23 ديسمبر، 2024 10:12 ص

بيتزا هوت أم خبــــــــز العبّاس؟؟!!

بيتزا هوت أم خبــــــــز العبّاس؟؟!!

الفردوس المزعوم
تسللت عند الفجر مجموعة خاصة من حركة اسلامية متشددة نحو مطعم البيتزا هوت الذي يقع في قلب بغداد وأحتلته وسرعان ما سّرحت كل موظفيه بعد أن رأفت بحالهم” لحسن الحظ!!” فلم تخطفهم ولم تعمد الى ذبحهم أوأهانتهم.

عند شروق الشمس و مع تباشير الصباح الصافي أنزلت يافطة البيتزا هوت وحلت محلها يافطة كبيرة بأحرف بارزة تقـــــــــــــرأ ” خبــــــــــــز العباس ” وبأحرف صغيرة جدا تحتها ” بيتزا هوت سابقا”. تبادل أفراد المجموعة التهاني بهذا النصر السريع وأنبرى قيادي منهم يدلو بدلوه:

أعتقد بأنه يتوجب علينا تقديم كبّة الموصل وطرشي النجف ولبن أربيل ورقّي سامراء مع خبز العباس في المطعم لأضفاء شمولية عراقية على المطعم تسد الطريق على كل ظنون طائفية ومناطقية قد يتبجح بها طائفيون!!

غير أن مرافعته لقيت معارضة ” حامية الوطيز!!” من معظم رفاقه المتشددين :

هذا نصر لامع لتيارنا لايتعين أشراك من تقاعس عن البذل فيه !! هكذا صدّوه، وعند أصرارهم لم يملك الا أن أستجاب الى رغبتهم ونزل عند تمنعهم.

أستثار الحدث جماعة أسلامية أخرى أكثر تطرفا وأستفزها أيّما استفزازا، سيّما وأن الحدث يقع ضمن مجالها الحيوي وفي منطقة تتصور نفسها، بل تعتقد جازمة بأنها الوحيدة التي تحصل على تعاطفها الشديد فيها. أستشاظ أفراد الجماعة الأسلامية المناوئة غضبا فصكّوا على أسنانهم وأمتدت أياديهم الى أخمص بنادقهم وصار أميرهم يخطب فيهم أرتجالا:

لقد فنّدت غزوة مانهاتن نظرية فرانسيز فوكوياما وأنهارت جدليته بأنهيار برجيها، وأذا كان يظن بأن التاريخ قد أنتهى بتفرد أميركا في قيادة العالم الأمر الذي كتب لأجله أطروحته ” نهاية التاريخ” فقد أرغمته أحداث الحادي عشر من سيبتمبر على التراجع عن نظريته !!

بادره جمع المستمعين بالتكبير

ألله أكبر……. ألله أكبر!! ثم أستأنف

سنحرق البيتزا هوت وخبز العبّاس معا، بل سنحرق المكان كلّه ان بقي المطعم بأيدي شلّة من روافض تجرأت ودخلت مجالنا الحيوي!!

أشعلت كلمات الأمير حماسة مريديه وتابعيه وأججت فيهم ثورة هوجاء لم يتمالك أحدهم نفسه من أن يبصق حتى على صورة معلقة في جدار الغرفة لرجل يرتدي بدلة أنيقة وربطة عنق تعلو وجهه ابتسامة خفيفة.

ألله أكبر ألله أكبر!!

بيتزا هوت ……. الغرب الصليبي الكافر

خبز العباس……….روافض ……… يهود

هكذا تأججت الحماسة فيهم فباتوا يصرخون بأعلى أصواتهم……….

عبئوا شاحنة بأكملها بالمتفجرات ولا يضيرنّكم كثرة المارّة فمن كان على شاكلتنا عجلنا به الى الجنة، ومن لم يكن يماثلنا في توجهنا عجلنا به الى النار، واذا كان رافضيا فلقد بلغت العملية هدفها المرجو بأصطياد عصفورين بحجر واحد !!

هكذا أشار عليهم أميرهم لكي يعملوا على تحرير مطعم البيتزا هوت ” خبز العباس حاليا” أو فكه من الأسر بأسرع ما يمكن.

بزغ الفجر ونوّرت الشمس بخيوطها الذهبية أرجاء المكان وتسلل الناس سعيا الى مناكبها وراح الصبية يتأبطون حقائب المدارس، غير أن انفجار الشاحنة أحال نور الفجر الى ظلام دامس وصعد الأنفجار الى عنان السماء . تلاشى المكان كلّه لساعته وحل الجحيم فتطايرت أشلاء الأطفال مع حقائبهم سابحة في الفردوس المزعوم.

*[email protected]