26 نوفمبر، 2024 10:15 ص
Search
Close this search box.

بين الإمام علي والحسين … العراق لماذا والى أين ؟

بين الإمام علي والحسين … العراق لماذا والى أين ؟

عند قراءتنا لتاريخ البشرية سنجد بان لهذه البقعة من الأرض شان كبير على مدار الزمان فلا يخلو زمان إلا وكان لها أو عامريها بصمة لرسم التاريخ فتارة تخرج منتصرة وتارة يجانبها النصر ولا نقول خاسرة .
هي ارض الحضارات وارض الرافدين وأكثر ارض ارتوت من الدماء دفاعا عنها أو طمعا بها أو لاستردادها من المغتصبين , وهي ارض الملاحم والفتن وهي الأرض التي ستعود خضراء بعد أن تجدب الكرة الأرضية كما اخبرنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لذلك كان للنهج الإسلامي قولا وفعلا وسيرة أثره في الإشارة اليها مبنيا على مافهموه من مشكاة النبوة الذي أشار ولأكثر من مرة إلى ارض المشرق وانها ارض الفتن وقرن الشيطان وارض الاقتتال على جبل من ذهب سيخرج من الفرات ويا الله من كل مائة يبقى واحد , لا اله إلا الله ما الذي يجري على هذه الأرض ولماذا, وماذا سيحدث عليها ؟؟ ثم يرسم لنا الخليفة عمر رضي الله عنه صورة أخرى لقد وجه معظم قوته إلى ارض العراق لإيصال الرسالة الواضحة بان قتال الروم سهل لأنهم لا يقاتلون عن آفة نفس بشرية وإنما عقيدة  ممكن أن تتغير بتغير الفهم وموازين القوى , والتعنت العقائدي لا يوصل دائما إلى الاقتتال ولكن النفس المتعالية والتغطرس والنزاع على القوة والخيرات هو الأكبر في كل الصراعات .
ثم كانت الصور العملية الأوضح التي رسمتها لنا سلالة بيت النبوة إذ توجهوا بكل ثقلهم نحو هذه الأرض فهاهو الإمام علي ( عليه السلام ) يوجه كل طاقته وعلمه وذكائه وفطنته نحو هذه الأرض لينقل  حبال الفتن التي أرادت أن تخنق عاصمة النبوة إلى موطن القتال والحل العراق ليتمكن من خلال هذه المواصفات تفكيك هذه الحبال والتخفيف من وطئتها على العقيدة الإسلامية والفكر الإسلامي وجعل من مشكاة النبوة الذي اقتبسه بفهمه وعلمه نوراً يضيء للأجيال الدرب من أي فتنة ممكن أن تحاول أن تداهم الفكر الإسلامي , فنقل عاصمة الخلافة إلى ارض العراق وبجوار الفرات المشار اليهما سابقا هي الأرض التي ستجعل من نفسها ومن عامريها مشاريع فداء واستشهاد للحفاظ على بيضة الإسلام إن شاء الله ومن خلالها ستنطلق جحافل النصر الإلهي لعودة مجد الإسلام وتحرير بيت المقدس هي الأرض التي ستحتضن النقيضين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين وهو قدرها .
نعم الزمن الذي تولى به الإمام علي عليه السلام يعتبر بحق انعطافة حقيقية لمسيرة الجهاد الإسلامي للحفاظ على الفهم والفكر الإسلامي الحقيقي وحماية عاصمة النبوة من تمازج الصراع العقائدي والشخصي والسلطوي وتفريغ الأحقاد  وليتيح للأجيال القادمة من الغيارى على العقيدة النور والفهم اللازم لمعرفة حقيقة الصراع وللتمييز بين المنادين بالشعارات الإسلامية الخالصة والشعارات الباطنية أي الفرق بين الحق وبين كلمة الحق التي يراد بها باطل .
وأكمل المسير الريحانة الأولى والسيد كما قال عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحسن ( عليه السلام ) بخيار الصلح وحفظ دماء المسلمين هو الدرس العملي التكميلي الذي أخذه من أبيه الإمام علي( عليه السلام )   الذي شرح لنا الأمرين القتال والصلح وأيهما أصلح لكسر الفتة لكل زمان ومكان .
والدرس الثاني جسده عملياً وسار بدربه الريحانة الثانية صاحب النهج الثوري والفدائي الإمام الحسين ( عليه السلام ) حيث اخذ بهذا الرأي لكسر الفتنة وإرسال رسالة واضحة للثبات على الحق والمطالبة بالحقوق , خرج من داره وهو على علم كامل بأنه لن يرجع هذا العلم الذي فهمه من إشارات الأحاديث النبوية وما نقله إليه من أصحاب المصطفى ولكنه أراد أن يبقي جذوة الجهاد مشتعلة وما أراد أن تربى امة جده على الخضوع والرضى بأخذ استحقاقها من اجل كسرة خبز وعيش مهين .
نعم إنها دروس بسيطة لموضوع ممكن أن تؤلف فيه الكتب والمجلدات وممكن أن تصبح لنا مناراً لوضوح الرؤية المستقبلية , هي دروس مستقاة من ارض الرافدين ومن خلال التمازج للفهم النبوي والسير التاريخية السابقة واللاحقة والقادمة .
هي ارض العراق ارض الصراع الذي أشار إليه عليه وآله الصلاة والسلام , وقرن الشيطان ونبّه إليها عمر رضي الله عنه وطبقه عملياً الإمام علي ( عليه السلام ) وجعل من نفسه وأهل بيته مشاريع استشهاد بطريقة ما أراد لها أن تُنسى ليبقى أثرها باقي معنا الإمام الحسين عليه السلام  .
إنها لمحات بسيطة عن
العراق لماذا … فهل ممكن أن نفهم إلى أين ؟

أحدث المقالات