…حالما تطاولت فلول “داعش” على قدسية تراب الرافدين، ترك النائب هادي العامري.. أمين عام منظمة بدر، المقاعد الوثيرة، تحت قبة مجلس النواب، وأطفأ تكييف مقرات المنظمة، متدرعاً بالإيمان الديني والولاء الوطني، يقاتل، وسواه (يتقلبون) على الأسرة الفارهة تحت خفق النسيم البارد.. صيفاً، ملتحفين المدافئ شتاءً، بينما أبو الحسن هادي العامري، يكابد الحر صيفا والبرد شتاء، مع اولاد الملحة على خطوط الصد، بمواجهة “داعش” منذ يوم 10 حزيران 2014، وحتى ساعة الناس، في هذه اللحظة.
هذا ما كان من العامري، فماذا كان من نظرائه السياسيين!؟ سؤال تفرضه الوقائع.. كم نائباً شارك في القتال فعلياُ مثل ما فعل العامري، من دون إستعراض، من خلال زيارات خاطفة لأشباه الجبهات أمام الكاميرا، وليس الجبهات الخطرة فعلاً؟
كم سياسياً ومسؤولاً تواجد على خطوط الصد، بمواجهة “داعش” حاملاً سلاحه، جنباً الى جنب، مع المقاتلين، ضد العدو، من دون مراءاة أمام عدسات الفوتوغراف والتلفزيون والصحف؟
وللإجابة على تلك الأسئلة البديهية، أجد الحق يحط بكامل رفيف طير السعد، على رأس أبي الحسن، يلجم الأفواه التي تسمح لنفسها بذكره من غير تبجيل لموقفه الإيماني، النابع من وطنية مخلصة، بدأت من أيام المعارضة.. إبان الثمانينيات، وما زالت تلك المشاعر الجادة، نبراس هداية في ظلمات السياسة؛ لأنه رجل موقف.. يقاتل الباطل من دون الحق، ذوداً عن حرمات الله والشعب، فمن ذا الذي يجاريه في ما طاله من مجد وضع خلاله روحه على راحته، متقدماً في الموت حريصاً على ألا يهابه؛ فهابه الموت!
اما وقد تناهت أصوات باهتة، تخفف من قوة وقع منجزه على صفحات التاريخ؛ فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله؛ لأن “العرب تعرف ما أنكرت والعجم” فلولا تواجد أبي حسن على الجبهات، مع المقاتلين؛ يشد عزائمهم لاطفأ “داعش” عليكم التبريد، وأنتم مخدرون تحت قبة مجلس النواب، في لاهب الصيف.. وما أبقى حجراً على حجرٍ..
هل كانت ستستوي موازنات الكر والفر، بين الجيش و”داعش” لو لم يتصدى الحشد الشعبي، بقيادة هادي العامري، لردهم عن بغداد، التي وصلوا أطرافها.. والبعض مرحب!
لمصلحة من نسمي الحقائق بغير مصطلحاتها؟ لم اكتب يوما كلمة مديح او ثناء لاي شخص هو عنها بعيد ولم اسخر قلمي للمديح والتطبيل ولم اكتب تلك الكلمات بدافع عشائري او لصلة قربى من العامري …ولكن الحق يقال فقد غامر العامري برفاهه الشخصي، من أجل توطيد أركان دعائم وطن، تترفهون بثرواته، حد الإسراف، ولا تشكرون! يا لوقاحة أحداقكم في محاجر العيون أيها المتقولون؟