7 أبريل، 2024 1:43 م
Search
Close this search box.

بين السياسة والدين, المسيح بلا معين

Facebook
Twitter
LinkedIn

لو تصفحت تاريخ العراق قليلا منذ إن تكورت الأرض وقامت عليها أهم الحضارات لوجدت إن للمسيحية حضور كبير في كل مناطق العراق من أقصاه إلى أقصاه, ولم يأت ذلك من فراغ بل جاء نتيجة حتمية لما يمتلكه أبناء هذا المكون من طاقات وإمكانات جعلتهم يتركون بصامت واضحة على ارض الرافدين عبر كل العصور..إلا إن ما يشغل الفكر ويدهش المتابع هو التغيير الذي طرأ على أبناء هذا المكون منذ عقدين من الزمن … الحصار الاقتصادي الذي أزم كل مكونات الشعب العراقي ومن ثم الظروف السيئة التي يمر بها العراق ما بعد 2003 .. كل هذا وذاك اثر سلبا وبشكل ملحوظ على أبناء المكون المسيحي إذ وجد اغلب أبناءه في الهجرة حلا لما يمر به من ويلات والبعض الأخر فرض عليه التهجير ألقسري خاصة في 2006\2007 الحرب الطائفية وما فرض عليهم من دفع جزيات ومصادرة ممتلكات , ثم تلتها الحرب التي خاضها العراقيون مع التنظيمات الإرهابية “داعش” ومن يدعمهم…
للمكون المسيحي ممثلين داخل مجلس النواب العراقي وكذلك ممثلين في الحكومات المحلية للمناطق التي يقطنها أبناء المكون او في الحكومة المركزية.. لكن السؤال الذي يدور في داخلي!! هل إن ممثلي هذا المكون استطاعوا من أداء دورهم بالشكل الأمثل والذي يتناسب مع ما يريده منهم مكونهم وما يطمحون له أبناءه؟؟

إنا لا أرى إن ممثلي هذا المكون قد أجادوا دورهم داخل الحكومة بكل مفاصلها بالشكل الصحيح ,فلم يكونوا يوما ذو أصوات عالية تلفت إسماع من حولهم وهم يطالبون بما يليق وتاريخ هذا المكون الأساسي في هذا البلد إن لم يكن هو المكون الأول من بين كل المكونات في تأسيس العراق.. فبعد كل ما مروا به وما يمرون لم أشاهد إي حراك يستحق المتابعة خاصة وان ممثليه قد اكتفوا بالتشظي بين الكتل الكبيرة التي تهيمن على السلطات المحلية أو المركزية دون الالتفات لمستحقات هذا المكون وما يناسب تواجده على رقعة العراق السياسية والجغرافية والاقتصادية..
هل سنرى في قادم الأيام دورا بارزا للدماء الشابة التي طرحها هذا المكون للساحة السياسية في الآونة الأخيرة.. هل سنرى منهم تمردا على الكتل الكبيرة ونسمع لهم اصواتا عالية تكون بحجم مستحقات هذا المكون أو سيكتفون بما خلفه لهم سلفهم من صمت تحت قبب السياسة؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب