يرغم صعوبة قراءة كتاب الكترونياً فان كتاب مثل ” اجراس الذاكرة ” لابد ان يشدك اليه خاصة اذا كنت على معرفة دقيقة ومتابع للاسلوب الشيق والسلس لمؤلفه الزميل الاستاذ عكاب سالم الطاهر الذي تمتد معرفتي به منذ سبعينات القرن الماضي عندما قادتني الظروف للعمل في جريدة الثورة .. وعذراً من المؤلف الطاهر ومن القراء اذا كنت ساتجاوز التعريف بشخصيته لانه غني عن التعريف اولاً وثانياً حرصي على التركيز بما جاء في فصول الكتاب الخمسة التي يقودك فيها الاستاذ الطاهر الى فضاء معرفي واسع وفسيح منذ مقدمته التي حملت عنوان ( حين تقرع الاجراس ) فيتناول الصلة بين كتابه ( شواطيء الذاكرة ) الصادر في تموز من عام 2019 وبين اجراسها حيث يجمعهما ” وحدة الموضوع ” .. فالكتاب يمنحك فرصة التعرف بين وفي سطوره على احداث سياسية وشخصيات اضافة الى ما يمكن وصفه بادب الرحلات من خلال زيارة المؤلف الى محافظات عراقية واقطار عربية ودول احنبية ..يتناول الطاهر في الفصل الاول ( خواطر وذكريات ) فتكون البداية مع صحافة المعتقلات عندما كان سجينا سياسيا عام 1966 في سجن بعقوبة الذي كان يضم مجاميع من الوطنيين قوميين وشيوعيين فتحس بالفارق الكبير في معاملة السجناء السياسيين في تلك الفترة وما اعقبها خاصة في سنوات ما بعد الاحتلال للعراق ..بعدها يخصص المؤلف مساحة لاكثر ( المشاهد سلبية في النضال السياسي القومي العربي ذلك هو الخلاف بين الفصائل القومية ) التي انعكست سلباُ على واقعنا العربي واضاعت احلام ملايين العرب بالوحدة العربية وانحسار الحركات القومية والضعف والهوان الذي اصاب امتنا العربية مع الاسف . ومن القوميين الى عزيز الحاج الذي قال له الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله باستهزاء في مؤتمر صحفي حضره الحاج كمندوب عن جريدة ” اتحاد الشعب ” ( روح للمدرسة والعب رياضة ).. ويتطرق الطاهر بعدها وفي نفس الفصل الى موضوع تكليفه بمرافقة الوفد السعودي عام 1984 الذي زار بغداد لحضور مؤتمر المدن والعواصم الاسلامية ومنه الى شيء عن عائلتي فؤاد الركابي ومحمود الدرة . ويأخذنا المؤلف الى شخصيتين اثرتا فيه هما الشيخ محمد الحسين ال كاشف الغطاء وسليمان العيسى ومنهما ذكريات وخواطر اخرى عن تلقي الطاهر دعوة للكتابة في مجلة فنون ومواقف مر بها في مدينة اشبيلية ومالطا ولقاءات له مع اعلاميين في قناة الميادين ومع الشاعروالتربوي قاسم الفرطوسي ليعود بنا الى سوق الشيوخ وجريدة العهد الجديد والصحفي كريم العرفج وقصة سقوط سيارة لسفرة مدرسية من على الجسر الخشبي الذي يربط ضفتي نهر الفرات في ريف سوق الشيوخ وغرق الاطفال في النهر . ولايفوت المؤلف ان يشير الى الصحف التي صدرت بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وجولة الملك فيصل الثاني في الناصرية وزيارته الى مكتبة الاسكندرية في مصر وغير ذلك من عناوين كثيرة ليختم الفصل الاول لطبيعة علاقته بعائلة الشوكي .. والشوكتي ..
في الفصل الثاني الذي حمل عنوان ( بين اهلي العراقيين ) يتناول الطاهر جولاته في تكريت والديوانية واربيل والمناذرة وتلعفر وما تخللها من لقاءات مع شخصيات ادبية واجتماعية فيها وندوات ثقافية وقصة بعض المدن ومنها الخميسيه . اما الفصل الثالث فقد كرسه المؤلف للحديث عن انطباعاته ولقاءاته في اذربيجان وجورجيا وتونس ليتميز الفصل الرابع في انتقالة الطاهر الى نوع ادبي اخر عندما يتناول كتب قرأها للاساتذة الدكتور احمد عبد المجيد والدكتور طه جزاع والدكنور محمد الحاج حمود وعلي خيون وكاني ياسين ..
في الفصل الخامس والاخير لمسة وفاء شاهينية نشر فيها الطاهر كتابات لمثقفين وصحفيين عن مؤلفاته ..
اخيراً اعترف انني لم اف استاذنا الطاهر ولا القراء حقهم فاستميحهم العذر مرة اخرى .