لم تحط بعد نوارس السلام ولم تركن النفوس لهواها ،حتى بانت ملامح الاملاءات والتدخلات في الانتخابات الخاصة بالاتحادات الرياضية وما سيليها من انتخابات مكتب تنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية العراقية ، فعلى المستوى الداخلي بات يتحرك من كان ومن لم يكن له علاقة بالموضوع ، الى ان وصلت مديات التأثير الى اعلى المستويات والامكانيات “داخليا وخارجيا “، فالظروف الانتخابية تتشابك فيما بينها ومساومات الانتخابات لعبة يتفنن الفائزون دوما بها ،وفي خضم متابعتنا للشأن الاولمبي وما يجري على ساحته ، رافق الاجتماع الخاص باللجان الاولمبية لدول غرب اسيا الجاري حاليا في الكويت، معلومات اثارتها وسائل اعلام خليجية واكدتها مصادرنا الخاصة ،من ان الشيخ احمد الفهد رئيس المجلس الاولمبي الاسيوي قد بدا يستعرض “كلاميا ” ثقله وامكانية ادواته لتوجيهها بدعم رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية الحالي والدفاع عن احقيته في البقاء بمنصبه ،ليثير زوبعة محدودة الافق ،يجس بها نبض الوسط المهتم بالموضوع او على الاقل بين من يصلهم صوته الجهوري .
امكانيات الفهد اللامحدودة قد تبدأ باتصالات عالية المستوى مع جهات حكومية داخلية للتأُثير على منافسيه ، وقد يرتب سيناريو او رتب او قد يعدل باللحظات الاخيرة ،لكن للمتمعن بالموضوع وخاصة ممن استغربوا لاسباب الدعم العراقي لمطالب الفهد في قضية انتخابات الاتحاد الاسيوي لكرة القدم والتثمين المبالغ به لدوره الكبير في دعم الرياضة ،بعد وعود لم ينفذ منها شيء البتة ، سوى استنكاره الذي لاطف به الشعور الشعبي بقضية نقل الخليجي من البصرة الى جدة ، سنجد ان لغة الدعم المتبادل في تصفية المتعلقات والرغبات بين اطراف اللعبة هي البديل للسعي لما يريده الفهد وان كان على حساب الرياضة العراقية ! ، كما في خسارتنا للدعم الاماراتي الكبير وخذلان مرشحه الذي فتح ملاعب الامارات سنين طويلة للمنتخبات الوطنية كأرض، فاستبدلوا المعروف بالدعم حفاظا على المنصب ، ليأتي المقابل .. تحذير بسرعة الضوء في حال المساس او التدخل بعمل اتحاد القدم بعد قيام وزارة الشباب باقامة بطولة بدون علم الاتحاد او المراقبة الحذرة من قبل المجلس الاولمبي الاسيوي عبر بريد اللجنة الاولمبية العراقية ومخاوفها من التدخل الحكومي “الذي وصل للعظم” لكنه يخدم رغبات الحليف ،فهي مقبولة لضرورة الانصياع لتوجهات الدولة .حسب بيانات الاولمبية الدولية والذي نائب رئيسها هو نفسه الحليف الاول .
# لا احد يرفض هذه المعادلات الا من كان لايفهم اللعبة الانتخابية او لايريد ان يفهمها ،فالمنصب والامتياز ضرورة انسانية لايعادلها شيء ، لكن نعتقد بأن اللعبة يجب ان تكون واضحة للرأي العامة وللهيئات العامة على وجه الخصوص حتى يمكننا ان نرتب وضعية توالم بين خدمة الرياضة وخدمة الرغبات الخاصة ، والا ان المساومة على احلام الرياضيين خيانة لا تغتفر ولايمكن تجاهلها ، وللمنصف ان يحكم واقعنا الرياضي الى اين وصل ؟!
# ان قضية دعم اي مرشح لقضايا مساومة “على فرض صحتها المطلقة ” يجب ان تقابله ارادة حقيقية للهيئات العامة وقدرة على الوقوف بوجه تفضيل المصالح الخاصة فقط ، فان يسكت الجميع لحساب المجاملة لتاريخ فلان الرياضي او تجنبا لضرر مادي فأن الامور ستدهور اكثر ماهي متدهورة .. ولات حين مندم ! .