6 أبريل، 2024 7:45 م
Search
Close this search box.

بين الحس الخيالي والتصور الوجداني نعيش بين الحقيقة والوهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد توالدت في أذهاننا قوالب لأفكارٍ فترسخت في عقولنا وقلوبنا وكل خلجات مشاعرنا
أن هنالك فئة من القدّيسين تحمل عناوين أنبياء وصُلحاء وأئمة هم ليسوا منّا في تفاصيل حياتهم وليسوا من البشر في طبيعة تفكيرهم وليسوا على شاكلتنا في إشباع غرائزهم وشهواتهم وتلبية رغائبهم
هنا حصل مالم يحصل في الخلق والابداع فاستقر في مكامن أذهاننا شخوصاً هم فوق البشر في الحركة والتصرف والتفكير والنطق والحديث والالهام وأن الملائكة وطلائع السماء وأشباح الارض لاتصل الى مستويات غزارة علمهم وقمم طاعتهم لخالق الأكوان
كل ذلك يحصل ولم نفكر لحظة واحدة أنهم يأكلون كما نأكل ويشتهون كما نشتهي ويميلون الى نزواتهم ويقعون على شهواتهم ويرتادون نساءهم ويتعددون بزواجاتهم ويستكثرون من أبنائهم ويغضبون ويحزنون ويفرحون وقد نسينا أننا نحن مَن جعلنا منهم جنساً فوق صفوف المخلوق ودون مقام الخالق ولربما قد يُضاهونه
ولتقريب الصورة أكثر في إيضاحها حتى نتيقن أن مَن جاء بعد (الانبياء) هم لم يكونوا كما عهدناهم في التوصيف وأن في تأريخنا المعاصر شهدنا حالة على غرارها والتي رفعنا من شأنها وزدنا من تعظيمها وقد تجسدت في شخصية ولد مغمور أبله لايُحسن صنعا وأبعد عن الحق رشداً وأقرب منه الى البلادة وأدنى منه للرعونة ونقصد منه (مقتدى) بعد ان كان أبوه قد إختط جانبا من الفقه وجانبا من التأليف وجانبا من الاصلاح والوعظ فاتبعه لفيف من الناس وتمحور حوله قدر من الانصار وكانت حظوظ ابنه (مقتدى) في حياته لا أثر لها يُذكر ولكن بعد وفاته (ورث عن أبيه) تلك المكانة وإلتف حوله معظم مَن كان مع أبيه متعاطفا ومقتنعا في رسم هالة من المبالغة حول أفعاله والتي قد تتعدى العقل والمنطق وحدود الإمكان
نعم هذا هو التأريخ لنا فيه وقفات ولنا منه إقتباسات ، وسيأتي اليوم الذي ترتفع فيه قبة سامقة ليأتي أجيال لنا ننقل لهم بجهلنا أن مقتدى هو سيد شباب القرن الواحد والعشرين وان شجاعته وعلمه وبلاغته تفوق الوصف وان شجاعته لو كانت قد وضعت في كفة ووضعنا شجاعة جميع طاقم الحوزة في النجف لرجحت كفة ميزان مقتدى ، واليوم لنا مثال قريب حينما افتقعت كما تفتقع الكمأة من روابي الارض لتعلو مترنحة بندائها وهي تقول ها أنا الشريفة بنت الحسن فنتمسك بتلابيب شفاعتها وهي كما نعلم فراغ من فراغ في فراغ
كان ذلك نفسه قد حصل بعد رحيل (النبي) مع ترتيب ما أصطُلح عليه من الائمة من نسل (النبي) … ((مع الفارق الكبير بينهم وبين مااستعرضناه من مثال مقتدى والذي كان للتوضيح !)) فان المشهد يقيناً قد تكرر معهم بنفس المنوال وعلى شاكلة نفس الطريقة وان الناس هي التي عزّزت من مقامهم وهي التي سارعت للالتفاف حولهم وتلطيف صورتهم وتمجيد أفعالهم وتبجيل سلوكهم حتى جاءت لنا أخبارهم بما تدافعت عليه حركات أتباعهم فأعطتنا عنهم صورة بزخم هائل من المبالغة والتضخيم والتي تختلف عن صورة البشر وفوق إمكانياتنا وقدرات طاقاتنا وقد تستحق عبادة لهم او إسباغ شكر عليهم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب