23 ديسمبر، 2024 1:29 م

بين الفلافل الحارة, وترشيد الأنفاق الحكومي 

بين الفلافل الحارة, وترشيد الأنفاق الحكومي 

كان شهرا متعباً, ومرهق اقتصادياً, والمصيبة أن الراتب تأخر كثيراً, نتيجة غياب التخطيط لدولتنا العجيبة, الحقيقة تعرضت لضغط شديد, نتيجة خسارتي رهاني على ألعبادي, بأنه سيحقق الكثير للعراقيين, خلال هذا الشهر, لكن تبدد الحلم, وها أنا مجبور, على دفع تكاليف عزومة للأصدقاء, سويري و شرباك والباشا, فكرت كثيرا بالمأزق المادي, فلم أجد أيسر, من عزومة عند فالح أبو العنبة, والاكتفاء بالفلافل, هربا من مطاعم الكرادة, وتكاليفها الباهظة, خصوصا أننا من دعاة الترشيد في الأنفاق, وهكذا رضخ الأصدقاء للفلافل الحارة.
لكن للترشيد الحكومي صورة غريبة, فأي ترشيد مع ما يحصل ألان, في مؤسسات الدولة, هناك من يستمر بالكذب, والدليل الأنفاق الغريب.
من الحكايات التي تنفع أن تضاف لاف ليلة وليلة, كجزء ثاني, حكاية المدير العام للأنواء الجوية والرصد الزلزالي, التي أصبحت سيرة ايفاداته على كل لسان, ووصل مبلغ ايفاداته وحده لتسع سنوات, إلى رقم غريب, فهل تصدق أنها 2500 مليون دينار, أي أنه انفق شهريا مبلغ 23 مليون دينار, فقط على الايفادات العجيبة, بعيد عن رواتبه ومخصصاته الأخرى! انه بلد الصعاليك , هي التسمية الأفضل, لبلد يئن من سقوط نخبته الحاكمة, كما أطلقها الكاتب خالد الخفاجي, حيث يتم ملاحقة الموظفين الصغار, بالترشيد وتخفيض الرواتب, وتترك تماسيح تقضم أموال العراق قضما.
عندما أتكلم عن الفلافل, الأكيد أنها لغة لا يفهمها النخبة الحاكمة, فمفردة الفلافل لا يعرفوا تفسيرها.
أما الكلام عن ولائم الوزراء والبرلمانيين, فهو حديث بأرقام فلكية, ولائم بالملايين تصرف على النخبة الحاكمة, فالحديث عن إفطار البرلمان, في شهر رمضان  الفائت, مازال حديث ساخن حتى بعد أشهر, عن ولائم بما لذ وطاب وغلى ثمنه, وكان نصيب إعلامية جميلة صينية كبيرة! وقدرت (صينية الطعام ) بما يفوق المليون دينار! وقد حسدها الناس, على تلك الصينية الثمينة, إلى أن تعرضت لحادث سير, وهي في أمريكا, فعيون العراقيون لاحقتها وهي في واشنطن, المسكينة الجميلة لو اكتفت بلفة فلافل, لما تعرضت لحسد الحساد.
وهنا اقترح على السادة البرلمانيين والوزراء, بما أنكم في زمن التقشف, فالاكتفاء بالفلافل انسب, والفلافل سعره لا يكلف الخزينة, كما تكلفها صواني البرلمان, وثانيا يبعد عيون الحساد عنكم, واعلم جيدا أنكم تخافون كثيرا من الحسد.
حدثنا محامي معروف, قريب من السلطة, عن مصاريف بالملايين للنخبة الحاكمة, لطلب عقاقير منشطة جنسيا, لان كثيرون يعانون من برود شديد, فيجدون في العقاقير سبيلا لرفع الحرج, فالجنس احد وسائل التواصل السياسي, وحل الأزمات المستعصية, وطريق مهم  للمصالحة, بحسب الرؤية السياسية الحديثة, لكن تكاليف العقاقير جدا مرتفعة, وترهق الخزينة, لذا اقترح على من يعاني جنسيا من النخبة الحاكمة, بأكل الفلافل يوميا, بدل الدجاج والكباب وباقي المفردات الغريبة, لأنواع الأكلات التي نسمع عنها فقط, لان الفلافل تحوي على بروتينات, ومقوي حار جدا, لتعويض النقص الذي يلازمهم.
حكايات هذا الزمن, تدفعنا للتشاؤم, فسبب الخلل, هم نفسهم النخبة الحاكمة,والتي  بيدها القرار, ومسالة التغيير والإصلاح, تحتاج لتغيير سلوكيات القوم, والبداية لتكن من الفلافل.