23 ديسمبر، 2024 5:52 ص

بينما وزارة الاشغال راكسة في آثامها الدنيا تغتسل من الشر بماء السماء الطهور

بينما وزارة الاشغال راكسة في آثامها الدنيا تغتسل من الشر بماء السماء الطهور

هل ينتظر العراقيون إتمام مشاريع الماء التي مات بسبب توقفها زرعهم وضرعهم وموظفو وزارة الاشغال لحاهم بأيدي المقاولين”ولقد أتوا على المدينة التي أُمطِرت مطر السوء… أرأيت من اتخذ إلهه هواه… وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً، لنحيي به بلدةً ميتاً ونسقيه… وهو الذي مرج البحرين.. هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج، وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا، وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا… وكفى به بذنوب عباده خبيرا”.
تنقلت على خلاصات من آيات بينات، إجتزأتها، بإنتقائية منهجية محسوبة، من سورة “الفرقان” في القرآن الكريم، علّ الذكرى تنفع المؤمنين.
أوحى سبحانه وتعالى.. جل الموحي، لعبديه موسى وهارون.. عليهما السلام، بالتوجه لقرية ساء فعل أهلها، فعبر عنه الله بـ “مطر السوء” وأنهم عبدوا هواهم، إستنادا الى الآية الكريمة: “النفس أمارة بالسوء” إلا ان رحمته تتجلى بإنزال ماء طهور من السماء؛ تغتسل به الدنيا من شرورها.. دنيا معجزاتها حية نابضة في تمظهرات وجودها، كالنهر العذب الفاصل بين مياه البحر المالحة، تراه الطائرات واضحا من الاعلى.
لكن كل تلك المعجزات، لم تثنِ البعض عن غيهم، في كنز الاموال الحرام، ولو ارتضوا بما قسم الله لهم، فإن رحمته واسعة، و”محد ينام من دون عشة”.
 
بعوضة
لنعطِ مثلا بوزارة الاشغال؛ لأن الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة، خاصة بعد ان ثبت ان داخل البعوضة مختبراً حديثا ودقيقا وسريعا، لم يبلغه العلم حتى الان؛ لأننا لم نؤتَ من العلم الا قليلا.
يشترك وزيراها.. السابق رياض الغريب والحالي عادل مهودر، بجريمة اخلاقية وإنسانية، قبل ان تكون قانونية وخدمية، فهما لم يكتفيا براتبيهما اللذين منّ الله به عليهما، في “ديرة فنطزة” عراق ما بعد 2003، إنما يوقفان مشاريع الماء، التي جعل الله كل شيء حي، منها، لحسابهما الشخصية، في عمليات معقدة، يدخل فيها غسيل الاموال وصالح المنتفعين الذي يدفع مقابل تعطيل الانتاج المحلي كي يستورد لسد حاجة الاسواق من المزروعات وسوى ذلك من المنافع كثير.
والحكومة تتفرج.. لا تحاسب مقصرا ولا “تصوج” مسيئا، انما تخطط على مدى اربع سنوات، كيف تنعطف بمجريات الاقتراع من صناديق الانتخابات الى مصلحتها الشخصية، ومصير الشعب ينهمر مثل منصهر بركاني يتفجر من جوف الارض الى ارصدتهم الشخصية.
 
ولايتان
فمشاريع الماء متوقفة، في وزارة الاشغال، على مدى ولايتي وزيرين تلاحقا.. الغريب ومهودر.. عوائل تظما واراض تسبخ والوزيران لاهيان عن وزارتهما.. تواليا كل في حينه، لا يتذكرانها، الا عندما تستجد مصلحة شخصية.
الامر يشمل العراق كله، لكن الحيف يقع بأكمله، على محافظات: النجف والناصرية والعمارة، التي صاح المواطنون فيها “الداد” عطشا، وتعقدت حياتهم، ونفقت دوابهم وجفت حقولهم.. مات الزرع والضرع والبشر، حيويا واجتماعيا، وتشوه وجدان الفرد نفسيا ووطنيا، في عراق يتسلط على وزاراته الستراتيجية وزراء لا يبالون بعملهم الراهن، الذي يدمر مستقبل البلد.
 
حاتات
مقاولون يتسلمون السلفة كاملة عن اي مشروع يتعاقدون بشأنه مع الوزارة، مع ان القانون يقضي بالا يتسلموا الا مستحقات المرحلة التي أنجزوها من المشروع، في حين “الاشغال” تسلمه المبلغ كاملا مع فوائده قبل “هية والنعم” بطريقة عشوائية، من دون ضمانات، عملا بالحكمة الأثيرة: “المال السائب يعلم السرقة” فلا يعد سبب يلزم المقاول بإنجاز المشروع، طالما تسلم الاموال ولا أحد يتابع مراحل العمل.
ربما يتابع المسؤولون في الوزارة، مواعيد العزائم و”الحاتات” الى ان يسأم المقاول فـ “يطنشهم” بعد ان يمسك عليهم أدلة تدينهم؛ فيصبحون أذلاء “مكسورة عيونهم” أمامه.
ايصح هذا في زمن الديمقراطية يا رؤساء الجمهورية والوزراء والنواب وهيئة النزاهة و… موظفون كبار يبتزهم مقاول بفلوس الدولة، التي سلموها له بطريقة غير قانونية، اتخذ منها وسيلة لتهديدهم!؟
دولتيش هاي!؟
بعد هذا هل ينتظر العراقيون وخاصة اهل النجف والعمارة والناصرية، إتمام مشاريع الماء المتوقفة، وهل يمتلك موظفو وزارة الاشغال حصانة أخلاقية وقانونية، بحيث يلاحقون المقاولين الذين وضعوا لحاهم في ايديهم.
بئس الحكومة ولترأف العناية الإلهية بالشعب.