23 ديسمبر، 2024 7:57 ص

بين الحوثي والحرس الثوري

بين الحوثي والحرس الثوري

يبدو الرئيس الامريکي جو بايدن في حيرة من أمره بعد الرهان الذي أقامه على إخراج الحوثيين من قائمة المنظمات الارهابية ظنا منه بأنهم سيلتزمون بنهج جديد ويتخلون عن النشاطات الارهابية، وأغلب الظن إن بايدن أراد من خلال خطوته هذه العمل من أجل إحتواء الحوثيين وإبعادهم عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما بعد أن بدأت الدعوات للتصالح بين اليمنيين من جهة وبين الحوثيين والسعودية من جهة أخرى، ولکن يبدو أن کان هناك ثمة تعارض وتضارب کبير بين حساب البيدر والحقل عند إدارة بايدن بهذا الصدد.
الحوثيون لم يصبحوا کما تمنى وأراد بايدن، وحتى إنهم لم ينأوا بأنفسهم عن النظام الايراني بل وحتى إنهم قد مالوا ميلانا أکبر من الفترات السابقة بکثير، ولاسيما عند قيامهم بتوجيه تلك الضربة غير العادية للمنشآت النفطية السعودية والتي أثرت على إرتفاع الاسعار في سوق النفط العالمية، وهي الضربة التي أکد الامريکيون أنفسهم من إن النظام الايراني کان ورائها، والانکى من ذلك إن سيل الانتقادات الحادة التي تشوبها سخرية لاذعة طفقت تتساقط مدرارا على رأس بايدن من جراء خطوته الفاشلة بإخراج الحوثيين من قائمة الارهاب وعدم حصوله على أي مقابل في ذلك، واليوم وعندما يجري طرح موضوع شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية في مقابل ضمانات غير مٶکدة تقدمها طهران من أجل الحد من نشاطاتها في المنطقة، فإن ردود الفعل الرافضة والشاجبة للإقدام على هکذا خطأ فاحش آخر من جانب إدارة جو بايدن تتوسع بصورة مضطردة وتجبر بايدن على الانتباه لها.
الحوثيون الذين هم يعترفون قبل غيرهم بتبعيتهم للنظام الايراني، فإنه لامراء من کونهم وعند قيامهم بأي تحرك غير عادي نظير ضرب منشآت النفط السعودية لن يکون بمعزل عن الحرس الثوري والتشاور المسبق معه، وإن إخراج الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية على أمل أن يساهم في دفع النظام الايراني نحو الاعتدال والحد من دور ونشاطاته المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، إنما هو مجرد وهم يمني بايدن نفسه وإدارته والعالم به عبثا ومن دون طائل.
بين الحوثي والحرس الثوري علاقة أقوى وأکبر بکثير من تلك التي في مخيلة وبال بايدن وإدارته والتصور بإمکانية فصم عرى هذه العلاقة والتأثير السلبي عليها هو بمثابة وهم مرکب آخر في تصورات بايدن التي يبدو إنها وبسبب تقمه في السن تذهب به بعيدا!