الفتره التي تلت الحرب العالمية الثانية شهدت ربيع الشعوب النامية ومطالبتها بالحرية والديمقراطية وشهدت نهضة ثقافية وعلمية لهذه الشعوب التي كانت تعاني من سيطرة وجشع الاقطاع والامراء والباشوات, فكان لابد من ايقاف هذا الربيع لهذه الشعوب التي اذا استقرت واستغلت الثروات الغير محدودة في باطن الارض, سوف لا تكون بلدانهم على اقل تقدير اسواقا تستهلك منتجات المصانع الغربية وخاصة الاسلحة, لذلك تحرك الغرب وبدعم الشركات الصناعية الكبرى بسرعة بتبني الافكار القومية المضادة للفكر التقدمي والديمقراطي, وهذه الافكار والمتمثلة بالاحزاب القومية وشخصيات عسكرية متعطشة للدم, سيطرت على كثير من البلدان والشعوب التي كانت تتطلع الى الانظمة التقدمية , ولكن التيارات القومية والانظمة الشمولية تسلطت بالحديد والنار على هذه الشعوب وساقتهم الى حروب عديدة بدون ان تحقق اي انتصار, وقد كلفت هذه الحروب تلك الشعوب الخراب والدمار وكلفتهم الكثير من الارواح, وتدمير لثرواتهم وطاقاتهم العلمية والثقافية.
وبعد ان كُشف زيف التيارات القومية كان لابد من ايجاد البديل الذي يمكن ان ينجز و يستكمل المهمة والوصول للهدف, وهو استمرار جعل هذه الشعوب, شعوب غير مستقرة ومستهلكة وتعتمد اعتماد كلي على المصانع والمنتجات الغربية واهمها كما سبق ذكره هو السلاح, والبديل كان مهيأ وجاهزاٌ وهي التيارات الدينية المتشددة والتي تُحلل قتل من يتبنى الافكار التقدمية والديمقراطية وابرزهذه التيارات هي السلفية الذين يستعملون كل وسائل التكنولوجيا ويحرمون صناعتها, فكيف لا يحصلوا على دعم الشركات المصنعة لهذه التكنولوجيا, حيث دعم الغرب للمتشددين الاسلاميين في افغانستان ايام حكم اليسار خير دليل على ذلك, علما انهم من اشد التيارات الذين ينتهكون حقوق الانسان, وهناك شواهد كثيرة تدل على الطريقة البشعة التي كان يمارسها المجاهدين (كما سمتهم امريكا بهذه التسمية).
الدول الصناعية الكبرى يبدو انها مستعدة لتحمل الكثير من الخسائر ولكنهم على يقين سوف يخسرون اضعافا لو تركوا الشرق الاوسط بدون مشاكل وصراعات تارة قومية واخرى عقائدية دينية, جميع التيارات التي تستخدم العنف والتسقيط والتكفير هي مدعومة من قبل ايادي كانت خفية بالاول واليوم اصبحت مكشوفة, انظر من حكم تونس بعد انتفاضة الشعب المطالب بالحرية. وكذلك ثورة الشريحة المثقفة ثورة 25 يناير المصرية والمطالبة بحكم الكوادر العلمية والتي يمكن ان توصل شعب مصر العريق الى مستوى الشعوب المتقدمة علميا و اقتصاديا, وبالنتيجة من تربع على كرسي الحكم في مصر! التي هي اليوم مهددة بصراعات طويلة الامد.
اما ليبيا فحدث ولا حرج عن الذي ساند التيارات السلفية في وضح النهار. وما يجري اليوم في سوريا من دعم الدول الصناعية الكبرى لتيارات سوف نترحم على اجرام عائلة الاسد لو تمكنوا من حكم سوريا غدا, كما اليوم الشعب العراقي بدء يترحم على اعتى دكتاتور عرفته المنطقة.
ليس غريبا بأن الشعب الايراني الذي انتفض قبل عامين لم يحصل على دعم الدول الصناعية الكبرى, على الرغم من ان هناك المئات من شباب وشابات هذا الشعب تمت ابادتهم من قبل النظام الايراني, وعلى مرئى ومسمع العالم اجمع, وقد تجاهل العالم هذه الاحداث, ولماذا يحصل هذا الشعب الثائر على الدعم وهو الذي يطالب بالسلام والاستقرار والكف عن التسلح وعدم التدخل بشئون دول المنطقة, وهذا بالتأكيد لا يتناسب مع اهداف الدول الصناعية الكبرى, التي هي اليوم المستفيدة من حكام ايران, التي ساعدتهم بجني المليارات عن طريق بيع الاسلحة الخورده الى دول الخليج.
اذا الذي يحصل على الدعم والمسانده الدولية في يومنا هذا, هم هؤلاء الذين ينادون للجهاد في سبيل الله, وكأن الله سبحانه وتعالى هو اكثر من يحتاج الى العون والمساعدة, اما الشعوب فيجب ان تتسلح بأسلحة الدول الصناعية لكي تقاتل اعداء الله بالنيابة عنه وفي سبيله, الله خلق شعوب الشرق الاوسط لمحاربة اعدائه والموت من اجله, وخلق الشركات الصناعية لكي تبيع لهم السلاح لمحاربة اعداء الله الذين يطالبون بالاستقرار والسلام ونبذ العنف , ان شعار هذه الشركات المصنعة للاسلحة اصبح (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ).