اعلن اقليم كردستان العراق في بيان له عن استعداده لوقف العمليات العسكرية وتجميد نتائج الاستفتاء والبدء بحوار مفتوح مع الحكومة الاتحادية تحت سقف الدستور ولا اريد الخوض في تفاصيل البيان ومدلولاته ولكن اقول ان بعض القرارات تأتي في اوقات متاخرة في حين انها لو اتخذت في الوقت المناسب لها لحققت الغاية المرجوة منها وهي بذلك كالهدف الذي يأتي بالوقت الضائع ولايمنح الفوز او التعادل للفريق فتبقى مرارة الخسارة في ذاكرة الجماهير ويكون احراز ذلك الهدف فقط لاثبات حضور الفريق او كما يسمى هدف الشرف.
يبدو ان اللاعبين السياسيين الاكراد ادركوا انهم خسروا المباراة مع السلطة الاتحادية فارادوا بهذا القرار تقليص الفجوة واحتواء الموقف واثبات حضورهم ولكن الوقت لم يكن بصالحهم ابدا فكلما مر الوقت على مشكلة الاقليم وتداعيات الاستفتاء ازدادت نقاط القوة لدى الحكومة الاتحادية وضاقت الخيارات امام الساسة الاكراد بحيث لم يبق لهم سوى خيار الاستجابة للمطالب الدستورية للحكومة الاتحادية.
لاشك ان القبول بالحوار خطوة ايجابية وان جاءت متأخرة ولكنها يجب ان تخضع لرؤية الحكومة الاتحادية بإعتبارها المعنية في الحفاظ على مصالح الشعب العراقي والدفاع عنه وضمان استقراره ووحدته.
من الشجاعة اعتراف الاخوة في الاقليم بعدم صواب خطواتهم والقناعة بان حساباتهم السياسية اربكتها المتغيرات الكثيرة في الساحة الداخلية والخارجية واهمها وحدة الموقف الوطني والسياسة المتزنة للحكومة الاتحادية وموقف المجتمع الدولي الرافض للاستفتاء والداعم لوحدة العراق