يوم كانت سوريا وقناة الرأي وأنا.. ضد السيد المالكي ، وكانت ايام ويكليكس العراق وانتخابات الولاية الثانية ..استقبلتني مقدمة البرامج متهللة وفرحة كون ويكليكس ستسقط السيد المالكي وهناك سجون سرية وغير ذلك…حاولت اجباري على القول ان المالكي اصبح من الماضي ولم تفلح ، وأخيرا سألتني بعصبية (( الا ترى ان المالكي اصبح مفلسا سياسيا وأنه سقط بالضربة القاضية )) قلت لها ((كلا بالتأكيد والسيد المالكي سيفوز بولايته الثانية ، وانا باحث منذ العام 1985 وعيب علي ان اتنبأ بشيء ويحصل عكسه)) .تلفتت وارتبكت وانهت البرنامج وكان قد مر على بدايته ربع ساعة فقط ..مما يدل على انها وبخت خلال المعينة السمعية …ونحن نغادر قالت بعصبية ((انت مع المالكي)) وكانت ايامها تهمة ما بعدها تهمة فأجبتها بهدوء ((انا لست مع المالكي ولست ضده ولكني ضد منهجه وهو سيفوز بالولاية الثانية))
بعض كتبة اليوم وهم الاشهر طبعا ، ومقالاتهم تتناقلها وسائط التواصل كالصواريخ وتؤثر في المحبطين واليائسين بشكل سحري كقصص الخرافات المتسترة بالدين التي ما انزل الله بها من سلطان كتلك التي تقص علينا كيف ان النبي (صلعم) في محطات اسرائه قيل له كذا وكذا ولكن في كل المحطات امروه او نصحوه بالحجامة للمسلمين ، والخرافات الدينية (البعيدة عن الدين طبعا) يجري تصديقها رأسا دون سؤال الراوي سؤالا اساسيا وهو هل كنت جالس هناك وسمعت هذه الوصية ؟؟ وأن كنت جالس في تلك المحطة فكيف سمعت ما جرى في باقي المحطات ؟؟
عليه يمكننا سؤال هؤلاء الكتاب الاربعة الذين دوخو العراقيين فوق دوختهم في كل مناسبة وعندما لا تجد المناسبة تخلق احدها وتنهال علي مقالاتهم من كل الاصدقاء وليس المشكلة في ارسال مقالاتهم لي بل ان البعض يطلب رأيي في المقال فيرتفع ضغطي
الحجة دائما انهم يبتدعون كذبة وجود تسريبات بعدها يدعون انهم اوتو من العلم قليلا وتبدأ القصص وكيف ان ترامب استدعى العبادي وأصدر اليه خمسة أوامر اولها (بالطبع ) حل الحشد الشعبي تدعمها اخبار في اليوم التالي بأن هناك الالاف من الجنود الامريكان نزلو في سامراء وأن ارتال الميليشيات الهاربة من هناك كبيرة مما يجعلك تتذكر افلام الرسوم المتحركة (كارتون) او الكاميرا الخفية ..اما ايران فستمسح من الخريطة ومعها البحر الاسود اما سوريا وحزب الله والبحر الابيض فسيخسف ترامب بها الارض ، وسيعود العراق الى احضان الرؤساء العرب الذين سقط اثنان منهم على ارض مؤتمر القمة وغفى اربعة منهم فيها واحدهم انشغل بتنظيف انفه مما يدلل ان ذلك اصبح عرفا من اعراف الدين السياسي في العراق ..حيث ان اثنان من حزب الدعوة الاسلامية وواحد من الحزب الاسلامي مارسوه وبعنف
المشكلة ان الاحداث متسارعة وغالبا ما يكشف الواقع هزالة توقعاتهم المتفائلة ، وعندما تتكشف الحقائق يفجرون مقالا آخر ينسينا مقالهم الاول وهكذا يستمر التبول على عقولنا ونحن قاقدون للذاكرة ولا نتذكر سنوات الحسم وكم مرة قيل لنا حضرو الزيتوني، ونيسان القادم ، ورمضان الذي يليه وعاشوراء ورحلة الشتاء والصيف ..
اما ينبغي لنا ان نغادر الاحلام والآمال وننزل الى ارض الواقع الذي مراراته افضل من عسل هؤلاء الكتبة الذين لو كانو كتابا لما تصرفو ككتبة ؟؟ اما آن الاوان لنعرف ان الحل لن يكن خارجيا لأن الخارج لا يأتي منه الا الدمار ؟؟هل فقدنا اراداتنا في الاصلاح والتغيير كي ننتظر كل ما نريده من الخارج؟؟ وهل جفت ارحام نساء العراق لننتظر ما تلده ارحام ام ترامب وأم اردوكان وأم سلمان ؟؟ وهل سنبقى ننتظر ما تجود به اقلام الحالمون من الكتبة كي نعمم الهذيان على وسائط التواصل .. لا اطمح بأن نتعض تماما ولكن اتمنى ان تقرأو ما يأتيكم من هؤلاء الكتبة فقط اذا كان في ذلك ضرورة قصوى ولكن ولا تعمموه لأن في ذلك شرا لكم ولشعبكم ….والخير يأتي لشعبكم من وحدته وأيمانه بجدوى الوسائل السلمية رغم قوة وهيمنة اعداء الشعب من الطائفيين والتابعين والمفسدين