عندما ينتفض الشعب ويصل الى أبواب الحكام ليعلن رفضه واستنكاره لحكمهم.. وما وصل اليه البلاد من انحدار.. وما أصاب الشعب من القحط والجوع والحرمان …. يتفنن الحكام بالطرق والأساليب التي بها يواجهون الانتفاضة واختراع كيفية اسقاطها والنيل منها ومن قياداتها.. لكي يقطعون الطريق بعدم تكرارها بالمستقبل …..ومن التهم التي وجهها النظام البعثي لأبطال الانتفاضة الشعبانية انها كانت عميلة للدول المجاورة وان من قام بها هم غوغائيون ومخربون لأنهم اعتدوا على المؤسسات والدوائر التابعة للدولة …. ليقوم بعدها بقتل الشعب المنتفض ودفنه بمقابر جماعية ملئت العراق من شماله الى جنوبه …ثم ليعود ليحكم العراق بالحديد والنار …..وبعد سقوط النظام كنا نعتقد ان الديمقراطية الامريكية التي تم استيرادها مع الدبابة ستعطينا الحق بأعاده اعتبارنا وتجعل الحكم بيد الشعب.. ونكون نحن المراقبين الحقيقين على أداء الحكام الجدد.. ولنا الحرية والتظاهر بل نحن من نضع القوانين وإقرارها.. وتكون الكلمة الفصل للشعب العراقي..ولكننا فوجئنا ان الذين جلسوا على كراسي الحكم قد خانوا الأمانة.. وادخلوا العراق بدوامة المحاصصة المقيتة ليتربع اللصوص والحرامية على مقدرات بلد يعتقد انه اغنى بلدان المنطقة ليصحوا العراقيون على الخراب والدمار والوصول الى حافة الجوع والافلاس …..مما جعل الشعب العراقي ينتفض ويطالب بحقوقه.. وذلك من خلال تظاهرات عمت العراق كله.. ولكن الحكام تعاملوا معهم بالكذب والتزييف والوعود الكاذبة …واعطائه الاذن الطرشاءومن خلال إصلاحات ترقيعيه لاتسمن ولاتغني من جوع.. مما جعل الشعب يخترق التحصينات للمنطقة الخضراء .. منطقة العيش الرغيد للحكام وعوائلهم واتباعهم … من خلال الوصول الى مبنى البرلمان الذي بالأساس هو بيت الشعب وكان من المفروض ان يدخل اليه الشعب متى مكان وفي أي وقت …ولكن الحكومة تعاملت مع الشعب تعامل الهدام مع الانتفاضة الشعبانية.. فشنت عليها حملة شعواء.. ووجهت للمنتفضين شتى التهم…..وكما كان الهدام كانت هذه الحكومة.. فالشعب أسقط هيبة الدولة.. ولا ادري أي هيبة يقصدون.. ثم الاعتداء على مؤسسات الدولةلتتسابق أحزاب الخضراء عن توجيه الاتهامات.. فالغربية يتهمون الثوار بأنهم عملاء للشرق واهل الشرق يتهمون المنتفضين انهم عملاء للخليج.. وانصاف المثقفين وأصحاب الأقلام الصفراء يتهمون الثوار بانهم عملاء لأمريكا والهدف من كل هذا هو اسقاط الانتفاضة بأعين الناس .. كي تسهل قيامهم بما قام به الهدام …..والا ما معنى اطلاق عمار الحكيم على المنتفضين لقب (المنفلتين).. اليس فيه تناغم مع اتهام ابطال الانتفاضة الشعبانية بـأنهم غوغائيون؟؟….لان الحكام الذين استمرأوا طعم الحكم.. وعاشوا على الترف والدعة.. ليس لديهم الاستعداد لتركه.. حتى لوكان الثمن دماءا تملأ العراق . وهذا ما كان …..فهل يعاد لقب الغوغائيون والمخربون.. وما يتركه لقب المنفلتون الى الواجهة كي تجهض الانتفاضة الشعبية العراقية الاصيلة لتملآ ارض العراق بمقابر جماعية جديدة من اجل الكرسي …هذا ما سوف تجيب عليه الأيام المقبلة…..