23 ديسمبر، 2024 3:37 ص

انقضت ستة عشر عاما منذ ان استلمت انجيلا ميركل زمام قيادة الامة الالمانية لم تترجل ميركل عن صهوة الآلة الالمانية الا والمانيا تتربع على عرش ليس الامم الاوربية فحسب بل العالم بأجمعه من غير مدافع ولا منازع، حتى صارت المانيا في عهد ميركل ايقونة يترنم بها البؤساء في اقصى الشرق آملين بأن يحظوا بالحياة الكريمة لأولادهم في ظلال العدل والمساواة الاخلاقية التي حرموا منها في بلدانهم التي ولدوا فيها وداستهم بلا رحمة بساطيل حكامهم ومزقت ظهورهم جنازير الذل والمهانة تحت سدر عمائم وبائات فاسدة اعطت الفتاوى والتبريرات باسم الدين للفساد والنهب والقتل وذبح الحريات وازهاق ارواح الابرياء حتى تلطخت ايديهم وقطرت وجرت منها انهار دماء ودموع جللت أبناء شعبهم اطفالا ونساء وعجائز ورقصت ضحكات حكامهم الصفراء على جثامينهم واجداثهم بعد ان ازهقت احلامهم الوردية بالسعادة والأمان وأقل الحقوق الانسانية التي لم ترقى حتى الى مستوى قطة او كلب يعيش في المانيا والغرب، وهنا سوف ينتقل ذهنك – ايها القارئ الكريم – مع قلمي الى ارض التعساء الى حضيض الثرى من ارض العراق لنجول في صوره التي أيقظت رفات ذكرياتها انجازات ميركل التي نراها ونتحسر وتتحشرج الاماني والامنيات في صدورنا فتزفر ألا هل من ميركل عراقية يرتقي لظفرها مئات من رجال دين وساسة افك في العراق تعال معي وقارن لنعرف الحق بكلماته النيرات ويزهق الباطل باسمه ورسمه.
في الملعب الالماني كانت بدايات ميركل تصفها هي فتقول “نعم، عملت نادلة في حانة وكنت أحصل على أجر زهيد” وحصلت على درجة الدكتوراة في كيمياء الكم. اما في الملعب العراقي فقادة العراق الجدد مثل مصطفى الكاظمي زعم احد الاعلامي بوجود شك في شهادته الاعدادية وشهادة القانون حصل عليها من كلية اهلية مسائية لم يحضر فصولها الدراسية. اما المالكي فهو متهم بتزوير شهاداته دراسية ‏أيام كان شارداً في سوريا، في حي السيدة زينب يبع المحابس (خواتم) والسبح. اما حجة الاسلام مقتدى الصدر فهو غير حاصل حتى على شهادة ابتدائية فضلا عن اي شهادة معترف بها لكن خبرته جاءت من ادمانه على الألعاب الإلكترونية (بلاي ستيشن)، اما مستشاري مقتدى مثل حاكم الزاملي فهو يدعي انه حاصل على ماجستير في اللغات وهو لا يجيد التكلم والقراءة بلغته الام العربية الفصحى. واذا ييمت وجهك اتجاه كردستان تجد ان القائد الاعلى للإقليم مسعود البرزاني ليس معه حتى شهادة المتوسطة، فسلسل التزوير واللا مصداقية في قمة الهرم السياسي والقيادي العراقي فاحت رائحته حتى وصلت الى لبنان حيث كشف الصحفي اللبناني وليد حسين ان جامعات لبنانية اعطت شهادات جامعية لوزراء ونواب عراقيين وشيوخ عشائر لم يلتحقوا بالجامعة اصلا فقد وصل عدد الشهادات الى 27 الف بحسب الصحفي وليد حسين، فمرحبا بكم في عراق التكنوقراط حيث عصابة علي بابا تتربع على عرشه.
ميركل تجيد التكلم بأربعة لغات أما مقتدى الصدر مثلا فهو لا يستطيع حتى ان يتكلم بالغة العامية بدون ان يضحك المقابل ومع هذا فهو يلقب بصانع ملوك العراق وصاحب الاغلبية البرلمانية الساحقة اللغة الوحيد التي يجيدها هو ومن معه من قادة العراق اليوم هي القتل وتكميم الافواه الحرة.
في الملعب الالماني كان من اهم اولويات ميركل هي امن وسلامة الشعب الالماني خاصة والشعب الاوربي عامة حيث عاشت المانيا واوروبا في عهدها في امن واستقرار وحتى الازمات التي احدقت بجارة الاتحاد الاوربي (اوكرانيا) استطاعت ميركل ان تحل ازمتها كما تقول هي بالتحدث، ثم التحدث، ثم التحدث حتى اقنعت بوتين بمطالبها واحلال السلام. في المقابل نرى اللاعبين في الملعب العراقي عبارة عن مولد للأزمات كلما اكلت نار الأزمة وقودها من الشعب فخمدت اشعل (هادي العامري والخزعلي والمالكي والحلبوسي ومقتدى …الخ) فتيلها فاتقدت من جديد فمن عام 2003 الى الان كانوا قادة العراق واحزابهم وميلشياتهم اداة قتل الطائفي للآلاف من العراقيين مع نهب وسرقة وتدمير للبنى التحتية المتهالكة اصلا وهدم وحرق مباني حكومية وتفجير اسواق ومراكز تجارية. هذا بالإضافة الى الاستهداف الممنهجة لقتل الاطباء والطيارين والعلماء العراقيين بتوجيه ودعم من سليماني والحرس الثوري الايراني ومليشيات جيش القدس مما ادى الى هجرة جميع الكفاءات العلمية فلم ليبقى الا أئمة الجهل وصناديد الفساد. وتجاوز عدد الايتام الذي اغلبهم مشردين بلا مأوى خمسة ملايين يتيم كثير منهم يخطف ويتعرض للقتل او الخطف او لاعتداء الجنسي فمرحبا بكم في عراق الأمن والأمان.
دخلت كرة الاقتصاد الى الملعب الالماني ادارت ميركل دفت الاقتصاد الالماني في مهب سيل جارف من عواصف وقوافص الازمات الاقتصادية التي برهنت من خلالها فتاة كول انها المرأة الحديدية في وقت الازمات الجدية حيث بدأت ميركل بقطف ثمار الإصلاحات بعد وصولها إلى سدة الحكم مباشرة، إذا ارتفع معدل النمو السنوي إلى أكثر من ثلاثة أمثالة متجاوزا عتبة 1,5 بالمائة اعتبارا من عام 2005. وقد استمرت معدلات النمو العالية التي زادت أحيانا على 2 بالمائة خلال القسم الأكبر من سنوات حقبة المستشارة التي تنتهي في أيلول القادم 2021. اما في مستنقع ملعب العراق التي يقبع تحت عباءة السيستاني وهادي العامري والخزعلي والمالكي والحلبوسي والبرزاني والصدر ……الخ فهم فرسان الفساد في العراق، ففي زمنهم احتل العراق اعلى المراتب في قائمة الدول الفاسدة اذ بلغ عام 2019 المرتبة 162 ضمن قائمة من 180 دولة بحسب التصنيفات الغربية المجاملة وما خفي كان اعظم، وفي هذا الإطار كان حجم الهدر منذ العام 2003 يقدر بنحو مئات المليارات من دولارات في وقت تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة الفقر في العراق ارتفعت إلى 31% وهناك فقر مشهود في المناطق الجنوبية من البلد. وهذا هو رأس الجبل الجليدي وما خفي كان اعظم اذ ان الطغم الفاسدة في العراق اغرقته في بحور من الديون بلغ حجم حسب التقرير الرسمي العراق 15 مليار دولار كل سنة.
ان ساسة العراق واحزابهم كانوا السبب في تشريد اكثر من خمسة ملايين عراقي الى الخارج والعدد اخذ في ازدياد فعندما فتحت بلاروسيا حدودها خلال اسبوعين فقط هاجر اكثر من خمسة الالاف عراقي كانوا يبيعون بيوتهم وسياراتهم ويفرون عبر الغابات وصولا الى الام التي لم تلدهم ميركل يحلمون ان تضمهم ليحظوا فقط بمستقبل افضل لأولادهم فهنيئا للغرب بهم لتبقى الفجوة العميقة والهوة السحيقة بين ثرى سماوة العراق وحضيضه البائس وبين ثريا وسما المانيا التي قادته ميركل ل 16 عاما من الازدهار والامان والتقدم والرخاء في مقابل رجال دين وساسة وقادة العراق الخرقى الذين لايزالون يقودونه الى مهوى الردى ومفاوز الضياع التي ضاع فيها شعبه الرزيح.