يبدو أن تكرار بعض الكلمات يفقد بريقها, ويقلل من تأثيرها, فمثل (التأريخ يعيد نفسه) و (لا يلدغ المرء من جحرٍ مرتين) و (أتلدغه ألحيه مره أيخاف من جرت الحبل) وغيرها, أصبحت (أنتيكات) في رفوف الذاكرة.
الوضع في العراق,متقلبٌ كطقسهِ, لا يبقى على حال, ولا يهدأ له بال, ولا يستتر فيه شيء, وسيناريو الأحداث فيه, مسلسلٌ مُعاد, في حلقاتٍ تكررت فيه التشبث بالسلطة, خصوصاً عندما يكون البلد, على حافة الإنهيار, فيستغل ضعفه بقبول أهون الأمرين.
قد لا يشكك أحداً, بما أبدى به د. ألعبادي, من خطوات إيجابية, مصحوبة بخطاب يحمل تحت طياته, رسائل إطمئنان, تفوح منها رائحة الأمل, ولكن!؟ لا نعلم (أكسباير) هذا الخطاب, لأن المواطن أكتسب خبرة التحليل السياسي, من خلال هفوات الإختيار تارةً! وأخرى من الضحك الذي مارسوه على ذقونهم, وهو في نتيجة هذه المعادلة السياسية, يدفع ثمن كل الأخطاء, التي يرتفع سقفها أحياناً إلى الدم.
إنَّ من الصعب على د. ألعبادي, أن يحاسب في هذا الوقت رأس الهرم, لكن يستطيع الإطاحة بالصخور التي كونت هذا الهرم, الذي لم يبنى إلا على أساس التطرف السياسي؛ عليه أن لا يهمل كل مفصل من مفاصل الدولة, ويفتش في كل زاوية من زوايا المؤسسات الحكومية, وينظر في محسوبية المدراء العامين, ووكلاء الوزراء, وأن لا يسيس القضاء, والمؤسسات المستقلة, ويعمد على تفعيل اللجان التحقيقية, ومتابعتها وإظهار النتائج النهائية إلى الأعلام.
إن لم يبادر د. ألعبادي, بكشف المفسدين وأحالتهم إلى القضاء, وتغيير من جاء على حساب الشرفاء, تحت مسميات حزبية, فسيضع على نفسه أكثر من علامة إستفهام؟ منها: قصور وتقصير؟, صفقات خلف الكواليس؟, زعل حبايب؟, (بعد ما ننطيهه)؟, تهديداً و وعيد؟, إعادةُ حساب؟ وغيرها.
نحن نتمنى أن يكون العكس, ونطمح أن يكون الفعل سابقاً للقول, ويكون الرد على هذه الإستفهامات, هو التغيير الحقيقي, والمحاسبة الحق, وإحساس المواطن بذلك التغيير, عبر ما يصل إليه من خدمات وحفظ لأمنه وكرامته, ولا يكون ذلك إلا بمشاركة الخيرين من أبناء هذا الوطن, وعدم مجاملة الشركاء, والعمل على لم شمل الفرقاء, وإستغلال مثل هذه الظروف المناسبة, من التحشيد الديني والشعبي والإعلامي, من أجل النهوض بواقع المؤسسات.
أخيراً, مهما كان الظلام دامساً, فهنالك نقطةُ ضوءٍ صغيرةٍ, تفتحُ لها بؤبؤة العين بقوةٍ, لتركز على أملٍ قريبٍ, لا يكون للتأريخ السيئ مكاناً فيه, ليعيد نفسه.