28 ديسمبر، 2024 5:35 ص

بين الخيانة والوطنية .. مكرٌ لايراهُ إلآ الأوفياء

بين الخيانة والوطنية .. مكرٌ لايراهُ إلآ الأوفياء

الخيانــة أصبحت السمة الرائجة في مجتمعات باتت ركائزها الأولى تعيش حالة المادة , لذا كان من اللازم أن نحتــاج إلى تعريف هذه المفردة حتى لانتجادل في بيئة خطابية غير قابلة للتداول , وخاصة ونحن في زمن تبدلت فيه الأدوار وانقلبت فيه المعادلات ,وتجاوزت المتغيرات الطارئة كل التوقعات ,حتى أصبح التناقض ترادفاً والأضداد تطابقاً ,وسقطت فيه القيم وانهارت فيه المنظومة الأخلاقية,واصبحنا نحتاج فيه أن نعرف المعرّف ونشرح المسلّم به، وذلك بسبب غسيل المخ والدماغ الذي يحاول أن يمارسه البعض علينا ، في ظل النفاق الاجتماعي والسياسي الذي يطفو على السطح في حياتنا اليومية . وكثيرون هم من يدعون إلى التوقف عن خطاب “التخوين” ، بنية صادقة ووطنية وآخرون يدعون إلى ذلك تشجيعاً منهم للخيانة وما يرافقها من اختلالات فكرية ووطنية ,لكن ببساطة وجب القول أن يتوقف من خان الوطن عن فعل الخيانة حتى يتوقف خطاب التخوين “تعددت صور الخيانة بتعدد الأشخاص والمواقف وبتعدد من وقعت عليه الخيانة ,,ولعل أبشع صور الخيانة وأقبحها هي خيــانــة ” الــوطــن” عندما تكون الخيانة بحجم الوطن تكون الدناءة والانحطاط واللؤم والخسة التي تنطوي عليها نفس الخائن، ومن هنا كانت خيانة الوطن خيانة عظمى “والخائن هنا فيه ورم سرطاني لا علاج له سوى الاستئصال،. فكيف تصبح الخيانة وطنية؟!ولعل أبرز مانراه اليوم في حالات بُعثت من رماد ومن وحل الخيانة غدروا عمق الوطن وأصبحوا كبحر قذر لا يجيـــــــــــد السباحة فيه إلا المتلوثينلاغــرابة في قول ذلك , فالوطنية كلمــة لا معنى لها في أخــلاق كائنــات بشريــة تظهر بيننا كالفقاعات بين الفينة والأخرى ، لأن الوطن عندهم ليس ذلك الوطــن السليــب الذي يعاني شعبه ويلات الاحتلال ومعاناة اللجوء في بلاد الغير ,ولعنة الغربة في بلاد المهجر وإنما الوطن عندهم هو الدينار والدرهم والنصب والجاه والكرسي ، فلا ولاء ولا إنتماء لأرضٍ أو وطن وإنما مطلق الولاء والانتماء للذاتية والبحث عن أهواءها..هم لايشعرون بالخيانة لأنها متجذرة فيهم وبهم ولأن الوطنية غائبة عن ضمائــرهم وحين يتكلمون عن الوطن والشهداء فهم أول من سلب الوطن وأراق دماء الشهداء ” هم لايعرفون معنى الوطن والوطنية وكيف لهم ذلك وهم من شرعنوا وأسسوا لوجود الاحتلال وخانوا الوطن والأبناء يكفيهم قول من استبد وسلب الأوطان حين وصفهم وصدق في وصفهم ” هتلر (أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي أولئك الذين ساعدوني على أحتلال أوطانهم) كيف بهؤلاء ومن يحارب ويدافع ويبذل نفسه فداء للوطن فالوطن له حقوق على مستوطنيه في صونه وحفظه فأصبح الانتماء للوطن جزء من حضارة الإنسان وأما نحن كمسلمين فإن الوطن أصبح جزء من إيماننا ..إن حب الوطن من الإيمان))والمرجع العراقي الصرخي الحسني علمنا الكثير من الدروس والعبر في تعميق انتمائنا للوطن وعشق هذا الانتماء وجعله أمانة في أعناقنا وإلى الآن تتردد كلماته في أسماعنا عندما قال :(( أنا عراقي … أوالي العراق … أرض الأنبياء وشعب الأوصياء ))هذه الكلمات التي أعلنت عن الولاء لوطننا العراق الذي يمثل تأريخ الأنبياء عليهم السلام وحضارة الكتابة والقلم والمعرفةحيث بعض ما كتبه المرجع الصرخي في هذا العنوان أنا عراقي …أوالي العراققائلاً :(يجب أن تكون البيعة والولاء الحقيقي الصادق لعراق المقدسات وللإسلام والنبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الأطهار (عليهم السلام) والصالحين الأبرار (رضوان الله عليهم أجمعين) ,وكل ذلك يكون باباً وطريقاً سوياً صحيحاً خالصاً للبيعة والولاء لله الواحد القهار)وأيضاً ردد قائلا : لنحكي لنقول لنهتف لنكتب لننقش لنرسم جميعاًأنا عراقي …….. أحب العراق وشعب العراقأنا عراقي …….. أحب أرض الأنبياء وشعب الأوصياءأنا عراقي …….. أوالي العراق … أوالي العراق … أوالي العراق