18 ديسمبر، 2024 5:53 م

بينَ المشاركة و اللامشاركة في الإنتخابات !

بينَ المشاركة و اللامشاركة في الإنتخابات !

قرارُ او إتّخاذ قرار المشاركة في الإنتخابات القادمة , او عدمه , يكاد يغدو اكثر اهميّةً من الإنتخاباتٍ ذاتها ولربما يوازيها , حيث أنّ النتيجة الأخيرة للتصويت تعتمد على نسبة عدد المصوتين والمشاركين في الإنتخابات , والخشية كلّ الخشية ان تتكرر مأساة انتخابات عام 2018 والتي بلغت 17 % او نحو ذلك , ممّا يفقد شرعية تلك الإنتخابات , بينما اعترفت السلطة الشرعية بشرعيتها المزعومة .!

وإذ يختلف الظرف السياسي الحالي عمّا سبق , وخصوصاً بالإنفتاح العربي والأقليمي والدولي على العراق , لكنّ ذلك لا يضمن ديمومته للمواطن العراقي او العربي , اذا ما جاءت نتائج الإنتخابات بما يقف سدّاً منيعاً ! ضدّ التطلّعات الجماهيرية , ورغم أنّ الشارع العراقي في حالة شبه إجماع ” نفسياً على الأقل ” على الأمتناع عن المشاركة ” وشبه الإجماع هذا لا يرتكز على ارقامٍ دقيقة لكنه يعتمد بالتأكيد على استبيانات واستطلاعات رأي لكنها لا تفوق ولا تتفوق على القناعات الذاتية للجمهور من عدم جدوى المشاركة والتصويت , ويعزز ذلك ايضاً التحسّب الإستباقي لما جرى سابقاً من عمليات التزوير التي ازكمت الأنوف والحواس الأخرى . ولذلك فلا يمكن القول أنّ الشارع العراقي منقسم او شبه منقسم على نفسه في هذا الشأن , ودونما إسقاط حقّ اية شرائح اجتماعية تؤيد المشاركة , ولا يمكن انكار وجودها . ولا ريب أنّ الجمهور يلاحظ ماهية واسباب اتفاق الأطراف الداخلية والخارجية < المتقاطعة مع بعضها > في الحث على المشاركة في الأنتخابات , وما يكمن وراء ذلك مهما تباينت اهداف ومقاصد تلك القوى , ويضاف الى ذلك وبتلقائيةٍ ما يشاهده الجمهور عبر الإعلام أنّ ذات الوجوه والتحالفات القديمة تعيد إنتاج نفسها .! , ولم تظهر شخصيةٌ سياسية وطنية ومستقلة بمقدورها السيطرة على مشاعر وعواطف الجمهور في الحملة الدعائية للمرشحين والتي تبدو وكأنها عرجاء ويفتقد ابطالها ! القدرات على مخاطبة الجمهور بموضوعية وسيّما بمصداقية وبطرح سبل الحد الأدنى من التغيير , وقد حذّر رئيس الوزراء الكاظمي مؤخّرا من الوعود الكاذبة التي يطلقوها بعض المرشحين لخوض غمار الإنتخابات .

آخر واوّل قذيفة تنوير اُلقيت او انفجرت في هذا المضمار , كانت لتصريح المرجع الديني آية الله الخالصي وتحذيره من المشاركة في الأنتخابات وما قد يفرز عنها , وبدا أنّ شظايا هذه القذيفة التنويرية ستكون لها مساحةً واسعة من الإنتشار .!

الى ذلك , فكلّ التكهنات والتخمينات في الشأن الأنتخابي ليست دقيقة والى الدقيقة الأخيرة من الشروع في عملية التصويت …