23 ديسمبر، 2024 3:47 ص

بيع القدس يوما يجعل الولدان شيبا

بيع القدس يوما يجعل الولدان شيبا

انه منطق القوة فليس لاحد ان ينكر هذا المنطق الذي بنيت عليه العلاقات السياسية بين الدول ، فمثلا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فوعد بلفور
الذي مر عليه مئة عام والذي اتاح لليهود اقامة وطنهم على ارض فلسطين ، وقّع بهذا المنطق بعد ان كانت بريطانيا هي القوة العظمى ، فكل دول العالم تبحث عن القوة الا الدول العربية كانت تتجه نحو الضعف والخوف والتشتت ، تتجه نحو الذل والاستكانة ، فماذا كان يتوقع العرب
او المسلمون وهم في صراع تأريخي مع اليهود الذين كانوا ينشدون اقامة دولتهم بالحدود التي يبشرون انفسهم بها ، ماذا يتوقعون وهم تركوا المعركة وأداروا لهم ظهورهم وعادوا ليتقاتلوا فيما بينهم بحجج طائفية واخرى قومية ، فهل كانوا يتوقعون انسحاب اليهود عن الاراضي الفلسطينية
او انهم سيشعرون بالندم والخجل من المسلمين ويعودون الى بلدانهم التي جاءوا منها ، القدس ليس هي المحطة الاخيرة ايها المسلمون ، القدس التي هي في يوم ما كانت قبلتكم الاولى ليس عندها ينتهي الامر ، بل الامر اكبر من ذلك ، نعم انها من مقدساتكم والتي لا دين للناس بدون
تلك المقدسات ، والحفاظ عليها من ابجديات حياتكم وشرفكم ، فالشعوب بلا مقدسات يعني ذلك موتها او عهرها وخرابها ، فبيع القدس والاتفاق على جعلها عاصمة لاسرائيل او الرضى والسكوت بذلك يعني ان قبلتكم الثانية التي تتوجهون اليها في الصلاة يوميا خمس مرات هي محطة اخرى
لايمكن الحفاظ عليها وانها قابلة للبيع والشراء ايضا لا فرق في الامر ابدا ، وانما الامر قد يكون في المرة القادمة بلا ضجيج ولا تهويل ، والسكوت والرضى على انتهاكها وجعلها عاصمة لمن يشاء ترامب او غيره ان يهديها ويبيعها له أمر طبيعي جدا ، اذن هي في الايام القادمة
في خطر كبير ، ومعنى ذلك ايضا ان الامة الاسلامية في سبات مخيف وان الخيانة كبيرة وعظمى ، وان الشعوب يحكمهم قوادون لا شرف لهم ، يتسلون ويتغامزون ويسخرون ، قوادون من نوع اخر فهم يسلّمون الاموال والهدايا فوق بيع العرض والشرف والمقدسات ، فهذا هو اليوم الذي يجعل
الولدان شيبا ( يوما يجعل الولدان شيبا) هذا هو الامر وليس كما اعتاد عليه المفسرون