25 نوفمبر، 2024 7:11 ص
Search
Close this search box.

بين الجعفري وظريف ….أدبيات العمل الدبلوماسي ؟!!

بين الجعفري وظريف ….أدبيات العمل الدبلوماسي ؟!!

تعتبر المؤسسة الدبلوماسية من اهم المؤسسات في بنية الدولة الحديثة ، وهي احد أعمدة دولة المؤسسات ، كونها تمثل لسان حال الدولة تجاه الخارج ، وتعكس صورة الواقع سواء في الجانب السياسي او العقلائي بين جميع الدول والبلدان ، لهذا وزير الخارجية يحمل صفات دقيقة جدا ويُختار جيدا لهذه المهمة الصعبة والدقيقة ، لانه سيكون رئيس الدولة في الخارج ويحمل في جعبته رسالتان اما تكون هلاك وطنه او سلامه .
عراقنا الجديد ويعد احداث ٢٠٠٣ دخل مرحلة غاية في التعقيد ،كونه دخل في حقبة ومعادلة جديدة كانت تمثل مرحلة اختبار حقيقية للقوى السياسية ذات الأغلبية في البلاد ، مع التعقيد الواضح في أصل المشروع بعد تربع معادلة ضالمة حكمت البلاد أربعة عقود بالحديد والنار ، لنبدأ مرحلة جديدة ودولة يسود فيها الشراكة والعدل والمساواة ، لهذا كان لزاماً ان يكون ممثل العراق ولسانه الناطق في الخارج يحمل بين اوراقه خدمة وطنه وهمه عكس صورة مظلومية شعبه ووطنه في المحافل الدولية ويكون المدافع والجندي المجهول في الدفاع عن حقوق وطنه وشعبه .
وزير خارجية ايران  تلك الشخصية التي كانت محط اختبار حقيقي امام شعبها وامام العالم اجمع ورغم العمل الصعب والمضني في حسم الملف النووي مع الدول الخمس والشكوك الداخلية الإيرانية في قدرته على مسايرة سياسة الولايات المتحدة آلا انه كان انموذجا راقياً في مسار الدبلوماسية الإيرانية ، وكان درسا جيداً في طريقة التعاطي والتفاوض في الملفات الصعبة والمعقدة ، ولكن رغم الصعوبات التي اكتنفت مسار المفاوضات الا ان الدبلوماسية الإيرانية نجحت في ان تكون رقما صعباً في المعادلة الدولية وإيجاد موقفاً قوياً في المنطقة ، وأمام هذا النموذج يبرز نمودج  عراقي بائس بعكس الصورة القاتمة والبائسة للدبلوماسية العراقية وطريقة تعاطيها مع الملفات والتي لم تكن يوماً تقارن مع ملف المفاوضات (5+1) فبرز نموذج السيد الجعفري والذي لم يكن موفقاً في جميع ملفات مسؤولياته وإذا أردنا ان نجري بحثاً دقيقا وموضوعيا عن الرجل فإننا نجد كم هائل من الفشل والتراجع وعدم القدرة في إدارة الملفات الصعبة وآخرها الموقف العراقي في الجامعة العربية الذي كان بائساً كان محط انتقاد من قبل الدول العربية نفسها التي  لم تعطي اي أهمية لموقف العراق الرسمي ،كما انه كان محط نقداً شديد من قبل الدبلوماسية العراقية في التعبير عن موقف رسمي من مجمل القضايا الإقليمية والدولية ، والذي كان يجب ان يكون موقفاً لا أقول معاديا  لحكام السعودية ولكن على الأقل يعترف بالظلم الواقع على الشيخ النمر وإعدامه ، كما انه شارك في تمثيلية زائفة المراد منها توجيه وتغيير الرأي العام من قضية إعدام الشيخ النمر الى حرق السفارة السعودية في طهران والذي أُدين من قبل السلطات الإيرانية وجوبه بالرفض من قبل العقلاء وأهل الرأي في ايران ،كما ان وزيرنا شارك في ادانة متطوعي الحشد والذي عُبر عنهم  بالمليشيات وإدانته لحزب الله كونه حزب ارهابي .  
اعتقد ان هناك فارق كبير وشاسع بين الجعفري وظريف ،  لان الأخير كان رئيسا لإيران بجدارة ومسك الملفات بعناية وحاور وشاجر وقاتل حتى ينتصر شعبه ووطنه ، ولكن السيد الجعفري الذي رُفض من العالم العربي والسعودية تحديداً ورُفضت وساطته بين الاخيرة وإيران ،  ناهيك عن الرفض والشجب الإيراني بمواقفه وتصريحاته المتذبذبة التي عكست بؤساً حقيقياً في إدارة الدبلوماسية العراقية ، وخسارة العراق موقفاً مهماً كنّا بأمس الحاجة اليه خصوصا وان البلاد تمر بظروف صعبة وخطيرة متمثلة  بعصابات داعش المدعومة من السعودية ، لهذا كنّا بحاجة الى مواقف مدعومة من الدول العربية من اجل غلق نهاية حقبة سوداء في تاريخ العراق الحديث ، ولكن يبدو ان قدر العراق ان يعيش على ركام العقليات المتأخرة التي لا تملك شي تقدمه للوطن ولكنها تصر على ضياع صوته وموقفه الرسمي امام الوضع الإقليمي والدولي .  

أحدث المقالات

أحدث المقالات