15 نوفمبر، 2024 3:42 م
Search
Close this search box.

بين البقيع والأقصى , مشروع ترويض أمة

بين البقيع والأقصى , مشروع ترويض أمة

ليس من المصادفة قطعاً أن يكون إقدام نظام “آل سعود” على هدم وطمس قبور أئمة آهل البيت (عليهم السلام) في مقبرة البقيع في المدينة المدينة المنورة عام 1926 متزامناً مع تشكيل “حزب الإصلاح وإعادة النظر” الصهيوني في العاصمة الفرنسية باريس والذي أسسه “فلاديمير جابوتينسكي” والذي دعى علناً إلى قيام الدولة اليهودية بقوة السلاح على أرض فلسطين وإعادة النظر في الأساليب والمشاريع المتبناة من قبل “الصهاينة” في تحقيق ذلك الهدف الخبيث .

ولا يخفى على أحد , ذلك السعي القديم الجديد لدى الصهاينة في هدم المسجد الأقصى وقباب القدس الشريف بذريعة “هيكل سليمان” المزعوم , بل واعتبار هذا الأمر ضامناً لديمومة وقوة الدولة اليهودية في فلسطين , كما أفتى بذلك حاخام مدينة صفد , الأمر الذي حَتم على “الصهاينة” السعي في إيجاد ما يضمن لهم القيام بهذه “الجريمة” الشنيعة وسط مقبولية دولية و إقليمية (عربية) , وضمان إنحصار ردود الفعل المنددة ضمن إطار الفعاليات الشعبية و (الفيسبوكية) بعيداً عن إشعال أي حرب قد تهدد وجود الدولة اليهودية على الأراضي الفلسطينية .

وكان من أهم ما عمل عليه “الصهاينة” لتحقيق هذين الهدفين هو (تَميّيع) حرمة المساجد والمشاهد المقدسة بذرائع وفتاوى إبتدعها لهم أذنابهم “الوهابية” بأسم الإسلام على إمتداد عقود طوال , لغرض (ترويض) أكبر نسبة من المسلمين لتقبل مثل هكذا مشاهد وأحداث , فكان هدم المساجد وأضرحة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)  وزوجات النبي وأصحابه في مدينته (صلى الله عليه وآله)  , (والذي لا أستبعد أن تكون أحدى أفكار “جابوتينسكي” الخبيثة)  في الثامن من شهر شوال أي بعد أقل من أسبوع على إنتهاء عيد الفطر المبارك ,  وما زامنه ولحقهُ من سكوت عربي وإسلامي مستمر إلى اليوم (إلا من القلة) على الرغم من قدسية المكان والزمان , بمثابة الضوء الأخضر للصهاينة للمضي قدماً في مشروعهم الخبيث والرامي لهدم الأقصى الشريف , الأمر الذي حذر منه العديد من العلماء والقادة على إمتداد المواجهة , ومنهم سماحة الأمين العام للمقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) السيد حسن نصر الله في كلمته الأخيرة بمناسبة يوم القدس العالمي .

كما وإن برمجة (التَميّيع) لم تقف عِند مُصيبة البقيع , بل إمتدت لتشمل العشرات من المقامات والأضرحة والمشاهد المقدسة على إمتداد خارطة الوطن العربي والإسلامي , وصولاً لما نشهده اليوم في العراق من أبشع فصول هذا (التمييّع) والمتمثل بهدم مراقد الأنبياء (عليهم السلام) والصحابة والتابعين والعشرات من بيوت الله في ظل سكوت عربي وإسلامي (متوقع) , ليتحقق في ذلك أحد أهم أهداف الصهاينة الذين باتوا يرون إن نسبة كبيرة من العرب المسلمين قد (روضوا) صوب فكرة هدم وطمس المساجد والمقامات , ما يـُعجل لهم في تنفيذ جريمتهم المنشودة , في الوقت الذي يعتبر فيه الكثير من العرب (واهمين) إن هذا الأمر بعيد , أو إنه لا يتخطى كونه ورقة ضغط سياسية لدى اليهود , وما علموا إنهم باعوا القدس والأقصى يوم بيعهم البقيع , وتخليهم عن ثأرها أو إعادة ما كان فيها على أقل تقدير . سلاماً أيها الأقصى .. فقد هُدمتَ يومَ هُدمّتْ البقيع .

أحدث المقالات

أحدث المقالات