23 ديسمبر، 2024 7:20 م

بين الحكومة والبرلمان أضاع المواطن العراقي بوصلته

بين الحكومة والبرلمان أضاع المواطن العراقي بوصلته

المتابع للشأن العراقي منذ دخول الساسة الجدد بمعية القوات الامريكية والى يومنا هذا وهو لا يجد أي استقرار حكومي في أي حكومة سوى كانت توافقية انتخابية أو مذهبية والحديث يطول ويطول من خدمات وأستقرار أمني الى مسألة المشاكل التي تجتاح الجوار العراقي والتدخلات الأقليمية بحجة دعم هذا المكون وذلك….لكن الملفت للنظر في الأزمة الاخيرة منذ بدايتها المشبوهة الى تصحيح مسارها بعض الشئ وتباينت بين دعمها من هذه الدولة ومن تلك وكيف يدور اللغط في دعم بعض رجال يسمون رجال أعمال في زمن الفضائح والفساد التي تغط بها مكاتبهم ومؤسساتهم…من دعم أموال خليجية وغسيل اموال وصفقات سلاح مشبوهه مع بعض الدول وكل الذي الذي يجري هو بعلم الحكومة الأمريكية وبأمتياز وبتخطيط منها والغرض منه جعل المنطقة ملتهبة ومشتعلة بالنيران الى أبعد مدى كي يتم التصرف بمقدرات الشعوب وتصريف أكداس الأسلحة التي تعج بها مخازن ومصانع امريكا والدول الحليفة لها من الدول الفقيرة اقتصادياً والتي هي أصلا من مخلفات الاتحاد السوفيتي السابق…وفي كل هذا الضحية الاولى هو الشعب العراقي الذي من الممكن ان نطلق عليه شعب خانع لكل حاكم يمتطيه وهذه الحالة ليست وليدة اليوم والتاريخ شاهد على طرحنا هذا وخير دليل ما كتبه الدكتور(علي الوردي) في وصفه لحال الشعب العراقي بالأخص في كتابه (وعاظ السلاطين)لذلك نرى اهل المذهب السني يصطفون وراء ساستهم وبتوجيه من رجالات الدين في مذهبهم وكذلك الشيعة بتوجية من مرجعياتهم وهذا قمة التخلف الذي يتمتع به الشعب والأدهى من كل ذلك هناك الكثير من الوعاظ من يسمون انفسهم أكاديميين ومثقفين والذي يعول عليهم نراهم في قمة الوعظ لهذا السياسي وذلك والمردود أيجابي لهذا الواعظ وذلك من أجل مغانم مادية ووظيفية وحتى وصلت الى مراكز عليا كي يشاركون بالفساد من خلال وعظهم المستمر…لذلك نرى في الأزمة الاخيرة هنا البوصلة فقدت توازنها وظلت اتجاهها بين الحكومة والبرلمان من جهة وأضاع الشعب كذلك بوصلته بين هاتين المؤسستين…ومن خلال الشد والجذب والمشادات الكلامية التي وصلت التراشق بالأحذية في بينهم وكل ذلك انعكس بشكل مباشر على حياة الفرد العراقي من خلال التفجيرات المستمرة وفي كل انحاء العراق والنزيف اليومي المستمر والأستهانة بالشعب من خلال قتله اليومي وحرمانه من مكتسباته من خلال تعطيل التصويت على القرارات والقوانين التي هي أصلاً من اجل المواطن نراها تتعطل بسبب التباعد بين الكتل من أجل مصالحها الشخصية لا غير ذلك…..وأخر هذه المشاكل التي عصفت بنا من خلال النائب الساعدي المشاكس للحكومة بوثائقه التي أَرقة منام المالكي شخصياً وجعلته يتخبط في الكثير من قراراته وتداخلها مع صلاحيات مجلس النواب واخرها من خلال أقالته لمدير المسألة والعدالة السيد فلاح شنشل المنتمي الى كتلة الأحرار وهو من المكون الشيعي التي هي على خلاف دائم مع رئيس الحكومة وتعين عضو اخر من نفس حزبه أي حزب الدعوة مما جعل البرلمان يندد ويطلب من اعضائه التصويت في جلسة برلمانية على تثبيت السيد فلاح شنشل كمدير لهذه الهيئة كون هذه الصلاحية من اختصاصه وليس دخل للحكومة بمثل هكذا دوائر كونها مرتبطة بالمجلس والأيام القريبة القادمة ستكون عصيبة على رئيس الحكومة الذي بدى يترنح أمام أصرار المتظاهرين لمضيهم في مطالبهم وتخلي تحالف الشيعة والنفور من المالكي لجنوحة هو وكتلته بعيد عن تحالفه وبعيد عن مصالح العراق في الظروف الأنية التي تحيط بالعراق في ظل الصراع السعودي الداخلي من جهة والصراع السعودي القطري من جهة اخرى مما أدى بالتحالف في طرح مرشح جديد لرئاسة الحكومة كبديل للمالكي لمرات عدة لكن تحت ضغط أيران يتراجع…..وفي كل هذا الذي يجري يبدو أن المواطن العراق أضاع بوصلته بين الحكومة والبرلمان وبدى تائه بين التجاذبات السياسية التي هي أصلا ليس في مصلحته في كل الأحوال……