10 أبريل، 2024 1:47 م
Search
Close this search box.

بين العراق وليبيا

Facebook
Twitter
LinkedIn

الشبه بين المقبورَيْن السفاحَيْن (ابن العوجة) والقذافي ، شديد، وشديد للغاية .
انهما باختصار اعتبرا البلدَيْن والشعبَيْن، والموارد والثروات فيهما، مِلكاً لهما، يتصرفان فيه كيفما شاءا دون حساب ولا مسائلة !!
بل انهما كانا يعتقدان أنهما : هبة السماء للأرض ،وعلى أبناء بلديهما ان يشكروا الله تعالى على هذه النعمة الكبرى ..!!
بل على البشرية جمعاء ..!!
والويل ثم الويل لمن حاول ان يشكك من قريب أو بعيد ، بما يملكانه من مواهب وقدرات وطاقات وعبقرية ..!!
انهما لايكتفيان بان تسند لهما اسماء الله الحسنى كلها ..!!
ثم انهما لم يكونا يُطيقان وجود ايّ مُبدع مرموق أو طاقة متميّزة ، فسرعان ما يغلي الحسد في قلوبهما ،ويدفعهما للتنكيل به أو الخلاص منه الى الأبد ..!!
ان القذافي كان يعتمد إلفات النظر اليه وتسليط الأضواء عليه، من خلال ما ينصبه من (خيام) ، وما يجلبه من (جِمال) اثناء حضوره اجتماعات رؤوساء الدول في مختلف عواصم العالم ..!!
وكان يجلس على كرسيّ أعلى من الكراسي التي يجلس عليها الأخرون …
انهما باختصار ، كانا مُصابيْن بجنون العظمة ..!!
وجنون العظمة ، هو صِيغةُ منتهى الجموع في النرجسية والذاتية .
وكان القاسم المشترك بين الشعبيْن العراقي والليبي، هو ان الخلاص من الدكتاتوريْن الحاكميْن هو الخلاص من كل الآفات والمظالم والجرائم …
ابتداءً بسيطرة الأبناء والعشيرة على مفاصل الدولة وأجهزتها، وانتهاءً بتسخير الإعلام الرسميّ، وكلّ الامكانات المتاحة لتضخيم صورتيهما ، ونشر النُصب والتماثيل والجداريات التي تمثلهما، لتغطي واجهات الساحات والشوارع والدوائر وحتى المحلات الخاصة …
فحيثما وليّت وجهك ، تجد (القبح) ماثلاً أمام عينيك …
وهل ثمة شيء أقبح من وَجْهيْ الطاغوت وصورتيهما البعيدتين عن كل مظاهر الوسامة والسلامة ..؟!
ان القائد الضرورة في العراق جعل الاطاحة بنظامه، مرهونةً باحتلاله من قبل المستكبرين من جانب ، ووصول البلد الى حافة الهاوية من جانب ثانٍ ..!!
وهذا ما وقع في 9/4/2013
أما القذافي فانه ما إنْ هوى صريعا، بعد ان اختبأ كصاحبه في بعض “الجحور النتنة”، حتى بدات المشكلات بالظهور ، والتي كان من أبرز ظواهرها الخطيرة الأخيرة ، اختطاف رئيس الوزراء من قبل مسؤولين ليبيين (كما قِيل)..!!
انها مهزلة المهازل
ثم ان هناك ظاهرة مشتركة أخرى بدت ملامحها جليّة بارزة ، وهي:
انطلاق المارد المتشدد من القمقم ..!!
ان التكفيريين والارهابيين أصبحوا اليوم، في العراق وفي ليبيا وفي العديد من البلدان الأخرى، من أكبر اللاعبين والعابثين بأرواح الناس وممتلكاتهم والمقيّدين لحرياتهم …
ان ذلك كله يجري باسم الاسلام والاسلام منه بُراء .
ان الاسلام الذي يعتبر قتل انسان برئ واحد بمثابة قتل البشرية جمعاء، كما دلت الأية المباركة على ذلك بقوله تعالى :
(من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً )
جعله – هؤلاء الادعياء والمجرمون – سبباً لدخول الجنة ..!!
انه تخريف وتزييف للمفاهيم والحقائق الاسلامية .
ان عمليات التصدي المسلح لقوى الظلم والظلام ، لاتكفي وحدها للقضاء عليهم .
اننا بحاجة الى خطيْن متوازيين :
خط المواجهة الساخنة لاعداء الله ، وأعداء الانسانية ، بكل ما تتطلبه هذه المواجهة من شجاعة واقتدار ، وآليّات ومعدات وأجهزة فنية وبشرية مهنيّة …
وخطّ العمل التنويري الذي يُبدّد ويفنّد كل الحجج والمبررات التي تقودُ اولئك المغفلين للوقوع في حمأة الارهاب .
ان المهمتيْن معاً بحاجة الى تعاون وثيق ، بين المسؤولين والمواطنين ….
وهذا ما لانجده بالحجم المطلوب –للاسف – حتى الآن .
ان على المسؤولين ان يُقنعواالمواطنين بضرورة هذه المشاركة، في عمليات التصدي لاعداء الله والوطن، ولا يتاح لهم الاقناع مادموا معنيين بشؤونهم الخاصة ، ومصالحهم الذاتية والفئوية ، والارقام الفلكية لحساباتهم المصرفية في البنوك الاجنبية …

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب