23 ديسمبر، 2024 4:15 ص

بين  الافكار المتطرفه والارهاب

بين  الافكار المتطرفه والارهاب

ان اكثر ما يشد انتباهنا على وجه البسيطه هو النزاعات الفكرية  بين الاديان وبين المذاهب في الدين الواحد ولايقتصر هذا الصراع ان صح التعبير على الدين الاسلامي مثلما يشاع اعلاميا  بل هناك صراعات  مستمره بين الاديان  الاخرى او بين الدين  الواحد فيقال هوْلاء متطرفون او متشددون او معتدلون  . وان  التطرف  والتشدد يعني اظهار الطرف الاخر على باطل  وانه يتبنى افكار  تتعارض مع المبادئ العامه للدين و تتعدد خصائص التطرف لتشمل كل تصرف يخرج عن حد الاعتدال وذلك في كافة صور السلوك ومنها تعصب المتطرفين لرأي بحيث لا يتم السماح للآخرين بمجرد إبداء الرأي، أي الإيمان الراسخ بأنهم على صواب والآخرين بعيدين عن الحقيقة ، لأنهم وحدهم على حق والآخرون في طريق  الباطل وكذلك  التعامل والخشونة في الدعوة والشذوذ في المظهر والنظرة التشاؤمية والتقليل من أعمال الآخرين والاستهزاء بها.

ان التطرف يرتبط بمعتقدات وأفكار بعيدة عما هو معتاد ومتعارف عليه سياسيا واجتماعيا ودينيا دون أن ترتبط تلك المعتقدات والأفكار بسلوكيات مادية عنيفة في مواجهة المجتمع أو الدولة ، أما إذا ارتبط التطرف بالعنف و التهديد بالعنف فإنه يتحول إلى إرهاب ، فالتطرف يقع دائما في دائرة الفكر أما عندما يفضي الفكر المتطرف إلى أنماط عنيفة من السلوك و الاعتداءعلى الحريات أو الممتلكات أو الأرواح أو تشكيل التنظيمات المسلحة التي تستخدم في مواجهة المجتمع والدولة فهو عندئذ يتحول إلى إرهاب اذا الارهاب هو سلوك وتصرف فالتطرف لا يعاقب عليه القانون ولا يعد  جريمة بينما الإرهاب هو جريمة يعاقب عليها القانون ، فالتطرف هو حركة اتجاه القاعدة القانونية و الاجتماعية ومن ثم يصعب تجريمه، وكذلك هو فكر لا يعاقب عليه القانون باعتبار الأخير لايجرم النوايا والأفكار ، في حين أن السلوك الإرهابي المجرم هو حركة عكس القانون و المجتمع  ومن ثم يتم تجريمه.

يختلف التطرف عن الإرهاب أيضا عبر طرق معالجته فالافكار المتطرفه ، تكون وسيلة علاجها هو الحوارالبناء أما إذا تحول التطرف إلى تصادم وصراع فهو يخرج عن حدود الفكر إلى نطاق الجريمة مما يستلزم تغيير مدخل المعاملة وأسلوبها.