18 نوفمبر، 2024 2:50 ص
Search
Close this search box.

بين الغبان ..والعبيدي

بين الغبان ..والعبيدي

اخيرا تمت ولادة الحكومة الجديدة بسلام بعد تعسر قدوم التوأم الاخير والأهم بين اولادها وهكذا حل توأم وزارتي الداخلية والدفاع بيننا لنلتقط انفاسنا ونتهيأ لمرحلة جديدة من التصريحات والاقوال من قبل الوزراء الجدد وانتظار لمشاهدة الافعال من قبل المواطنين ..

اول تصريحات وزير الداخلية محمد الغبان واهمها كانت تاكيده على محاربة الطائفية ضمن وزارته والدعوة الى القضاء على الاحتقان الطائفي لدى منتسبي وزارة الداخلية لمحاربة العدو المشترك لجميع الطوائف العراقية وهو الارهاب وان يتم ذلك عبر ملاحقة الخلايا النائمة ورصد السلوكيات الداعية الى الطائفية ..

واول تصريحات وزير الدفاع خالد العبيدي هي السعي الى وضع ستراتيجية جديدة ومحكمة لمحاربة داعش فضلا عن محاسبة القيادات الامنية التي ساهمت في سيطرة داعش على مناطق واسعة من العراق ..

هي تصريحات تثلج الصدر في حقيقة الأمر لكنها تحتاج الى الكثير من الجهد لتصبح واقعا معاشا ، والسبب هو وجود تحديات وعقبات كبيرة قد لايمكن للغبان او العبيدي تخطيها وصولا الى تحقيق اول اهدافهما ..

وزارة الداخلية على سبيل المثال مخترقة منذ سنوات بوجود عناصر تدعو الى الطائفية وتعمل بها وعناصر اخرى فاسدة وتبحث عن الكسب المادي ويمكن ببساطة اكتشاف ذلك بمجرد زيارة عدد من مراكز الشرطة في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد خصوصا اذ يمكن العثور فيها على العديد من الموقوفين لذنوب ( طائفية ) وهؤلاء يحتملون انواعا من التعذيب والاهانة او لغرض دفع مبالغ قد يعجزون عن دفعها فتطول مدة اعتقالهم

ويعجز اهلهم عن انقاذهم فيصبح السجن وطنهم في وطن تسهل فيه ادانة الابرياء بافعال لاذنب لهم فيها ..

وان تمكن الغبان من تنظيف مراكز الشرطة من هذه العناصر الطائفية او الفاسدة فستكون العقبة الاهم لديه هي مواجهة المليشيات التي تتصرف وفق أوامر ذاتية وتصدرعنها سلوكيات رهيبة فهي قادرة على مداهمة المواطنين الآمنين وعلى ممارسة الخطف والقتل والسرقة ، وزيارة بسيطة الى بعض المناطق في العاصمة والى الطب العدلي ستكشف عن غياب العديد من المواطنين عن اهاليهم بعد اختطافهم او اعتقالهم من قبل ميلشيات لاعلاقة لها بالقوات الامنية الحكومية ثم العثور عليهم كجثث مجهولة الهوية في الطب العدلي في احسن الاحوال او اختفائها تماما مع سرغيابها والى الأبد ..

وزارة الدفاع بدورها لن تكون قادرة على مواجهة الارهاب باية ستراتيجية يضعها العبيدي مالم يوحد الجهود لمحاربة عدو واحد وذلك بأن يجعل الجيش سندا للمواطن ودرعا امينا لحمايته وليس اداة لترويعه كما حدث في مناطق مختلفة من حزام بغداد والمناطق الغربية اذ عامل بعض افراد الجيش جميع المواطنين على انهم ( داعش ) رغم انهم اول ضحاياها ..يحتاج العبيدي ايضا الى اعادة ثقة الجنود بقادتهم بعد تجربة الانسحاب المريرة من محافظة الموصل وتنصلهم او عجزهم عن حماية جنود قاعدة سبايكر ومنطقة الصقلاوية ..

هي معادلة صعبة الاطراف بلاشك وايجاد حلول لها لابد ان يستهلك كل طاقة وجهود وذكاء العبيدي والغبان لأن مهمة اعادة الروح الوطنية والثقة لمنتسبيهم لن تتحقق بسهولة وبين ليلة وضحاها في الوقت الذي ينتظر العراقيون بصبر ولهفة ان تتحول التصريحات الى واقع معاش قبل ان ينفد رصيدهم من الصبر !!

أحدث المقالات