18 ديسمبر، 2024 10:48 م

1 ــ بعد الأحتلال الأمريكي عام 2003, عدت الى العراق وزرت مدينتي (الثورة), في مقهى جلست وبعض الأصدقاء, كانت مليشيات جيش المهدي, تستنطق المارة واصحاب (البسطيات), وعلى اكتافها الراجمات والاربجي والكواتم في الحزام, اصدقائي كانوا يشرحون لي طبيعة تلك الكائنات المنفلتة ” ذاك كان زيتوني, وهذا ايضاً, صاحب العمامة البيضاء, شيخ حسينية, وكاتب تقارير, وصاحب السوداء, نائب عريف محقق من جماعة ناظم كظار, جميعهم من بقايا البعث الشيعي, ومن ذات القتلة خرج المجاهد الشيعي,” سألتهم عن مقتدى الصدر, قالوا هناك عنه حكايات كثيرة مثيرة “وثلثين الحچي مغطه” من تلك الموروثات الملوثة, تشكلت كوادر وقواعد وملشيات (بالوعة) البيت الشيعي, وكذلك القوات الأمنية والحشدية, ضحايا بنات وابناء الجنوب والوسط, يتغرغرون في السؤال المر: كيف لمذهب ال البيت, ان يصبح سبباً لخراب البيت (الوطن), ام ان التاريخ كان ملوثاً بالأكاذيب؟؟؟.

2 ــ من باع سيده الأول, وتركه وحيداً في حفرته, سيخون سيده الثاني ويشنقه في عمامته, ليجد له سيداً آخر, تلك الحثالات الجبانة, تشكل الآن 90% من مؤسسات الدولة, واكثر من 80% من الأجهزة الأمنية, واكثر من 75% من مجموع المسيرات المليونية, بما فيها زيارات (الأضرحة المقدسة), من بين اسوأ تلك الكتل المليونية للبيت الشيعي, يمتلك القاتل المنحرف مقتدى الصدر, حصة الأسد, تلك الحثالات الرثة, شكلت (أوراماً) خطيرة وليس عافية داخل المجتمع العراقي, ومن يحترم التاريخ الوطني, لبنات وابناء العراق, عليه ان يستنكر وبشدة, فقدان العراق هذا الرقم المفجع من اعز ابناءه, وخير ما انجبته الأمة من جيل استثنائي, وحده المؤهل لأسترجاع الوطن, ثم إعادة بناء دولته واعمار مجتمعه.

3 ــ بعد ثمانية عشر عاماً, من مسلسل حكومات الأغلبية الشيعية, وأنفجار الثروات في محافظات الجنوب والوسط, التي تحكمها وتتحكم بها, الأحزاب التي خرجت من سراديب اسرارها غير المقدسة, تراجعت الخدمات وارتفعت نسبة الفساد, هُربت الثروات بحجم اكثرمن (580) مليار دولار, ذهب اغلبها الى خالة المذهب الشرقية, الى جانب الأثار الوطنية, وسيطر اصحاب الشهادات المزورة, على اغلب المؤسسات العلمية والثقافية, وازدحمت الشوارع والساحات بالمليشيات المستهترة, وانتشرت حوانيت المتعة والمخدرات, حتى اكتسب العراق الرقم القياسي, في الفساد والأنحاط والهدر الفاضح لحقوق الأنسان, اختفت معالم الدولة, واصبحت السلطات الثلاثة والرئآسة, كمجاميع القردة, كل يفترس حصته من بقايا جسد الثروات الوطنية, تلك الحكومات الوسخة بجميع اطرافها, مدعومة من اطراف دولية واقليمية, فاصبحت العمالة والخيانة كل مواهبها وشطارتها, يفاخر بها ويتنافس عليها جميع الفرقاء.

4 ــ بعد ان جفف جهابذة البيت الشيعي, حتى الأحلام الصغيرة في عيون شبابنا, وجعلوا من واقعهم, سباخ تشرب دموع امالهم, ومن حياتهم عتمة, تعبث فيها خفافيش العقائد, ليس امام الضحايا, جياع الخبز والوعي, سوى المسيرات المليونية, حتى مرقد الأمام علي (ع), يهتفون أسئلة الشك أمام حضرته, هل ان ثعابين البيت الشيعي, التي تلدغ في القنص والخطف والأغتيال, وزمر اللصوصية والفساد والأحتيال, التي تقتل ابنائنا وخير ما فينا, تشرب دماء الشهداء والجرحى, ثم تكذب وتؤله نفسها بالمظاهر والألقاب, وتذرف دموع (طراطير التماسيح) خلف جنازة الوطن, هكذا هم من قمة سماحاتهم حتى سافل قناصهم, خبرنا يا إمامنا العراقي, هل حقاً انهم بيت شيعتك, ام انهم خرجوا ولائيين من خصية مذهب ولاية الفقيه, وكالشياطين زوروا عبائتكم واعتمروا عمامتكم الكريمة, كما زوروا شهاداتهم واصواتنا ؟؟, اجبنا سيد العارفين, فأسئلة الشك تخنقنا, ولا وقت لوقت الأنتظار.