23 ديسمبر، 2024 9:21 ص

بيان إلى أسود العراق

بيان إلى أسود العراق

أيها المقاتلون الأبطال في الحشد الشعبي و آلجيش العراقي؛
بعد كلّ تلك السّنين ألعجاف تقفون اليوم على مشارف النصر بعد ما توحّدت صفوفكم نسبياً تحت القيادة الربانية المؤيدة التي أكدّ عليها القرآن و السُّنة النبوية .. و أنتم تُسجّلون كلّ ساعة أروع الملاحم البطولية و ترسمون مستقبل العراق و الأمة العربية كلّها بقضائكم على الدّواعش و تلقين أربابهم دروساً في العقيدة و الصمود تنفيذاً لأوامر القيادة الرّبانية الحقّة المُتمثلة بقائد المسلمين و الأنسانية الذي سبقكم للأيمان بها  فيلق بدر الظافر و العصائب و غيرهم من التوابين المجاهدين الواعيين السائرين على نهج ذلك الولي المؤيد في القرآن الكريم و في السنة النبوية و بإتفاق كتب الصحاح في الفريقين!

إنّ توبتكم ثم جهادكم اليوم أمام داعش بعد كل تلك السنين العجاف و إيمانكم الصادق بولي أمر المسلمين و قائد الأنسانية قدْ جبّ كلّ ذنوبكم و مواقفكم السلبية السّابقة القهرية مع الأنظمة الجاهلية و آلقيادات المزيفة من القوميين و المراجع التقليديين و العشائريين و آلمدّعين كذباً للحقّ و غيرهم من المتواطئين مع المستكبرين الذين كانوا بمثابة سند للظالمين  عبر ولاية (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي هي أس و أساس كلّ مشاكل العالم خصوصاً الأرهابيين و الحكومات الوضعية المسلحة بآلدّيمقراطية (المستهدفة) و ليست (الهادفة) التي يدعو لها الولي الفقيه لأستنزاف قوت المستضعفين و خيراتهم بإشعال نار الفتن الطائفية و آلنعرات القومية بين المسلمين والقوميات المختلفة!

بعد توبتكم و إيمانكم الصّادق وتوحّدكم تحت راية أحفاد (الخندق)؛ يأتي تصميمكم هذا الذي شهده العالم كله لتحرير العراق و بلاد الشام و كل الأمة العربية و حتى العالم ..
لذا نرجو الأنتباه لما يلي ليُتمّم الله لكم النّصر ألمؤزّر بإذنه:

– إنّ ألله و رسوله و وصيه و النائب العام لوصيه معكم يا أهل الحقّ المبين في حربكم العادلة ضد داعش ألذي ظهر فجأةً بتخطيط كبير و خفي من المخابرات العالمية, و أنتم تدافعون عن شرفكم و وطنكم و تصدّون هذه آلزمرة التي بيّضتْ وجه التتر و المغول بجرائمهم و جهلهم و فسادهم بعد إيمانكم بآلقيادة الحقيقية!

– إنّ النصر حليفكم و هو قادم لا محال بشرطه و شروطه , و منها تصميمكم على الشهادة التي لا ينالها إلّا ذو حظ عظيم مِمّن آمن بعقيدة العباس عليه السلام و بولاية الحرّ بن يزيد الرياحي و تسابقكم لنيل الحياة الأبدية بدل هذه الحياة المزيفة ..

و ما دمتم أيها التوابون الصّالحون قساةً و أشدّاء على داعش و حواضنهم بعد ما نزعتم الرحمة من قلوبكم في نزالكم معهم و أنتم تنظرون إلى آخر المدى عبر الجبهات التي عليكم بلوغها في خطوط النار عاضّين على النواذج و تتقدمون كآلأسود لا ترحمون منهم أحداً مهما إشتد الوغى أو تظاهر حواضنهم بآلسّلم و التعاون معكم بعد فوات الأوان؛ فإنكم منتصرون!

و ما دمتم لا تُكرّرون ما فعله الأمام عليٌّ و آلحسن الحسين و آلعباس مع خصومهم الذين كانوا يترحمون عليهم و يسقونهم الماء و يطعمونهم من طعام جيشهم و عوائلهم ظناً من أئمتنا الكرام عليهم السلام بأنهم رجال و يعرفون قدر الكرم و الرجولة .. لكنهم – أيّ أعدائهم الأرهابين – سرعان ما كانوا يخونون و يتمرّدون,  وعندما كانوا يعاودون قتالهم ببطون جائعة و أجسام نحيلة؛ كانت جيوشهم تملّ و تنزعج و تنسحب خصوصاً بعد ما ينفذ مائهم و طعامهم و قوّتهم, كل ذلك بسبب ترحمهم و سماحتهم لظنهم عليهم السلام بأنهم يقاتلون من يرعى العهود و الذمم, ممّا أثرت تلك السياسة ألمافوق الأنسانية ألسّلمية على نتائج الحروب بين أهل البيت(ع) و بين أجداد الدواعش المجرمين كمعاوية و يزيد و عمر بن العاص و شمر و أمثالهم و بآلتالي تمزقت الأمة الأسلامية و إنحرفت تماماً عن مسير الأسلام بعد تسلطهم على مقاليد الأمور حتى تشتت شمل المسلمين و تمّ تدميرهم على كلّ صعيد و كما شهدتم و قرأتم التأريخ و تشهدون النتائج الواضحة اليوم على أرض الواقع من خلال دعم حكومات و شعوب الدول العربية و الديلمية المنحرفة دواعش العصر في كل بلاد المسلمين بإستثناء إيران الذّرة و العلم و الأدب و الثقافة و السلام و المحبة ألتي يعادونها لأنها تسير على نهج الأسلام الأصيل!

لذلك إنْ أردتم النصر حقاً عليكم عدم تكرار مآسي الماضي .. و عليكم أن تكونوا قساة معهم إلى أبعد الحدود و لا ترحموا منهم واراداً أو شارداً أو تائباً أثناء المعركة حتى تحرير كل العباد و البلاد و ما بعد البلاد لتعبيد العباد إلى الله تعالى بعد نجاتهم من شر الدواعش و حواضنهم .. لأن الأتراك و العربان و مِن ورائهم الغربيون الذين أووهم و دعموهم هم شركاء مصيريون مع هؤلاء الوحوش السائبة!

و ما عليكم إلا أن تكونوا أشدّاء و قاهرين معهم إن أردتم حقاً أن تأخذوا بثأر كل مظلوم في التأريخ و بثأر علي و آلحسن و الحسين و العباس و زينب و الطفل الرضيع الذين كانوا أمانة الله في الأرض .. و ألذين للأسف الشديد اصابهم ما أصابهم من أجداد الدواعش ألزّناة الذين لم يحفظوا لله و رسوله تلك الأمانة و الذمة التي أكدها القرآن الكريم بقوله تعالى و بصريح العبارة:

(قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) .. لكن أجداد الدواعش كما أحفادهم اليوم أبدلوا المودة التي أرداها الله تعالى بآلقتل و السبي و الذبح ؛ حتى فعلوا ما فعلوا و أنتم تعرفون باقي القصة ..

وعليكم أن لا ترحموا منهم أحداً .. خصوصا الحواضن – أوأكد الحواضن – الذين سيستقبلونكم بعد هزيمة الأرهابيين ألمؤكدة بالأهازيج و تقبيل أيديكم و أرجلكم من قبل نسائهم قبل رجالهم و ربّما آلأدّعاء بآلجهاد و حمل السلاح في سبيلكم كما فعل خونة الموصل و تكريت و الرّمادي المعروفين .. فذلك ديدن الجبناء و الخونة أبداً و منذ سقيفة بني ساعدة و إلى يومنا هذا حيث شهدنا الخيانة العظمى للمشعانيين و الشركسيين و النّجيفيين و المطلكَيين و أمثال هؤلاء كطبقة متعلمة نسبياً .. فكيف الحال مع الهمج منهم, هذا بعد ما فتحنا لهم صدورنا و زادنا و بغدادنا و آبار نفطنا و كلّ عراقنا .. كما لنا في تأريخ أجدادهم قصصاً مروعة و كثيرة مخلّة بكل مقايس الدِّين و الرّجولة و حتى الشرف و قد أسف عليها حتى آلحليم  كما تأسف عليهم الرّسول و وصيّه بآلحقّ و اهل البيت(ع), لكن بعد فوات الأوان .. فألف لعنة على هذا التأريخ الفاسد المحزن الذي قرأناه و شهدناه عملياً اليوم ..

فلا تكرّروا مآسي التأريخ و تسبّبوا بتسامحكم مع هؤلاء البدو المتوحشين في غرب و شمال العراق المحن مرّة أخرى فأنتم أيها النشامى أمل العراق و العالم لنصرة الثورة الأسلامية التي وعدنا الله بها في سورة الجمعة و سورة محمد و غيرها, و نرجوكم رجاءاً ملحّاً إن كنتم تريدون النصر السّاحق و الدائم أن لا ترحموا أحداً فطبيعة الحرب مع الأرهابيين تحتاج القسوة و الأنتقام و أنتم أهلاً لذلك لأنكم رجال لله و آلأوفياء لرسوله و لأهل بيته المظلومين و لولي أمر المسلمين و الأنسانية المفدى ..

و المؤمن لا يُلدغ من جُحر مرّتين!
و ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم
و أخيراً و بعد نصركم المبين على داعش الظاهري إن شاء الله لا تنتهي مهمتكم .. بل عليكم البدء بالجهاد ضد الداعش الخفي (النفس) و الموجودة بداخلكم, فهو الجهاد الأكبر حقاً الذي أوصى به الرّسول(ص) المسلمين بعد عودة سرية من سراياهم من أحد الغزوات منتصرين, قائلاً لهم: [ لقد أنهيتم الجهاد الأصغر و عليكم بآلجهاد الأكبر, قالوا؛ و ما الجهاد الأكبر يا رسول الله, قال(ص)؛ جهاد النفسٍ]!
و الحمد لله رب العالمين.
عن إتحاد الكتاب و المفكرين في شمال أمريكا