23 ديسمبر، 2024 2:35 ص

بيان معصوم ودرس حاكم دبي

بيان معصوم ودرس حاكم دبي

كلما تابعت بيانات السيد رئيس جمهورية العراق ، أدركت وسع الهوة بينه وبين الناس . مطلوب من الشعب العراقي أن يبلغ رئيسه كل يوم، بأنه يعمل داخل دولة اسمها العراق ، تضم شعبا واحداً باطياف عدة ، ولذلك من الغريب والعجيب ان يصدر المكتب الاعلامي للرئيس العراقي بيانا يقول فيه:” نعزي الشعبين الكردي والعراقي برحيل السيد نوشيروان مصطفى ”
الشعب يريد من مسؤوليه شهادات يومية بأنهم يعملون من أجله ، وان يثبت المسؤول الاول ان مهامه أعمق وأهم بكثير من قضاء جلسة سمر بخان النص لتعداد فوائد المصالحة المجتمعية . لان المصالحات الحقيقية ياسادة تحتاج عمل صادق ، ورجال دولة أكفاء يأخذون الناس إلى المستقبل ، فالشعوب تنجو حين ينتصر خطاب التسامح على شعوذات الانتقام ، حين نجد رجال مثل مانديلا يقول لشعبه المتالم من ظلم البيض : لن نقلّدهم. لن نذلّ كراماتهم. لن نرفض استقبالهم في مدارسنا ومستشفياتنا وقطاراتنا، بل سوف نعاملهم كشركاء ” .
ما هي الدولة الفاشلة؟ إذا أردت جوابا مختصرا، هي الدولة التي لا تريد ان تعرف من الذي يطلق الرصاص على رجال الامن في الساحات والشوارع ، الدولة الفاشلة التي يقبض عليها رجال فاشلون لا ينجحون في شيء سوى تحويل البلاد الى مزرعة ، المال والمناصب والامان لهم ولعوائلهم ومقربيهم ، وللناس العوز والخوف .
طالما أُسأل: لماذا تكتب بإعجاب عن مدن مثل دبي وسنغافورة والبرازيل ، لأن هناك ما يمكن الكتابة عنه ؟ تأملوا حياتنا، فعمّاذا نكتب؟ تأملوا معي غياب العدل والرحمة ، ورائحة الكذب التي تخرج من أفواه المسؤولين، عمّاذا نكتب؟ عن نعيم عبعوب الذي لايزال يصر ان بغداد في عصره الذهبي تفوقت على سنغافورة واسطنبول .
على مرمى حجر من البصرة أغنى مدن العالم، تستقر مدينة دبي حيث يسابق حكامها العالم في التنمية والإعمار والازدهار. أَنظر إلى وجه ساستنا يتحدثون عن الاستحقاق الانتخابي والمظلومية والاقصاء ، وأُتابع الأنباء التي تحدثنا عن حاكم دبي محمد بن راشد ، وهو يقرر تكريم العراقي هشام الذهبي الذي تبنى قضية أطفال الشوارع في العراق ، اشاهد هذا المسؤول الخليجي وهو يصفق بحماس لمشروع يهتم بايتام عراقيين ، في الوقت الذي غابت فيه الرحمة من قلوب ساستنا ” الاشاوس ” ، مئات الآلاف من اطفال العراق لم يجدوا حتى اللحظة اي مسؤول يقف منتظرا عسى ان يتم مساعدتهم ، لان الساسة والمسؤولين يذهبون كل يوم صوب مايكرفونات الإعلام يبثون ويحتجون وينددون .
ليس خبراً عادياً، لدبي التي كانت حتى عقود قليلة، مجرد ميناء صغير يبحث صيادوه عن العيش والرزق في البحر، واليوم يأتي إليها مواطن عراقي يحصل منها على الدعم والمساندة والتشجيع لانقاذ مئات الايتام من ابناء العراق .
نقلا عن صفحته الشخصية ـ فيس بوك