10 أبريل، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

بيان رقم واحد

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل سأل أحدكم نفسه لماذا نحن نراوح في مكاننا منذ عشرات أو مئات السنين بل نتراجع الى الوراء يوماً بعد آخر ؟
هل سأل أحدكم نفسه بماذا نتفاخر بين الأُمم ؟
مِن أينَ نبـدأ !
مِن المُعلم ، الذي يقف الطالب البريء أمامه ، و هو بعمر ستة سنين ، يرتجف و ترتعد فرائصه ، ليضربه ضرباً مبرّحا على بطنه ، و يكفخه على رأسه و رقبته ، و يسطره (راشدي) على وجهه و خدوده ووجنته الترفه ، بعد أن ينفخ على يده ، مُستأسِداً و يضربه على أصابعه و هي مقلوبة ، و على رأسه بالعصا او المسطرة الحادة او الخيزرانه ، و بقبضة يده على صدره (بوكس) ، و يركله بقدمه على مؤخرته (چلاق) ليرفعه الى السماء السابعة ، و قد يَتَونّس بعض المعلمين ، حينما يطلب من باقي الطلاب أن يرفعوه له (زوبه) ليضربه ، على جميع أجزاء جسمه ، و يفرح و يتلذذ بإيذاء و تعذيب الطلاب و هم أمانة لديه … ثم تريد من هذا الطالب اليافع أن يكبر دون عقد نفسية و أحقاد ! أما اذا كانت المعلمة عانسة غير متزوجة ، و قد فاتها القطار او أن شكلها قبيحاً ، فالويل للطالبات المسكينات منها ! و يأتي أحدنا متسائلاً ، كيف يكون الانسان جلادّاً في دوائر الامن و أقبية التعذيب ، و نسي أن لدينا من بعض عتاة المعلمين ، ما يفوق الجلادّين في الاجرام و القسوة ، و أن المتتلمذين على يديهم هم باقر صولاغ و نوري المالكي و نظرائهم.
كنّا نقول أن فلاناً (خريج سجون) و اليوم يحق لنا أن نقول أن فلاناً (خريج مساجد و جوامع و صلوات) ، لانه قد فاق ما كان يرتكبه خريج السجون ، بل أن خريج السجون دائماً يتوب ، بعد أن ياخذ درساً من السجن.
إن الصلاة و الصيام ، كلها لاقيمة لها ، لانها لم تؤدي يوماً الى نتيجة تُذكر تنعكس أيجاباً على سلوك الانسان ، فقد أثبتت التجارب أن معظم مُقيمي الصلاة ، هم متوحشون ناقمون على الانسانية ، إن التناقض الكبير قد وقع حينما يقول القرآن ، و لقد كرّمنا بني آدم ، ثم يأتي نبي الاسلام ، ليُطالب أتباعه المسلمين لعبادة الله في وضعٍ مُخجل ، حينما (يُتنّح) أحدهم و هو ساجد في الصلاة ، ليكون تجويفه مفتوحاً الى الأعلى ، تدخل فيه و تخرج منه الريح مُستأنسة ، فما أبشع هذا المنظر الذي يُهين الانسان ، و ما أكثر الطرق التي تليق بعبادة الله ، مع الحفاظ على هيبة الانسان.
يتباهى ضعافُ النفوس ، إذا جاء لِمدحِهم ، قردٌ شاذٌ أخلاقياً يعني (……) و هم يعلمون أنه قد مدح الفاسق و الشريف على حدٍ سواء ، و يعرفون تأريخه جيداً ، كان گواداً و سمساراً علناً ، يجلب العاهرات الرخيصات و يقودهم الى المسؤولين في ذلك العهد ، الذي هو أقلُ بِغاءاً من هذا العهد الاسلاموي الذي نعيش فيه ، يأتي هذا القرد الممسوخ ، ليمتدحهم بكلمات تافهة حينما يقول لهم (….. كنتُ قد إلتقيتكم في شبابكم ، في الحي المندائي ، بلباسِكم السومري ، حينما كنتم جالسين ، تطرّزون حكايات العشق ، و الكتاب بين أيديكم تتصفحون فيه ، و تتأملون بنظراتكم الهادئة شذرات منه ، و تكتبون ملاحظاتٍ من هنا و هناك ، بأناملكم الرقيقة ، و أنتم متربعين كالقرفصاء أمام عتبة الباب ، و تطالعون بوحي من السماء ، القصة العالمية لمؤلفها الوجودي ، و أن أمّكم المرحومة الحاجّة أم فلان كانت تعتبرني مثل إبنها……) و يستمر هذا الشخص المتهافت في نقل هذه التفاهات ، التي لايستأنس بها غير التافهين أمثاله ، و هم يعرفونه ، و يعرفه جميع أبناء الناصرية الكرام ، أنه مليئا بالانطوائية و العقد النفسية ، و جميع مَن عايشه من أقرانه ، يعرف سيرته المنحطة ، و للاسف لم نجد شريفاً قد إنتفض في وجهه ، ليرفض نفاق هذا التافه ، بل بالعكس من ذلك يتغنى بعضهم بكلماته المبتذلة ، التي يعرف أنها كلها كذباً و تزييفاً و تملقاً و نفاقاً و بدون معنى.
اليوم ، لاتستطيع إحصاء عدد الابطال و الصناديد الشجعان لكثرتهم !!! بينما كان (محمد الشفل و أحمد طلقة) لوحدهما كافيان لخصي و إخصاء محافظة ذي قار بأكملها ، و الكلُ كان يخافهم و يتلبلب لهم (يتملق مثل الچلاب) ، و البعض يُگودّون على نسوانهم لهم ، بل أن سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الناصرية السابق (…..) كان قد إستاجر شقة للسهر مع العاهرات الغواني ، و قضاء الليالي الحمراء الملاح الماجنة مع صديقه محمد الشفل ، و ليس غريباً عليه ، فقد إنفرد هذا (السكرتير) هو و بعض أخوته ، و عائلة ثانية من عوائل المسلمين في الناصرية ، في بيع المشروبات الروحية عندما أجازت الدولة هذه المهنة للمسلمين لفترة مُحددة ، قبل الحملة الايمانية ، و كان محله لبيع المشروبات الروحية في ساحة الحبوبي قرب محل عالم الرياضة ، و محل العائلة الثانية لبيع المشروبات الكحولية كان في شارع صيدلية سميرة و يٌقابلها تقريباً ، وهم معروفون لابناء الناصرية الكرام.
اليوم ، تدّعون الشجاعة و البسالة !!! و كان (مامور مركز) واحد في السرّاي الحكومي (أي مركز الشرطة) في مدينة الناصرية ، و أهالي الناصرية الكرام يعرفونه جيداً ، و هو شاذ أخلاقياً يعني (…….) ، و كان خاصي جميع شقاوات الناصرية.
لقد جاءت حكومات متعددة في العراق ، و لم يبقى حزباً واحداً مندوماً لانه لم يحكم ، و لم يبقى حُكْمِ العراق في نفس كل ساقط ، حتى أصبح العراق مثل (الگحبة) ، فقد توالت عليه جميع الاحزاب و أخيراً إشتركت في حكمه مُجتمِعةً ، و بنسب محددة متفق عليها تحاصصياً ، تحت مسمى الشراكة و التوافقات الوطنية ، و فرهدته فرهوداً منقطع النظير ، و أنشغلوا بمصالحهم ، و تركوا العراق يزداد خراباً و الجيش ضعفاً و الناس فقراً و المجتمع تخلفاً ، و تدخلت طمعاً فيه جميع الدول المجاورة ، و ضاعت زراعته و أنتهت صناعته و فشلت تجارته وجفَّ ماؤه و ساءت بيئـته.
و بقيت (البتّاوِين) قذرة تتفشى فيها الدعارة و المخدرات و ساحة الطيران و الشيخ عمر و الشورجة و علاوي الحلة و النهضة و علاوي جميلة و جميع مناطق بغداد ، وسخة ، تعيش الفوضى و الاهمال و إنعدام النظام في كل شيء ، و هذا ينطبق على البصرة ، فقد تجد ساحة أم البروم و هي مركز البصرة و الدّاكير و الحيانية و الجمهورية و البصرة القديمة و العشار و غيرها من مناطق البصرة ، التي تدرّ على العراق ، حليباً طاهراً و هو الذهب الاسود (البترول) ، و تجد المياه الآسنة الملوثة و روائحها الكريهة ، التي تملأ الجداول التي تشق طريقها في وسط البصرة بين أحيائها السكنية و جميع مناطق البصرة ، و التي تعيش المعاناة لسنوات طويلة بالمياه المالحة التي (تزرف) المعدة و تسقط الشعر و تعمي العيون ، و تُهلك الحيوان و تُميت الزرع و النخل ، و هذه الناصرية بأسواق الهرج و الگراج الداخلي و أسواق الخضار و اللحوم و الاسماك و الصفاة التي تعافها النفس بأوساخها و مُلوثاتها ، و الشوارع المُهمَلة و التجاوزات و العشوائيات و الشحّاذين و الفقر المُدقع ، و هذا ينطبق على جميع المحافظات و بدون إستثناء.
إن جميع الدول لها آثارها الشاخصة حينما يؤمها السّواح و الزائرون ، لها متاحفها و متنزهاتها و تماثيلها و حدائق حيواناتها و بيوتها القديمة التي أصبحت مزاراً.
في جميع الدول تجد قصور ملوكها و مقتناياتهم الشخصية و مقابرهم الملكية ، و معارضهم و أسواقهم الاثرية و مقابرهم الخضراء اليانعة بالزهور و التي لاتقل جمالا عن المتنزهات.
في جميع الدول تجد البلاجات و السواحل الخلاّبة و الكازينوات و الجامعات و المتاحف الطبيعية و المكتبات العملاقة و الشوارع الجذّابة و مدن الالعاب و متاحف الشمع و الكنائس التي تزخر بتماثيلها و رسومها و إبداع فنّها حينما تتجول في أروقتها.
في جميع الدول تجد القطارات القديمة و السيارات الكلاسيكية لعشرات السنين و هي معروضة في أبهى صورها ، و تجد حاملة الطائرات المتقاعدة بعد أن جعلوها متاحف و كازينوات و التي يرتادها الزائرون و السّواح من جميع العالم.
في جميع الدول تجد آثار نهضتها و معامل تعدين مكائنها و مناجمها و أدوات زراعتها و نفائسها و أزياء الفولكلور الشعبي و أنواع الموائد و الاصناف الغذائية و كلها معروضة أمام الزائرين.
في جميع الدول تجد المعارض و المتاحف العسكرية التي ترى فيها الغواصات و الطائرات و جميع أنواع الاسلحة.
في جميع الدول تجد التماثيل البرونزية التي تُخلد قادتها العظام و قادة جيوشها و أبطال حروبها و إنتصاراتها ، و شخصياتها العلمية و مخترعيها و علماءها و ممثليها و مغنيها و فنانيها و شعراءها و غيرهم الكثير.
في جميع الدول تجد الجامعات العلمية و الانسانية التي تبرّع بها الاغنياء من شعبها.
في جميع الدول تجد الكنوز و المحميات الطبيعية و الخيول الاصيلة و جميع أنواع و فصائل الحيوانات.
في جميع الدول ، و أنت تجوب شوارعها ، تجد الاغاني الجميلة و تسمع الموسيقى و ترى الرقصات و الدبكات الرائعة.
أما نحن فقد فرهّدنا متاحفنا و التي لانملك غيرها ، و نهبنا آثارنا و تاجّرنا بها.
لم تستطع جميع الحكومات في العراق أن تُنشيء مَعلَما حضارياً ، و لا صرحاً مدنياً ، و لا مؤسسة علمية ، كما هو سائد في جميع البلدان الاخرى.
كنت أتمنى عندما يتسلم رئيس وزراء جديد مقاليد الحكم للعراق ، حينما يذهب إليه لفيف من علماء الدين و الصحفيين و شيوخ العشائر ووجهاءهم ، و بدلاً من التصفيق و التهليل و المديح الفارغ ، أن يُطالبوه في مؤتمر صحفي يشاهده الجميع و أمام شاشات التلفزة ووسائل الاعلام و بحضور جميع وزرائه ، ليستعرض مؤهلاته و يؤكد برنامجه الحكومي ، و ما هي أولوياته و ماذا ينوي أن يقدم للبلاد خلال الاربعة سنوات ، و ما هي المدد و التوقيتات الزمنية اللازمة لانجازاته ، و ما هو دور الوزراء في حقيبته الوزارية ، و ماذا يفعل عند عدم الوفاء ، إذا عجز عن أداء وعوده و تعهداته.
و كنت أتمنى كذلك ، حينما يأتي محافظاً الى ذي قار او أية محافظة أخرى ، و عندما يذهب اليه لفيف من علماء الدين و شيوخ العشائر ووجهاءهم و الصحفيين ، و بدلا من التصفيق و التهليل و المديح الفارغ ، أن يطالبوه في مؤتمر صحفي يشاهده الجميع و أمام شاشات التلفزة ووسائل الاعلام ، ليستعرض برنامجه القادم و ما هي خططه لادارة المحافظة خلال الاربعة سنوات ، و ما هي المدد و التوقيتات الزمنية اللازمة لانجازاته ، و ما هي أولوياته و ماذا يفعل عند عدم الوفاء ، إذا عجز عن أداء وعوده و تعهداته.
لقد غسلت إيدي ، وجه و ظهر ، عندما عرفت أن وجهاء المحافظة ، الذين يتحكمون بها و بمؤسساتها و المتنفذون فيها ، هم السرّاق الذين سرقوا المال العام ، فاصبحت لهم ثروة من المال الحرام ، فهذا عزيز كاظم علوان العگيلي الذي جاء من ايران بعد 2003 و تسلم مناصب مهمة في ذي قار و في البرلمان ، بسبب إنتمائه الى المجلس الاعلى و قد هيمن على معظم العقارات في الناصرية و هذا شروان الذي إنتمى الى حزب الدعوة تنظيم العراق ، و تسلم مناصب مهمة و ملك من العقارات عدداً كبيراً ، و هذا عدنان الشريفي الذي إنتمى مع زميله شروان الى حزب الدعوة تنظيم العراق ، و أمتلك أموالا و مناصب و عقارات كثيرة ، و غيرهم الكثير من الحرامية.
اليوم ترى الوجوه الكالحة من عناصر الاحزاب السيئة ، لهم الحظوة و اليد الطولى في محافظة ذي قار و في العراق بشكل عام ، و لهذا لم يبقى للعراقي خياراً ، كي يشق طريقه في الحياة ، غير الانتماء الى أحد الاحزاب الساقطة ، او التمظهر بالدين الزائف ، او الاتجار بالمخدرات و النصب و الاحتيال و التعاطي بالاساليب غير المشروعة ، و هذه جميعها يرفضها الشرفاء من أبناء بلدي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب