10 أبريل، 2024 1:23 ص
Search
Close this search box.

بين الاقليم والحكومة الاتحادية

Facebook
Twitter
LinkedIn

في مضمون الدستور النافذ ومختلف الدساتير التي تنضم العلاقة بين الاقاليم والحكومات الاتحادية تحصر المسائل التي لها علاقة بسيادة الدولة العليا كصلاحيات للحكومات الاتحادية اما فيما يتعلق بالمسائل المحلية في الاقليم فأنها تكون من صلاحية حكومة ذلك الاقليم ومن قبيل المهام المركزية للدولة ادارة الجيش ومركزية القضاء الاتحادي ووجود الهيئة التشريعية الاتحادية وقد جاء الدستور النافذ بتفصيل واف لهذه المهام دون التباس الا ان السيد رئيس الاقليم ومنذ البدا كان ينحى منحا مستقلا لا علاقة له بالحكومة الاتحادية وحتى لم يكلف نفسه يوما ما بالمجيئ الى بغداد ومنذ ترك السيد بريمر للعراق في حين أنشداده وبدرجة كبيرة الى كل من انقرة والدوحة اكثر بكثير مما هو مرتبط بالحكومة المركزية ولم يترك يوما ما دون ان يؤكد نهجه الاستقلالي هذا ويتبع اسلوبا استفزازيا احيانا اتجاه كثير من المسائل التي ممكن ان تحل عن طريق اخذ راي المحكمة الاتحادية وتوجهاته الانفصالية لا يخفيها على احد بل ويعلنها ويكررها ايضا فيقول مثلا في احد احاديثه لا تهمني انا وحدة العراق  وعند حصول اول المظاهرات في السليمانية عند بدا ثورات الربيع العربي وقد عاد الى اربيل من زيارة من ايطاليا فقد صرح في مطار اربيل بقولة مخاطبا المتظاهرين في السليمانية انني سأقطع يد من يقوم بالأخلال بالأمن في الاقليم واضاف عليكم ان يكون ربيعكم كربيع جنوب السودان وليس كربيع مصر وتونس والمغزى واضح كل الوضوح من ذلك وما لم يسود نوع من حسن النية في العلاقة بين الاقليم والمركز لا يمكن ان يدوم وضعا كهذا فواضح ان الاقليم يريد ان يأخذ كل شيء دون ان يعطي شيئا ولا يمكن ان تكون العلاقة بين اجزاء دولة ما بهذا الشكل والمتضرر بالدرجة الاولى حاليا هو العراق فنجد جميع القوانين التي يراد منها مصلحة البلد يساهم الاخوة الاكراد وبشكل ملحوظ ومتزايد بعرقلة تلك القوانين خصوصا ما يتعلق منها بالنهوض بإمكانات العراق وقدراته سيما في الجوانب العسكرية رغم ما يتعرض له من تحديات ارهابية ودولية وعندما يتكلم الساسة الاكراد عن تطبيق الدستور نجدهم للأسف الشديد في حقيقة الامر ابعد ما يكونوا عن ذلك ويتدخلون في صميم مهام الحكومة الاتحادية فتشكيلات الجيش وأوامر تحركها وطبقا لنص الدستور النافذ لا تعطي للإقليم اي دخل او سلطة في ذلك والعراقيين يدركون جيدا التوجه الذي يتجه نحوه الاقليم وقبيل احداث ثورات الربيع العرابي بستة اشهر تقريبا جاء الى اربيل اثنان من اللوردات البريطانيين واحدهما وهو السيد الزهاوي من اصل عراقي كوردي وطلب من الاخوة الاكراد ان يتهيؤوا للاستقلال فرد علية احد اعضاء البرلمان الكوردستاني بقولة ان ذلك يبد مستحيلا الان الا اذا حصل زلزال في هذه المنطقة فإجابة الزهاوي ان الزلزال قادم وفسر المراقبون ان ما يحدث من تقلبات الان واستهداف لتفتيت دول معينة ضمن خطة ما سمي بثورات الربيع العربي التي يقودها الغرب هو هذا الزلزال الذي نوه عنة اللورد الزهاوي وما فتىء بعض الساسة الاكراد يطرحون ودونما مواربة بان ما يلائم العراق هو ثلاث اقاليم فيدرالية ويعتبر المثقفون العراقيون مثل هذا الطرح يهيئ لانفصال الاقليم اولا وحلول شعار السيد بايدن بالكونفدرالية في العراق ثانيا وتوجهات السيد مسعود البرزاني تصب كلها على ما يبدو في هذا الاطار باتجاه تقسيم هذا الوطن تنفيذا للشعار المذكور ويفسر المتتبعون بان تنقل السيد البرزاني بين الدوحة وانقرة وسماحة للقوات التركية بإقامة القواعد  في مدن شمال العراق وانشدادة وبشكل كامل للنفوذ التركي يفسره هؤلاء المثقفون بتحمله بجزء تنفيذي هام فيما يدور في هذه المنطقة ومع ان المثقفين العراقيين لا يقفون مطلقا  امام اي طموح مشروع للأخوة الكورد الا انهم لا يسمحون ايضا بتوجهات تخريبية باتجاه تقسيم هذا الوطن فهناك مدن عراقية لا تمت باي صفة للمناطق الكوردية جغرافيا او تاريخيا كما ان مداخلة الساسة الاكراد في الشأن العراقي لما يوقع بين العراقيين انفسهم امر مرفوض ايضا فتصريحات السيد البرزاني الاخيرة بقولة اذا كانت الكتل السياسية في العراق صامتة فانه يستطيع ان ينهي المالكي وقولة اننا لا نخشى طائرات اف 16 والميك 17 مثل هذه الاقوال للأسف الشديد غير مبررة وتعتبر استفزازا ولم يتكلم احد عن طائرات اف 16 او ميك 17 والتي لم يصل منها شيء الى العراق واول من وقف بوجه تجهيزها للجيش العراقي هو السيد البرزاني نفسة مع اننا واثقين بان هذا الوطن سيستعيد مكانته بين دول العالم ونحن نعرف ان هناك من يرقص على اوتار الفتنة للوقيعة بين الحكومة الحالية والاخوة الاكراد ليتبع نفس اسلوب ما اتبع مع حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم ثم الانقضاض على الاكراد فيما بعد وبقية القصة يعرفها المؤرخون فقناتي الشرقية والرافدين اللتين تدفعا بالفتنة الى الامام معروفتي الاهداف وتسوقهما الاحقاد فالأولى برامجها مدفوعة الثمن أما الثانية فهي تحمل ضغينة فقدان نظام صدام وان ما يوصل العراقيين الى الوئام الكامل اذا كانت هناك رغبة للأخوة للأكراد ان يبقوا كجزء من هذا الوطن عليهم التخلي عن التهديد والوعيد و(العنتريات) الفارغة الذي عرفها العراقيون فيما مضى وليس بحاجة لها الان وان من يدفع بالسيد مسعود البرزاني امثال أمير قطر واوردكان لا يفيدا الاكراد بشيء خصوصا وانهم مروا بتجارب طويلة وعرفوا من يريد لهم الخير او يريد لهم الشر فنحن كعراقيين يهمنا الاحتفاظ على وحدة العراق مع احترامنا لأي تطلع مشروع للكورد كما ذكرنا شرط ان لا يؤثروا على هذه الوحدة وان لا يكون السيد البرزاني (سكينة خاصرة) لهذا الوطن يدفعه الاخرين لتاذيته فللعراقيين الان ما يكفيهم من المشاكل التي ورثها لهم نظام صدام وعلى كافة الاصعدة وهم يريدون التوجه الجاد لتضميد جراحهم ورفع الحيف الذي اصاب شعبهم ولا يمكن ان يسمحوا بسماع الاتهامات بالتفرد مع ان الاخرين غارقين الى اذنيهم بذلك التفرد وهو امر موروث عندهم وبراينا اذا اراد السيد مسعود البرزاني الوئام مع الحكومة الاتحادية ان يعتمد الدستور النافذ ويحتكم الى المحكمة الاتحادية في اي اشكال يحصل ونحن نشك في ذلك لأنه لا يعترف على ما يبد باي مؤسسة دستورية مركزية في العراق .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب