17 أبريل، 2024 7:28 م
Search
Close this search box.

بين الامارات والعراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

قد لا تكون المسافة الفاصلة بين بلدين يعيشان في منطقة تخضع لظروف اقتصادية واجتماعية واحدة لا تكون كبيرة لكن المسافة بينهما على مدى ما تشهده كل منهما من تقدم اقتصادي واجتماعي كبيرة جدا لدرجة لا يمكن تصديقها , نعم كان للعراق ما يمكن الفخر به من بنى تحتية ومعالم بارزة وخدمات ورفاهية يعتد بها لكن كل ذلك صار في حكم الماضي السحيق بل اصبح اشبه بالاطلال في ظل واقع متردي وطبقة سياسية لم تكن تصدق انها حتى في اجمل احلامها انها سوف تتحكم في مقدرات بلد بحجم العراق , لقد تغيرت المعطيات في الواقع دول خليجية كانت جل امنيتها ان تصبح كما كان العراق سابقا صارت اليوم على قمة الهرم الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي فالمواطن في أي بلد لا يهمه الطبقة التي تحكم وانتمائاتهم بقدر ما يريد ان يشعر بان حاجاته مؤمنة وانه يمكن ان يعيش مرفها في بلده , وكل ذلك ليس صعبا او عصيا على أي بلد مادامت الطبقة الحاكمة عاشت جنبا الى جنب مع شعبها اما عندما تكون الحكومة مستوردة ومنفصلة عن واقعها مليئة بالعقد والتناقضات فان تطور وتقدم البلد يصبح اشبه بالعزف على عود بلا وتر . الامارات العربية المتحدة بلد يمكن النظر اليه على انه بلغ الذروة بفضل اخلاص ساسته أولا وتفهم شعبه ثانيا يمكنك معرفة الفرق بين بلدين مثل العراق والامارات اذا نظرت الى فلسفة القائمين على الحكم فبينما يتحدث ساسة العراق من أبراج عالية لا يكاد يرون منها من الشعب الا المتزلف يعيش الاماراتيون على ارض واحدة يرى ويسمع كل منهم الاخر لذا ليس غريبا ان يمتحدح الاماراتيون قادتهم فيما يلعن ويسب العراقيون قادتهم . ان تجول أي حاكم امارات في بلاده تجده بسيطا يعيش حاله حال الاخرين لانه ليس هناك ما يفتقرون اليه وما يجعلهم يحاولون التزلف للحاكم فيما يفتقد العراقيون الى كل شي حتى الحياة نفسها ,وما مواكب السيارات المصفحة واعداد الحمايات الضخمة والقصور الفاحشة الثراء الا دلدل على عقد النقص المتجذرة في نفوسهم وتعبيرا عن نفوس فقيرة والخوف من الشعب ، قبل فترة اطلقت طرفة في ساحة التحرير ان أي سياسي عراقي يمكنه عبور ساحة التحرير يعتبر ذلك نجاحا في كسب ثقة الشارع العراقي كرئيس للوزراء فيما يعيش قادى منطقة الخليج وخصوصا في دولة الامارات العربية المتحدة ببساطة معهودة فيهم فليس هم من الطارئين على الحكم والسلطة والجاه بل بالعكس يتعمدون النزول لمستوى ابسط مواطن اماراتي خصوصا حاكم دبي محمد بن راشد بلا مصفحات ولا حمايات مرعبة ولا يحتمون خلف زجاج مصفح , ان قرب المسؤول من المواطن يعد حجر الزاوية لمعرفة الحاجات الأساسية لاي بلد , الغريب ان قادة بعض الدول الخليجية ومنهم الشيخ محمد بن راشد توسع في عنايته الى مبدعي العراق فصار يحتضنهم ويمدهم باسباب الابداع وهو واجب الحكومة العراقية في الاصل ولا ننسى كيف قام بارسال طائرة خاصة لنقل منتخب العراق بكرة القدم عام 2007 عندما فاز العراق بأمم اسيا في الوقت الذي كانت حكومة بغداد وقادتها المتدينون جدا يتخبطون حول مصير المنتخب مع ملاحظة ان هدية الحكومة العراقية لهذا المنتخب بتوزيع قطع ارض لكل لاعب لم توزع لحد الان بعد 13 سنة من الفوز , حادثة اخرى لم تلتفت اليها حكومة بغداد برغم انه ازاح ثقل عن كاهلها وهو هشام الذهبي الذي احتضن ايتام العراق في داره وقد التفت محمد بن راشد له فيما غضت حكومتنا المتدينة جدا نظرها عنه , امور كثيرة جعلت الفارق بين الامارات والعراق كبير جدا ربما يقاس بالسنوات الضوئية والسلام

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب