كثيرون ممن يتابع الشأن الاعلامي مايزال حتى الان لايفرق بين الخبر والمعلومة ، لأغراض تشخيص الواقعة والاستدلال على حيثياتها، وبخاصة تلك التي تمس سمعة أناس كثيرين من مختلف المشارب، سياسيين او اعلاميين او برلمانيين او من الشخصيات الرسمية في الدولة وعامة المجتمع.
فالخبر واقعة او حدث قد يكون صحيحا او فيه جزء من الصحة أو ان يكون مفبركا بالكامل، وهو قد يكون سرد من مخيلة آخرين بهدف الاساءة الى شخصية او كيان سياسي او فرد بعينه ،لاغراض مختلفة الاشكال والمضامين.
اما المعلومة فهي وقائع أو احداث تم تدقيق حيثياتها ومضامينها وتم التأكد منها عبر مختلف الوسائل المتعارف عليها في تدقيق الخبر حتى ايقن ترحيله الى مرحلة معلوماتية اكثر دقة واقرب الى الصواب، ولن يتحول الى معلومة فعلية يمكن الوثوق بها الا عندما يتم تدقيقها من مختلف مصادرها، ومن ثم تطابقها مع الاحداث التي اثيرت بشأنها.
ومع هذا تبقى حالة الشك بالمعلومة الخبرية واقعة الى ان تثبت بالدليل القاطع انها هي كذلك ولم تعد تقبل التأويل او الفبركة، بعد ان يتم معرفة اغراضها واهدافها، حتى نتيقن من ان ماورد في هذا الموقع الاخباري او وسيلة الاعلام او احدى وسائل التواصل الاجتماعي من سيل كبير من الاخبار بشأن واقعة مهمة، هي فيه جانب كبير من الصحة ، وبخاصة اذا كانت تلك الاخبار والترويجات تتعلق بسمعة بشر.
وربما كانت واقعة النائب طلال الزوبعي مع قناة البغدادية خير مثال على هذا التناقض، إذ تم اتهام النائب طلال الزوبعي من خلال مقال نشر في احد المواقع بأنه تم حشر اسمه في (مؤامرة ) مزعومة قيل ان جمال الكربولي يستهدف من خلالها ازاحة وزيري الكهرباء والدفاع، والعمل على ابدالهما ، وان الزوبعي ابدى استعداده للسير بهذا الاتجاه ، وسط ضجيج حملة اعلامية شاعت مؤخرا عن تعديل وزاري مرتقب، ولم يتم التأكد من صحة هذا الخبر اصلا، وقد حاول النائب طلال الزوبعي نفي تلك الانباء جملة وتفصيلا، وعدها عارية عن الصحة تماما ، مشيرا الى إنها اخبار لايمكن تصديقها وهو لم يدخل من قريب او بعيد في اية محاولة من هذا النوع لا مع جمال الكربولي ولا مع اخرين في استهداف من اي نوع لاخرين ، وليس له مصلحة في هكذا أمور تخص شخصيات من داخل ائتلافه، وليس من المنطقي ان يكون النائب طلال الزوبعي قد ادخل نفسه في متاهات من هذا النوع، ربما تسيء اليه اكثر مما تخدمه، وهو هدف من روج لهذه الاخبار المختلقة الني نفاها الزوبعي ، بل واستغرب الرجل حتى حشر اسمه في هكذا تلفيقات ، مشيرا لمقدم برنامج ستوديو التاسعة الزميل انور الحمداني انه غير معني اصلا بالرد على فبركات حشرت بين تقرير اخباري كان فيه من وجهة نظره الكثير من المغالطات، وكان على الحمداني من وجهة نظر الزوبعي وهو محق فيها ان يدقق ماورد في الخبر او المقال وما هي اغراض حشر اسم الزوبعي في هذه المحاولات التي تبدو غير متجانسة لا في صياغاتها ولا مع مضامينها، ويبدو ان النائب طلال الزوبعي قد جرى استفزازه في هذا البرنامج وظهر على غير عادته ( متوترا ) بسبب إساءة تم فبركتها بين مجموعة اخبار او تقرير خبري عن ان هناك اتصالا ما قد جرى مع الزوبعي من قبل الكربولي لموافقته في خطوة ازاحة وزيرين من ائتلاف متحدون كما يبدو من التقرير الخبري اضطر فيها الزوبعي الى لقاء البغدادية مباشرة ونفي هذا الخبر او هذه الاساءة من وجهة نظره، بل راح اكثر من هذا ان طلب الرجل من الزميل انور الحمداني ان يكون معه في ستوديو الساعة التاسعة ووافق على العرض لكن الحمداني احرجه اكثر من مرة وكأنه يريد ان يقول له انك ( متهم ) وعليك الدفاع عن نفسك، وبالرغم من ان النائب طلال الزوبعي أكد ما سبق ان أشرنا اليه في بداية هذا المقال من اهمية التفريق بين الخبر والمعلومة لاثبات وقائع من هذا النوع، الا ان الحمداني من وجهة نظر الزوبعي كما يبدو راح متحاملا عليه هذه المرة وحدث نوع من التوتر في العلاقة لم تكن مألوفة بين الرجلين، كون البغدادية قد دعمت النائب الزوبعي وبخاصة الزميل انور الحمداني ومن خلال ستوديو الساعة التاسعة ووقفت الى جانبه في محاولاته لفضح ملفات الفساد والمفسدين وملاحقتهم وتقديمهم للعدالة، واعادة ثروات العراق التي سرقت او نهبت بطرق شتى وهي بالمليارات، ووراء المفسدين حيتان من الكتل السياسية تدعمهم وتحاول ابعاد التهم او العمل على الضغط على جهات التحقيق لكي تبعد الموضوع اصلا عن اية مهمة تحقيقية ، بعد ان تكون قد مهدت لهذه الخطوة بطرق مختلفة وباتفاقات سياسية او بغيرها، لحرف الموضوع عن مساراته لكي لايكون بوسع المحاكم الاقتراب منها،.
ان ما اردنا قوله في هذا الجانب انه ينبغي التفريق بين الخبر والمعلومة في اي موضوع يجري تناوله في الاعلام او على صعيد الصحافة الاستقصائية وكذلك في اللجان التحقيقية او عند وجود اية اخبار يتم تداولها في وسائل الاعلام، فالاخيرة في كل الاحوال تبحث عن ( الاثارة ) احيانا ولا يهمها سمعة هذه الشخصية او تلك ولا ما تسببه من احراج، بل بعض وسائل الاعلام هي من تبحث عن توجهات كهذه، وفيها من الفبركة والنسج الموهوم الكثير، كما ان وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ليست ( وسائل ملائكية ) هي الاخرى، وان التشكيك بما تنشره من اخبار كهذه يجب ان يكون حقا للرد لمن يريد ان يبحث عن الحقيقة ويبعد عنه الشبهات ، وما لم تثبت الواقعة بالدليل القاطع فانها تبقى اخبارا لا اكثر قد تصح وقد لاتصح احداثها في كل الاحوال.
والنائب طلال الزوبعي محق فيما ذهب اليه، لكن كثرة ترديد اسمه بين ثنايا تقرير خبري في احد المواقع هو ما اظهر الرجل متوترا ، لانه يهتم بسمعته الشخصية كنائب في اوساط كتلته وائتلافه ومجتمعه، وكل محاولة من هذا النوع لتلفيق تهم به، لابد وانها تدخل في اطار الاساءة للرجل الذي تربطه علاقات مع وزيرين من نفس ائتلافه ولا يريد ان يدخل نفسه في دائرة الاساءة لأي منهما والموضوع برمته يخص مستقبل كتل هي من تقرر وليس الزوبعي ، بالرغم من ان النائب طلال الزوبعي أكد بالدليل القاطع انه لم يكن في يوم ما مع توجهات ساقها تقرير خبري ومن أي نوع كان ، ووجد الرجل في ترويج هكذا اخبار اساءة له ، وأن مجرد ظهوره في الاعلام والرد على ما ورد فيه من تلفيقات هو بحد ذاته، ادراك لاهمية ان يدافع عن نفسه، وبإمكان الحمداني وهو الضليع في الصحافة الاستقصائية ان يثبت عبر حقائق في وقت لاحق ان كان ماوردت من اساءة في صياغة خبرية هي معلومة او انها خبر قد تم نسجه في الخيال لاغراض من بينها الاساءة والتشهير ليس الا.