27 ديسمبر، 2024 10:33 م

بين الاغلبية والثلث الضامن

بين الاغلبية والثلث الضامن

تعقيد المشهد السياسي وتبديد مساعي التهدئة واللعب في الوقت الضائع، عناوين لهذه المرحلة التي يبدو انها الاخطر في حاضر العراق،

التنافس بين التحالف الثلاثي صاحب الاغلبية والاطارالتنسيقي صاحب الثلث الضامن، القوتين الحاكمتين في مشهد صناعة القرارالسياسي، وصل الى منتهاه بعدما عطل صناعة القرارالتشريعي والتنفيذي،

وبخلاف العقل والمنطق نعود بارادتنا الى هذاالجدل العقيم عقب كل انتخابات نيابيه، وتضيع الاسابيع والاشهر من اجل اتفاق اوتوافق لا يولد الا بشق الانفس…؟

ما يميز هذه المرحلة العصيبة ان صراع الارادات بدا اكثر وضوحا للمتابع، ونما وتطورليحكم العلاقة بين خصميين كبيرين،لم يلتفت اي منهما الى ان ضياع الوقتوتبديده لا يصب في مصلحة احد، بينما يطرق فصل الصيف الابواب ومشكلة الكهرباء ماتزال معضلة دون حل !!

قائمة الخسائرستزداد سياسيا واقتصاديا وامنيا بل وحتى اجتماعيا اذا لم نتدارك مشاكلنا، اما بالتوصل لحل جذري باِعادة النظر بكل الهياكل الادارية والموسسات الرسمية، او لا مناص عن الاتفاق على مرحلة انتقالية مؤقته،

يقول سيد البلغاء الامام علي بن ابي طالب (ع) دولة الباطل ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة فعلينا ان نختار بين الاثنين، وفق حسابات تضمن مصالح الشعب وليس مصالح القابضين على صناعة القرار،

هذه الازمة كشفت تخوف الكتلة الصدرية من الاطار والعكس صحيح، والواضح غياب الثقة بين الطرفين ، فاذا كان هذا هو حال العلاقة بين الكتلة الصدرية والاطار برغم المشتركات الكثيرة بينهما، فكيف بامكانهما اقناع الشركاء الاخرين على التراب الوطني !

لكل مشكلة حل اذا ما صدقت النوايا، لكن علينا ان نختاراليات الحل ونطرحها بشكل مناسب، كما تحتم الضروره اختيار سفراء الحل لتقبلهم الاطراف الاخرى، كي لا نطيل من عمراختلافنا، هذا اذا اردنا ان نختار الدولة التي تعلي قيمة الانسان والوطن، وعلى ساستنا ان يدركوا انهم امام مرحلة تاريخية، اما ان يمحصوا ما سيتركون من ارث وسيرة للاجيال، والا فنحن مقبلون على ما هو اسوء لا سامح الله، اذا ما ركنوا الى الخصومة وتركوا صوت العقل والحكمة جانبا.