6 أبريل، 2024 10:31 م
Search
Close this search box.

بين التمزق السني والتماسك الشيعي .. المالكي رئيسا للحكومة لمرة ثالثة

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكتل السنية بمجملها تطلق تصريحات / فضائية / ، كل منها تحاول ان توصل رسالة لمنافستها بانها محور تشكيل الحكومة ، لكن هذه الكتل تمزقت بشكل غريب ما يدل على ان جميعها لا تتمتع بالاستقرار  وفيها مشاكل يصعب حلها تغلبها ان قيادات الكتل تحاول ان تستثمر مقدرات اعضاء كتلهم من اجل ايجاد مناصب سيادية ورئاسية لهذه القيادات ، في مقابل تقاطع وتنافس كبير بين رؤوساء الكتل السنية وتسابق فيما بينهم لتسنم هذه المناصب ، اضافة الى ولوج شخصيات وقيادات سنية جديدة دخلت على خط هذا التنافس .

المشكلة بالموضوع ان عدد مقاعد كل كتلة من هذه الكتل قليل جدا في مقابل كتل كثيرة وقيادات جميعها تطرح نفسها كقيادة للمكون السني بسقوف علية لا تنسجم مع حجمها ومجموع مقاعدها ، ما ادى الى تمرد بعض اعضاء هذه الكتل ومحاولة ايجاد وجهة جديدة لهم ترضي طموحهم بالمشاركة بالحكومة لادراكهم بان البقاء تحت سطوة هذه الكتل سيؤدي الى قتل رغبتهم بالمشاركة بالحكومة والحصول على بعض المناصب .

وحتى طبيعة التنافس السياسي بين هذه الكتل السنية بالانتخابات تنم عن انها ليس لها جمهور محدد ، انما تعتمد على العواطف التي تخلفها الازمات بغض النظر عن من يثير هذه الزمات ، بدليل عندما انطلقت ازمة الانبار خلع القادة السنة ثوب الوطنية ولبسوا ثوب الطائفية المدافعين عن (المكون السني) وبدأوا يتسابقون من اجل تحسين صورتهم بعيون جمهورهم ، في حين عندما وقف تياري الحكيم والصدر الشيعيين ضد توجهات المالكي الشيعي في هذه الازمة لم يخافا من خسارة جمهورهما .
كان على هذه الكتل ان تجد لغة تفاهم فيما بينها لتكون كتلة واحدة ، وان فقدت هذه اللغة كان عليها ان تتجه نحو الكتلة الاكبر في التحالف الوطني لتسرع في تشكيل الحكومة .

نعم .. الاستقرار موجود في الكتل الشيعية بشكل كبير جدا ، فائتلاف دولة القانون مجبر ان يظهر زعيمه المالكي لانه بكل صراحة لولا المالكي لا يوجد شيء اسمه ائتلاف دولة القانون ، اذ ان تأييد الناس كان للمالكي وليس لاعضاء الائتلاف وبهذا فان المالكي الشخص المتنفذ الوحيد في هذا الائتلاف وهو قيمته الحقيقية ، ويكون هو الاكثر استقرار واستقطابا .
اما المجلس الاعلى فقد كان مفاجئة هذه الانتخابات لقيامه بتنوع قائمته ومزجها بين ما هو اسلامي وبين ما هو علماني وكذلك بين ما هو منفتح الى درجة كبيرة وهذا شيئا ايجابيا .
واما التيار الصدري ، فاعتقد انه تيار منغلق ومستقر ايضا على جمهوره الذي لا يمكن ان يقتنع بغير الانتماء لهذا التيار ، لكنه لا يتمتع بقدرة استقطاب الاخرين بمشروعه ولا يحتاج الى احد من خارجه للدخول فيه .. فهو مقتنع بحجمه وجماهيريته ، بخلاف كتلتي المالكي والحكيم اللذان لهما القدرة على استقطاب الاخرين وتغيير قناعاتهم وانتخابهما.
لكن هذا لا يعني ان يقال ان هناك امكانية ان تنحسر شعبية هذا التيار ، بل بالعكس يمكن ان تزيد كونه ما زال يتمتع بصفته كظاهرة في المجتمع العراقي الفقير ، لكن بنفس الوقت يعتمد هذا الامر على اختيار قيادات سياسية له ، كفوءة ومختلفة تماما عن التي مثلت التيار خلال الـ 8 سنوات الماضية  .

اما فيما يخص تشكيل الحكومة من قبل التحالف والولاية الثالثة للمالكي ، يبدو ان كل الامور تتجه لصالح المالكي بشكل لا يقبل الشك ، اما التصريحات الصحفية التي تلوح بها الكتل الشيعية لاسيما المجلس الاعلى والتيار الصدري برفض المالكي بصورة علنية فانها محطات اعلامية لابد ان تمر بها هذه الكتل قبل الشروع بالمصادقة على مرشح التحالف الوطني من اجل ان تحضى هذه الكتل بفرصة ان تكون بيضة القبان للمالكي من اجل الحصول على اكبر عدد من المكاسب والامتيازات في الحكومة المقبلة .

لكن الحالة الايجابية التي تحسب لصالح التحالف الوطني هو انه رغم كل المشكلات التي تعصف بكتله الا انه تحالف في غاية التماسك ، وهذا سببه :

1- ان الجميع متفقين على ان لا تخرج عملية تشكيل الحكومة من التحالف الوطني وانهم على ادراك كامل ان الوزارة لو انتقلت الى طرف اخر فانها سوف لن تعود اليهم ابدا ، لان رئيس الحكومة (المفترض) سيكون قد اسس لنفسه بشكل يؤهله لولايتها لمرة ثانية او اكثر .

2- مثلما تدفع السعودية وقطر وتركيا باتجاه ان تكون الحكومة سنية ، فان ايران وربما سوريا يدفعان باتجاه ان تكون الحكومة شيعية (مع تحفظنا على هذه المفردات).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب