لعل من المميزات التي تميز بها الاسلام عن بقية الاديان الاخرى هو كثرة الاعياد في الامة الاسلامية فهناك عيد الاضحى والفطر والجمعة ويوم المبعث والغدير … وحتى ورد الحديث ان كل يوم لا يعصى فيه الله فهو عيد وهذه الاعياد على الرغم من كثرتها الا ان لكل عيد منها مناسبته التي جعلت منه عيدا كما انها تختلف من حيث فضلها وقدسيتها على الرغم من اشتراكها في كونها مدعاة للفرح والسرور ومن هذه الاعياد عيد الغدير الذي اختلف عن بقية الاعياد الاخرى بعدة مميزات منها انه على الرغم من انه مناسبة للمسلمين عامة وحدث مهم في تاريخ الاسلام وسببا لنزول اية “اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ” الا انه اختص بطائفة معينة وهم الشيعة الامامية فهم الوحيدين الذين يفرحون به ويبتهجون بقدومه اضافة الى ذلك ان الشيعة و هم الطائفة التي تقدس هذا العيد وتعتبره من اهم اعياد الله بل هو عيد الله الاكبر الا انهم يوما بعد يوم يفرغونه من محتواه فيصبح عندهم مناسبة فرح وزيارة لمرقد امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) واعمال اخرى كالأدعية والصوم واما حقيقته واهميته فالكثير منهم لا يدركونها فمثلا تجد ان الشعار الاهم في هذه المناسبة هو(اللهم وال من والاه ونصر من نصره واخذله من خذله) فاذا كان المقصود بالنصرة والخذلان هو من حضر تلك المناسبة فهو الغبن بعينه وانما المقصود بهما الاستمرارية في النصرة والخذلان ولعل الشق الثاني (الخذلان) هو الاهم الموضوع فالخذلان له معنيين كلاهما يصلحان فأما ان يكون المقصود بالخذلان هم من لم يقم بمبايعة امير المؤمنين في ذلك اليوم او انه يقصد من بايعه ثم خذله فاذا كان المعنى الاول فقد ذهب هؤلاء والله اعلم بحالهم واما اذا كان المعنى الثاني فجميع المسلمين مشمولون به وخصوصا الشيعة اي ان الذي بايع ثم نكث باي طريقة كانت من النكث فهو مشمول باللعنة بل لا يبعد ان يكون احدى مصاديقها وعليه ووفق هذه الاطروحة ينبغي الالتفات الى هذه النقطة المهمة وعدم افساح المجال لهوى النفس الامارة بالسوء من السيطرة بحيث تجعل الفرد المؤمن ينكث بيعته ويكون محلا للعن والعقاب هذا من جهة ومن جهة اخرى فان تكرار حلول مناسبة الغدير كل عام تكون فرصة للتوبة والعودة الى الله وتجديد البيعة لسيد الاوصياء وتدارك ما فات من العمر وان يحاول المرء ان يكون بعيدا عن سخط الله وخارجا من نقمة الله الى ساحة رحمته والله ولي المتقين .