19 ديسمبر، 2024 12:16 ص

بيكاسو العراق
ـ سأكون …
لا أدري ما الذي دعاني لقول هذا لمدرستي الست نوال وكانت تدرسنا مادة التربية الفنية، وكنت حينها طالبة في الإعدادية وللتوِّ بدأت تدّب خطواتي حبا لعالم الجمال عالم الفنون بتنوّع تشكيلاته الجمالية ولا سيما الكتابة والرسم، لكن اليوم وأنا أستعيد لملمة خيوط هذه الذكرى شخص أمامي تساؤل: لمَ بيكاسو؟!.
‌ ليقودني هذا الاستفهام إلى غيره، وكالعادة صرت أبحث في محرك البحث عن أسماء لرسامات، وهل يعقل ان الفنون التشكيلية وإبداعها كان حكرا على الرجال فقط؟!.
أعود لأمنيتي البريئة واتذكر كم تمنيت وقتها ولا أزال أتمنى لو أنني برعت في مجال فن الرسم الباذخ الجمال، فقد كنت بأنامل تحاول جسَّ طريق الألوان أزاوج بين تخطيط الوجوه وتخطيط الأفكار حين كان قلمي يتهجّى دربه في عالم نسج الهموم على هيأة تميمة جمال تدرأ عنه قباحة مرحلة أتت على مدّخراتنا، فصار لزاما حينها إيجاد سبل تصدُّ سيل العبث الجارف هذا، فكانت محاولات خجلى لم تجد من يدفع بها إلى النور، لتضيع وتلتهمها حقبة جرفت الأخضر واليابس.
لكنها تلك الابتسامة المبهمة للست نوال ظلّت عالقة بذاكرتي تتحدّى تفسيرا لها، إلى أن تناهى إلى سمعي أنها من ضحايا تلك الحقبة والتي كان يتلذذ أنصارها بخلق أعداء وهميين، ولو كانوا على دراية ان هي إلّا محض أوهام حربهم المزعومة مع أعداء من نسج خيالهم المريض، فسلاما لمدرستي وابتسامتها وسلاما لتلك الأيام التي التهمها المزاج الحربي على حين غفلة من حلمها.