27 ديسمبر، 2024 7:09 ص

بيعة الغدير – – التي نقضها أبو بكر و عمر و ( أصحاب السقيفة )

بيعة الغدير – – التي نقضها أبو بكر و عمر و ( أصحاب السقيفة )

قراءة تفكيكية لخطبة الغدير – –
مهداة لروح والدي المرحوم ( عدنان كشكول عبيد الفريجي)
توطئة : الغدير هي خطبة و ليس حديث كما يحلو لبعض السنة أن يسمونه – – و خاصة رأس التكفيرين ( ابن تيمية ) المرجع الأعلى للوهابية
ثانيا” :لم يتفق السنة و الشيعة على أمر كما اتفقوا على صحة خطبة او بيعة ( غدير خم ) – – و تتلخص أهمية هذه الخطبة أن الله رهن عدم إبلاغها – – بمثابة عدم إبلاغ الرسالة الإلهية برمتها بقوله ( يا أيها النبي بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
أربعة مفاتيح أساسية لمعرفة حقيقة هذه الخطبة :
1- سورة المائدة وهي سورة مدنية أي نزلت في المدينة وهي آخر سورة نزلت من القرآن
2- خطبة الوداع السنة العاشرة للهجرة ألقاها الرسول ( ص ) في حجة الوداع يوم عرفة من جبل الرحمة في مكة
3- خطبة الغدير قرب بئر خم بين مكة و المدينة ألقاها الرسول ( ص ) بعد نزول الوحي (جبريل ع ) في منطقة الغدير بالآية رقم 67 من سورة المائدة
4- موضوع هذه الخطبة ( هو شخص واحد فقط و هو على بن ابي طالب ) كل هذه الخطبة دارت عليه
أولا” :بعد أن أدرك الرسول ( ص ) ان هذا العام قد يكون آخر عام في حياته – – أمر غالبية المسلمين بالحج فاجتمع له ( 120 ألف ) من جميع القبائل العربية – – وشهدوا الحج معه و في يوم عرفة على جبل الرحمة في السنة العاشرة للهجرة ألقى الرسول (ص ) خطبة الوداع بعد حمد الله بقوله ( أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا – – الخ ) و لم يثبت أن افتتح الرسول الخطبة ( بسورة مدنية وهو في مكة ) كما حاول ابن تيمية و ابن كثير تمريرة بأن الرسول بدأ خطبة الوداع بالآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3] هذا تزوير للحقيقة و مناقض للمنطق لسبب بسيط هو ان سورة المائدة هي سورة مدنية أي نزلت في المدينة و الخطبة في جبل الرحمة في يوم عرفة في مكة — فالأمر لا يمكن ان يستقيم و هي إضافة مزورة و مفضوحة قام متعصبو السنة إلصاقها بخطبة الوداع – –
ثانيا”: بعد أن أنهى الرسول خطبته وإتمامه مراسم الحج سار بركب كبير جدا الى المدينة حيث يقيم حتى وصل الى منطقة تدعى الغدير وهي بين مكة والمدينة وفيها بئر يدعى بئر خم وأمر الناس بالنزول هنا و عندها نزل جبريل ( ع ) بالأية الكريمة ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾[ المائدة: 67]
فأمر الرسول ( ص ) الناس بالاجتماع اليه قرب بئر خم و قام خطيبا وسط القوم على أقتاب الإبل وأسمع الجميع، رافعا عقيرته قال:
الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله ـ أما بعد ـ: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجبت، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنَّ جنَّته حقّ ونارَه حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فإني فرط على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبُصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عِترَتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم أخذ بيد عليٍ فرفعها حتى رؤيَ بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبَّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر كل يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم، فقال حسان بن ثابت شاعر الرسول :أتأذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتا تسمعهن، فقال: قل على بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثم قال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم – – بخم و أسمع بالنبي مناديا
وقد جاءه جبريل عن أمر ربه – – بأنك معصوم فلا تك وانيا
وبلغهم ما أنزل الله ربهم – – – إليك ولا تخش هناك الأعاديا
فقام به إذ ذاك رافع كفه – – – بكف علي معلي الصوت عاليا
فقال فمن مولاكم ووليكم – — فقالوا ولم يبدوا هناك تعاميا
إلهك مولانا و أنت ولينا – – – و لن تجدن فينا لك اليوم عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني – – – رضيتك من بعدي إماما و هاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه – – – فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه – – – وكن للذي عادى عليا معاديا
فيا رب انصر ناصريه لنصرهم – – – أمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا
ينظر ( ديوان حسان بن ثابت شاعر الرسول )
ثالثا” : أهم المصادر التي ذكرت هذه الخطبة و حديث الرسول ( ص ) هي
رواه أحمد بن حنبل في المسند حديث رقم (22945)، والنسائي في خصائص علي رضي الله عنه حديث رقم (81)، والحاكم في المستدرك حديث رقم (4578).
أخيرا” : معنى مفردة ( مولى ) في اللغة تأتي بعدة معاني منها على سبيل المثال لا الحصر : الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والعبد والمقصود في مفردة مولى في خطبة الغدير هو السيد لأن الرسول ( ص) قال من كنت مولاه أي من كنت سيدا” عليه فهذا علي سيدا” عليه من بعدي و هذا يتماشى تماما مع الأية و التي أيضا نزلت بحق الامام علي ( ع ) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ – – لاحظ قوله تعالى ويؤتون الزكاة وهم راكعون فليس من المعقول أن كل المسلمين يؤدون الزكاة وهم راكعون بينما الحقيقة هي ان هذه الآية من سورة المائدة نزلت في حق الأمام علي ( ع ) بعد حادثة المسجد و دخول أحد السائلين عن مساعدة و كان الامام على ( ع ) راكعا” فمد له بخاتمه – – و التخصيص واحظ في الآية ( و هم راكعون ) و الدليل الآخر قول الرسول ( ص ) كيف تخلفوني في الثقلين فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عِترَتي أهل بيتي.