وسط أزيز الرصاص لا قيمة للكلمات , لان لا احد يريد تفعيل المنطق العقلي، وانما الشحن العاطفي هو سيد الموقف ؛ لذا فالمسألة معرضة الى خراب اسوء !!
إنَّ عشق كرسي السلطة بدا واضحا لدى المالكي وقبله بشار الاسد , إنهم مستعدون ان يحكموا دون شعب , او ان يحكموا من جانب احادي , وهذا يعبر عن القصور الذي يتمتعون به هؤلاء ..
الكتابة الموضوعية للوضع السياسي وسط الشحن الطائفي تبدو عبثاً لا طائل له , لان المتصدر للمشهد , والدافع له بقوة , لا يريد سوى – وهو ينظر بعين واحدة – الا ان يفرض رأيه أو ينفذ شهوة سطوته حتى لو كلّف الامر الابادة الجماعية .. وهذا ما يحصل الان احبائي ..!
وجدت الكثير من “المثقفين” في شبكة النت وغيرها من مواقع التواصل ” اللا اجتماعي ” -وهم في ابراجهم العاجية – يفسرون الامر بشكل (ساذج) , وهم بذلك يسطحون افكار الناس الباحثين عن حقائق , ولم اجد في تفكيرهم رؤية خلاّقة بل على العكس , هم انجرفوا كما ارادت السلطة في ان تكون الراعي الوحيد لتلقين الاتباع ما يروه ” صحيحا ” عبر قنواتهم الرسمية , وغلق كل قناة فضائية تقول بخلافهم , وهذا ما فعله فرعون قبلهم ” لا اريكم الا ما ارى , ولا اهديكم الا سواء السبيل ” !!
من يعيش على الارض وخصوصا في المناطق التي اصبحت جبهة يعرف جيدا ماذا يحدث , وبغير ذلك فإن الرؤية تكون ضبابية ..
قلتها سابقا واقولها مرة اخرى , ان اعظم خطأ هو في ضرب الوسط المعتدل من اهل السنة , نعم فقد تم بنجاح ” شيطنة ” الشركاء في الوطن من قبل , وهم الان لا يحظون بدعم شعبي من قبل اناسهم , وانما يمثلون انفسهم , فتنازل ( النجيفي ) من عدمه لا يؤثر في المعادلة لديهم شيء , لان الامر اصبح من الناحية الفعلية بيد فصائل مسلحة على الارض , أهونهم من يملك مطالب يريد تنفيذها منها النقاط الاربعة عشر – وقد تزيد – , ومنهم من اعلن اليوم الدولة الاسلامية وزاد في الامر تعقيدا اكثر !!
ان الاصوات التي دعت من قبل الى تسوية قبل انفجار الوضع هي نفسها من حملت السلاح , ولحقهم الكثير من المبعدين , ونجد اليوم للاسف اسكات كل صوت يقول ان هناك مظلمة لاناس ثائرين , لان حمل السلاح لا يعني نزهة ابداً فهم قد اجبروا على ذلك .. فما كان من الحكومة وبعدها -الضحايا لخطاباتهم- الا ان صمت اذانهم , بل وضربت بيد من حديد , كما حدث للسيد الصرخي حينما قال : لقد دفعتوهم للتعاون مع داعش , كما فعل بكم صدام من قبل وجئتم بأمريكا .
إنَّ شيطنة الشركاء ووصمهم بأنهم جميعهم داعش اثبتت الايام كذبها , خصوصا وأن الظهور الاخير لزعيمهم في الموصل , قد اجبر اصحاب المطالب الشرعية ان يعلنوا صراحة انهم لا يتفقون والمنهج الذي يريد تطبيقه , والسؤال المطروح ماذا يعني هذا ..؟
هذا يعني ان سيناريو سوريا يطبق في العراق , ستكون المجابهة بين مسلحي المطالب , ضد ” الدولة الاسلامية ” , وهكذا يكون تدويل قضية العراق , ليبقى ساحة لكل من هب ودب , في تصفية حساباته في ارض الرافدين !
إنَّ الحلقة الاخيرة للفوضى تدق طبولها , وهنا اسأل ” أليس منكم رجل رشيد ” ؟