23 نوفمبر، 2024 12:40 ص
Search
Close this search box.

بيان رقم واحد

هل سأل أحدكم نفسه لماذا نحن نراوح في مكاننا منذ عشرات أو مئات السنين بل نتراجع الى الوراء يوماً بعد آخر ؟
هل سأل أحدكم نفسه بماذا نتفاخر بين الأُمم ؟
مِن أينَ نبـدأ !
مِن المُعلم ، الذي يقف الطالب البريء أمامه ، و هو بعمر ستة سنين ، يرتجف و ترتعد فرائصه ، ليضربه ضرباً مبرّحا على بطنه ، و يكفخه على رأسه و رقبته ، و يسطره (راشدي) على وجهه و خدوده ووجنته الترفه ، بعد أن ينفخ على يده ، مُستأسِداً و يضربه على أصابعه و هي مقلوبة ، و على رأسه بالعصا او المسطرة الحادة او الخيزرانه ، و بقبضة يده على صدره (بوكس) ، و يركله بقدمه على مؤخرته (چلاق) ليرفعه الى السماء السابعة ، و قد يَتَونّس بعض المعلمين ، حينما يطلب من باقي الطلاب أن يرفعوه له (زوبه) ليضربه ، على جميع أجزاء جسمه ، و يفرح و يتلذذ بإيذاء و تعذيب الطلاب و هم أمانة لديه … ثم تريد من هذا الطالب اليافع أن يكبر دون عقد نفسية و أحقاد ! أما اذا كانت المعلمة عانسة غير متزوجة ، و قد فاتها القطار او أن شكلها قبيحاً ، فالويل للطالبات المسكينات منها ! و يأتي أحدنا متسائلاً ، كيف يكون الانسان جلادّاً في دوائر الامن و أقبية التعذيب ، و نسي أن لدينا من بعض عتاة المعلمين ، ما يفوق الجلادّين في الاجرام و القسوة ، و أن المتتلمذين على يديهم هم باقر صولاغ و نوري المالكي و نظرائهم.
كنّا نقول أن فلاناً (خريج سجون) و اليوم يحق لنا أن نقول أن فلاناً (خريج مساجد و جوامع و صلوات) ، لانه قد فاق ما كان يرتكبه خريج السجون ، بل أن خريج السجون دائماً يتوب ، بعد أن ياخذ درساً من السجن.
إن الصلاة و الصيام ، كلها لاقيمة لها ، لانها لم تؤدي يوماً الى نتيجة تُذكر تنعكس أيجاباً على سلوك الانسان ، فقد أثبتت التجارب أن معظم مُقيمي الصلاة ، هم متوحشون ناقمون على الانسانية ، إن التناقض الكبير قد وقع حينما يقول القرآن ، و لقد كرّمنا بني آدم ، ثم يأتي نبي الاسلام ، ليُطالب أتباعه المسلمين لعبادة الله في وضعٍ مُخجل ، حينما (يُتنّح) أحدهم و هو ساجد في الصلاة ، ليكون تجويفه مفتوحاً الى الأعلى ، تدخل فيه و تخرج منه الريح مُستأنسة ، فما أبشع هذا المنظر الذي يُهين الانسان ، و ما أكثر الطرق التي تليق بعبادة الله ، مع الحفاظ على هيبة الانسان.
يتباهى ضعافُ النفوس ، إذا جاء لِمدحِهم ، قردٌ شاذٌ أخلاقياً يعني (……) و هم يعلمون أنه قد مدح الفاسق و الشريف على حدٍ سواء ، و يعرفون تأريخه جيداً ، كان گواداً و سمساراً علناً ، يجلب العاهرات الرخيصات و يقودهم الى المسؤولين في ذلك العهد ، الذي هو أقلُ بِغاءاً من هذا العهد الاسلاموي الذي نعيش فيه ، يأتي هذا القرد الممسوخ ، ليمتدحهم بكلمات تافهة حينما يقول لهم (….. كنتُ قد إلتقيتكم في شبابكم ، في الحي المندائي ، بلباسِكم السومري ، حينما كنتم جالسين ، تطرّزون حكايات العشق ، و الكتاب بين أيديكم تتصفحون فيه ، و تتأملون بنظراتكم الهادئة شذرات منه ، و تكتبون ملاحظاتٍ من هنا و هناك ، بأناملكم الرقيقة ، و أنتم متربعين كالقرفصاء أمام عتبة الباب ، و تطالعون بوحي من السماء ، القصة العالمية لمؤلفها الوجودي ، و أن أمّكم المرحومة الحاجّة أم فلان كانت تعتبرني مثل إبنها……) و يستمر هذا الشخص المتهافت في نقل هذه التفاهات ، التي لايستأنس بها غير التافهين أمثاله ، و هم يعرفونه ، و يعرفه جميع أبناء الناصرية الكرام ، أنه مليئا بالانطوائية و العقد النفسية ، و جميع مَن عايشه من أقرانه ، يعرف سيرته المنحطة ، و للاسف لم نجد شريفاً قد إنتفض في وجهه ، ليرفض نفاق هذا التافه ، بل بالعكس من ذلك يتغنى بعضهم بكلماته المبتذلة ، التي يعرف أنها كلها كذباً و تزييفاً و تملقاً و نفاقاً و بدون معنى.
اليوم ، لاتستطيع إحصاء عدد الابطال و الصناديد الشجعان لكثرتهم !!! بينما كان (محمد الشفل و أحمد طلقة) لوحدهما كافيان لخصي و إخصاء محافظة ذي قار بأكملها ، و الكلُ كان يخافهم و يتلبلب لهم (يتملق مثل الچلاب) ، و البعض يُگودّون على نسوانهم لهم ، بل أن سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الناصرية السابق (…..) كان قد إستاجر شقة للسهر مع العاهرات الغواني ، و قضاء الليالي الحمراء الملاح الماجنة مع صديقه محمد الشفل ، و ليس غريباً عليه ، فقد إنفرد هذا (السكرتير) هو و بعض أخوته ، و عائلة ثانية من عوائل المسلمين في الناصرية ، في بيع المشروبات الروحية عندما أجازت الدولة هذه المهنة للمسلمين لفترة مُحددة ، قبل الحملة الايمانية ، و كان محله لبيع المشروبات الروحية في ساحة الحبوبي قرب محل عالم الرياضة ، و محل العائلة الثانية لبيع المشروبات الكحولية كان في شارع صيدلية سميرة و يٌقابلها تقريباً ، وهم معروفون لابناء الناصرية الكرام.
اليوم ، تدّعون الشجاعة و البسالة !!! و كان (مامور مركز) واحد في السرّاي الحكومي (أي مركز الشرطة) في مدينة الناصرية ، و أهالي الناصرية الكرام يعرفونه جيداً ، و هو شاذ أخلاقياً يعني (…….) ، و كان خاصي جميع شقاوات الناصرية.
لقد جاءت حكومات متعددة في العراق ، و لم يبقى حزباً واحداً مندوماً لانه لم يحكم ، و لم يبقى حُكْمِ العراق في نفس كل ساقط ، حتى أصبح العراق مثل (الگحبة) ، فقد توالت عليه جميع الاحزاب و أخيراً إشتركت في حكمه مُجتمِعةً ، و بنسب محددة متفق عليها تحاصصياً ، تحت مسمى الشراكة و التوافقات الوطنية ، و فرهدته فرهوداً منقطع النظير ، و أنشغلوا بمصالحهم ، و تركوا العراق يزداد خراباً و الجيش ضعفاً و الناس فقراً و المجتمع تخلفاً ، و تدخلت طمعاً فيه جميع الدول المجاورة ، و ضاعت زراعته و أنتهت صناعته و فشلت تجارته وجفَّ ماؤه و ساءت بيئـته.
و بقيت (البتّاوِين) قذرة تتفشى فيها الدعارة و المخدرات و ساحة الطيران و الشيخ عمر و الشورجة و علاوي الحلة و النهضة و علاوي جميلة و جميع مناطق بغداد ، وسخة ، تعيش الفوضى و الاهمال و إنعدام النظام في كل شيء ، و هذا ينطبق على البصرة ، فقد تجد ساحة أم البروم و هي مركز البصرة و الدّاكير و الحيانية و الجمهورية و البصرة القديمة و العشار و غيرها من مناطق البصرة ، التي تدرّ على العراق ، حليباً طاهراً و هو الذهب الاسود (البترول) ، و تجد المياه الآسنة الملوثة و روائحها الكريهة ، التي تملأ الجداول التي تشق طريقها في وسط البصرة بين أحيائها السكنية و جميع مناطق البصرة ، و التي تعيش المعاناة لسنوات طويلة بالمياه المالحة التي (تزرف) المعدة و تسقط الشعر و تعمي العيون ، و تُهلك الحيوان و تُميت الزرع و النخل ، و هذه الناصرية بأسواق الهرج و الگراج الداخلي و أسواق الخضار و اللحوم و الاسماك و الصفاة التي تعافها النفس بأوساخها و مُلوثاتها ، و الشوارع المُهمَلة و التجاوزات و العشوائيات و الشحّاذين و الفقر المُدقع ، و هذا ينطبق على جميع المحافظات و بدون إستثناء.
إن جميع الدول لها آثارها الشاخصة حينما يؤمها السّواح و الزائرون ، لها متاحفها و متنزهاتها و تماثيلها و حدائق حيواناتها و بيوتها القديمة التي أصبحت مزاراً.
في جميع الدول تجد قصور ملوكها و مقتناياتهم الشخصية و مقابرهم الملكية ، و معارضهم و أسواقهم الاثرية و مقابرهم الخضراء اليانعة بالزهور و التي لاتقل جمالا عن المتنزهات.
في جميع الدول تجد البلاجات و السواحل الخلاّبة و الكازينوات و الجامعات و المتاحف الطبيعية و المكتبات العملاقة و الشوارع الجذّابة و مدن الالعاب و متاحف الشمع و الكنائس التي تزخر بتماثيلها و رسومها و إبداع فنّها حينما تتجول في أروقتها.
في جميع الدول تجد القطارات القديمة و السيارات الكلاسيكية لعشرات السنين و هي معروضة في أبهى صورها ، و تجد حاملة الطائرات المتقاعدة بعد أن جعلوها متاحف و كازينوات و التي يرتادها الزائرون و السّواح من جميع العالم.
في جميع الدول تجد آثار نهضتها و معامل تعدين مكائنها و مناجمها و أدوات زراعتها و نفائسها و أزياء الفولكلور الشعبي و أنواع الموائد و الاصناف الغذائية و كلها معروضة أمام الزائرين.
في جميع الدول تجد المعارض و المتاحف العسكرية التي ترى فيها الغواصات و الطائرات و جميع أنواع الاسلحة.
في جميع الدول تجد التماثيل البرونزية التي تُخلد قادتها العظام و قادة جيوشها و أبطال حروبها و إنتصاراتها ، و شخصياتها العلمية و مخترعيها و علماءها و ممثليها و مغنيها و فنانيها و شعراءها و غيرهم الكثير.
في جميع الدول تجد الجامعات العلمية و الانسانية التي تبرّع بها الاغنياء من شعبها.
في جميع الدول تجد الكنوز و المحميات الطبيعية و الخيول الاصيلة و جميع أنواع و فصائل الحيوانات.
في جميع الدول ، و أنت تجوب شوارعها ، تجد الاغاني الجميلة و تسمع الموسيقى و ترى الرقصات و الدبكات الرائعة.
أما نحن فقد فرهّدنا متاحفنا و التي لانملك غيرها ، و نهبنا آثارنا و تاجّرنا بها.
لم تستطع جميع الحكومات في العراق أن تُنشيء مَعلَما حضارياً ، و لا صرحاً مدنياً ، و لا مؤسسة علمية ، كما هو سائد في جميع البلدان الاخرى.
كنت أتمنى عندما يتسلم رئيس وزراء جديد مقاليد الحكم للعراق ، حينما يذهب إليه لفيف من علماء الدين و الصحفيين و شيوخ العشائر ووجهاءهم ، و بدلاً من التصفيق و التهليل و المديح الفارغ ، أن يُطالبوه في مؤتمر صحفي يشاهده الجميع و أمام شاشات التلفزة ووسائل الاعلام و بحضور جميع وزرائه ، ليستعرض مؤهلاته و يؤكد برنامجه الحكومي ، و ما هي أولوياته و ماذا ينوي أن يقدم للبلاد خلال الاربعة سنوات ، و ما هي المدد و التوقيتات الزمنية اللازمة لانجازاته ، و ما هو دور الوزراء في حقيبته الوزارية ، و ماذا يفعل عند عدم الوفاء ، إذا عجز عن أداء وعوده و تعهداته.
و كنت أتمنى كذلك ، حينما يأتي محافظاً الى ذي قار او أية محافظة أخرى ، و عندما يذهب اليه لفيف من علماء الدين و شيوخ العشائر ووجهاءهم و الصحفيين ، و بدلا من التصفيق و التهليل و المديح الفارغ ، أن يطالبوه في مؤتمر صحفي يشاهده الجميع و أمام شاشات التلفزة ووسائل الاعلام ، ليستعرض برنامجه القادم و ما هي خططه لادارة المحافظة خلال الاربعة سنوات ، و ما هي المدد و التوقيتات الزمنية اللازمة لانجازاته ، و ما هي أولوياته و ماذا يفعل عند عدم الوفاء ، إذا عجز عن أداء وعوده و تعهداته.
لقد غسلت إيدي ، وجه و ظهر ، عندما عرفت أن وجهاء المحافظة ، الذين يتحكمون بها و بمؤسساتها و المتنفذون فيها ، هم السرّاق الذين سرقوا المال العام ، فاصبحت لهم ثروة من المال الحرام ، فهذا عزيز كاظم علوان العگيلي الذي جاء من ايران بعد 2003 و تسلم مناصب مهمة في ذي قار و في البرلمان ، بسبب إنتمائه الى المجلس الاعلى و قد هيمن على معظم العقارات في الناصرية و هذا شروان الذي إنتمى الى حزب الدعوة تنظيم العراق ، و تسلم مناصب مهمة و ملك من العقارات عدداً كبيراً ، و هذا عدنان الشريفي الذي إنتمى مع زميله شروان الى حزب الدعوة تنظيم العراق ، و أمتلك أموالا و مناصب و عقارات كثيرة ، و غيرهم الكثير من الحرامية.
اليوم ترى الوجوه الكالحة من عناصر الاحزاب السيئة ، لهم الحظوة و اليد الطولى في محافظة ذي قار و في العراق بشكل عام ، و لهذا لم يبقى للعراقي خياراً ، كي يشق طريقه في الحياة ، غير الانتماء الى أحد الاحزاب الساقطة ، او التمظهر بالدين الزائف ، او الاتجار بالمخدرات و النصب و الاحتيال و التعاطي بالاساليب غير المشروعة ، و هذه جميعها يرفضها الشرفاء من أبناء بلدي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات