هل نحن بحاجة إلى إسلام مسلح ؟.
يقول الله سبحانه وتعالى : أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أقوم .
– اكيد لا . لأن المتغيرات التي طرأت على الحياة الدولية أصبحت جزءاً من التابلوات التي لا يمكن شطبها , بل لا يمكن لدولة أن تعيش خارج الإطار الدولي , بما فيه من منظمات دولية وتجمعات أقليمية وتعاون تجاري ومالي وغيرهما . لا سيما وهي لا تتقاطع مع الإسلام بشيء .
– ولأن الإسلام المسلح لا يعرف لغة لنشر دعواه إلا بالقتل ومصادرة حق الآخرين ويشهر سيفه على دول الإسلام قبل غيرها من الدول بإعتبار أنهم الأسهل له . فهذا يعني انه ليس إسلاما حقيقيا , فإذا كان يريد نشر الاسلام عليه أن يقدم نفسه كحالة مقبولة بل محببة . وعليه بالقدرة التي يملكها الذهاب الى حيث البشر الذين لا يعرفون عن الإسلام شيئا ويقدم نفسه كمنقذ من الضلالة والكفر . يناقشهم بروح التسامح والمحبة ومساعدتهم على الحياة بما يستطيع من درء خطر المرض وغيره من الآفات المبتلين بها .
– التشبه بالرسول من حيث نشر الدين الإسلامي تشبه مخطوء , لأن الرسول صاحب دعوة مطلوب منه إيصالها للآخرين بروح الود والإختيار كقوله تعالى ( وما أنت عليهم بوكيل ) ( لكم دينكم ولي دين) (أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) ( أن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمتدين ) ( ليس عليك هداهم ) ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن , إلا الذين ظلموا منهم )
– الذين يسعون الى الأسلام المسلح هم الأبعد عن روح الإسلام لأنهم غير حقيقين بدعواهم , لأن الجذور الأولى لهكذا تنظيمات دينية هي جذور مزوعة لتخريب الإسلام وأن كانت في بداياتها مجرد حلم فقد مدت يدها إلى الغير مما جعل أواصر التعاقد بينهما خارج دائرة المباديء الاسلامية .
– يعترف الإسلام صراحة بكل الأديان السماوية ويحَّل طعامهم ومعاشرتهم والإختلاط بهم , كذلك هي الأخرى , فنجاشي الحبشة هو أول من قدم خدمة للدين الجديد وآواه ونصره.
– المعادلات الدولية والعلاقات معها تتطلب أناس ذوي توجه أنساني عقلاني كي تستطيع الوثوق بهم , وبالتالي فتح صفحات التواصل معهم . فالمنطق العقلاني والسلوك القويم هو الطريق الأقصر لقلوب الآخرين كي يجعلهم يثقون بك , ويوعزون سلوكك هذا للقيم التي تؤمن بها , أما الذين تستهويهم الحركات المتأسلمة هم أولئك الذين عاشوا الفراغ الإنساني نتيجة ميكانيكية الحياة العصرية , فهم في ثورة مع النفس وليس بحثا عن دين , لا أعتقد أن ديناً يقوم على شطب الآخر, بل قتله يستهوي الناس السويين ابدا .
– ايهما اقرب للنفس صورة البابا وهو يستضيف وفدا إسلاميا وآخر نصرانيا وثالثا يهوديا وكل يقرأ من كتابه شيئا للآخرين , داخل حضرة الفاتيكان , أم صورة ملتحين قذرين يشهرون أسلحتهم وأيديهم ملطخة بالدماء , على أناس ليس لهم حول وقوة .
– أنه القتل المجاني لروح الاسلام الحقيقي من أجل سيادة إسلام مخادع