكون  لها منافع ،وأضرار جمة، حسب ما تصاحبها  من مفردات ،في سياق الكلمات،السياسية منها ،والاجتماعية ،فأن لها تأثيرا بالغا، حسب  المخرجات  اللغوية،ونتائجها الفعلية،على أرض الواقع ،حسب ما يفقهها بعض المسؤولين ، بعد أن يطلقونها  ولهم  معرفة تامة  في مضمون كلامه من الناحية اللغوية، أذا كان  بعضهم بهذه المواصفات ،فالمواطن بخير، وأن كان  بعضهم يطلق  في بعض الاحيان كلمات الحماسة،بإنشائية ،فاقرأ على ذلك الشعب ،والأمة السلام ، ونحن لنا معرفة بمثل هؤلاء وهم كثرة  وتاريخنا شاهد عليهم،وأن الله تعالى قد وضع،لنا قاعدة إسلامية،مفادها “أن كل كلمة تخرج من فم أي شخص يحاسب عليها”  أن  كانت فيها اصلاح،وخير للمسلمين  فذلك الأمر معروفة نتائجه، وأن كانت لها أضرار على الناس   فعقوبتها معروفة في الحياة الدنيا ،والأخرة كذلك هو الحال، مع المسؤول؛ لكونه مسؤول  على الناس، فأن أصاب فله أجر، وثواب عند رب العالمين . وإن أخطأ ،فله الخزي، والعار، في الحياة الدنيا ،ومأواه في الاخرة نار جهنم،وبئس المصير .

والغريب في الامر ياأيها الناس ؛أن كل الطواغيت،على مدى التاريخ يدّعون  بأنهم هم المصلحون ،من فرعون الى يومنا هذا وفي أغلبية بقاع العالم ، والأغرب من الغريب،أن كل هؤلاء لهم نفس الأسلوب ،مع من  يعارضهم، في كل العصور كانت بعض الكلمات  لديهم جاهزة  من أجل أن يلصقها  بالأخرين؛ لغرض التخلص منهم  مثل (خائن ،كافر،مشرك ، مرتد )هذه الكلمات كانت تطلق قبل مئات السنين،واليوم جاءت كلمات ؟أخرى جديدة ،مثل( عميل  لدولة أجنبية،وإرهابي،يحمل أفكار مسمومة ،طائفي ،مجرم …)ومن باب الأنصاف في الحديث ، فأن  هناك بعض من هؤلاء  المجرمين،قد يتجاوزون بعض ما تحمله هذه  المسميات بكثير .

وخلاصة الأمر في الموضوع، أن الحياة دَين وأن كل ما يقوم به الأنسان  ،من خير فهو له،وللناس، وكل  ما يقدمه الاخر، من شر فهو عليه ؛ لكون الحق، يبقى حقا، ولو كره المجرمون،وأن طال أمده. ويبقى الباطل باطلا، وأن تمسك به المتمسكون.

[email protected]

أحدث المقالات