23 ديسمبر، 2024 7:23 م

بيانات مقتدى الصدر .. وحماية المقدسات

بيانات مقتدى الصدر .. وحماية المقدسات

سرايا السلام:
اعلن الصدر عن وجود ((الاستعداد ان ننسق مع بعض الجهات الحكومية لتشكيل ( سرايا السلام ) للدفاع عن المقدسات)) وجاء ذلك ضمن بيان اصدره بتاريخ 11 شعبان الموافق 11 حزيران.. وفيه ما نصه:

..اني لا استطيع الوقوف مكتوف الايدي واللسان امام الخطر المتوقع على مقدساتنا واعني بها: (المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة مطلقا ) لذا فاني ومن معي من المخلصين الثابتين على العهد ممن لم تغرهم الدنيا برواتبها وسياراتها وممن لم يسمعوا للاشاعات من الحق وقياداته وممن اذا سكتنا سكتوا واذا تكلمنا اطاعوا …. على اتم الاستعداد ان ننسق مع بعض الجهات الحكومية لتشكيل ( سرايا السلام ) للدفاع عن المقدسات المذكورة آنفاً بشرط عدم انخراطها الا مؤقتا في السلك الامني الرسمي وبمركزية منا لا بالتحاق عفوي يسبب الكثير من الاشكالات ……

وجاء هذا البيان بعد انقطاع وانعزال، منذ نهاية شهر ايار، حينها حشد السيد الصدر نحو الانتخابات، ولم يصرح بعدها، حتى يوم حصول هزيمة للحكومة في الموصل وسيطرة المسلحين عليها..

………. بيانات شعبان:

وصدرت البيانات في شعبان بشكل متتالي كالتالي:

(1) سماحة السيد الصدر اصدر بيانا حول الأحداث الاخيرة ويعلن استعداده للتنسيق مع بعض الجهات الحكومية لتشكيل (سرايا السلام) للدفاع عن المقدسات بتاريخ 11 شعبان.

(2) الصدر اصدر بياناً حول وضع منهاج ديني عقائدي يكون رديفا للواجبات الاخرى بتاريخ 13 شعبان.

(3) الصدر اصدر التعليمات الخاصة بعمل سرايا السلام بتاريخ 21 شعبان.

(4) الصدر اصدر بيانا يشكر فيه المشاركين في استعراض سرايا السلام بتاريخ 21 شعبان.

والعنصر الاساس في هذه البيانات هو (المقدسات) وفيها:

اولا: تعريف المقدسات.

ثانيا: حمايتها.

………. تعريف المقدسات:

اما عن تعريف المقدسات، لم يكن تقليديا، خاصا بجهة، فقد جاء تعريف المقدسات بالنص:

مقدساتنا واعني بها: (المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة مطلقا )

وهذه سابقة تاريخية، لم تحصل سابقا على الاطلاق، ومنذ بدء الخليقة على الارض، أي شمول اماكن العبادة كافة بالتقديس، مع ملاحظة ان البشرية كانت، ولا زالت، تشهد حروبا بين المتدينين، سببها التطاول على مقدسات بعضهم البعض..!!

وهذا يجب ان تلتفت اليه اية جهة مهتمة بالسلام ، فعلا.. وخاصة تلك التي تمنح جوائز السلام لعملاء امريكا واسرائيل.. بعنوان جائزة السلام..!!

يضاف الى ذلك ان البيانات الصدرية الصادرة ، كلها، اهتمت بموضوع المقدسات، وحمايتها، دون تفرقة دينية او عنصرية، وهذا يمكن تفسيره كالتالي:

…. ان التقسيم الفكري ضمن المنظومة العقائدية والصدرية، ذلك التقسيم يصنف الفكر الى نوعين هما:

الف: الفكر الديني..

باء: الفكر المادي..

وبناءا على هذا التقسيم، تكون العناوين الدينية كافة، ذات مشترك، وهو الايمان بوجود الغيب، وينتج منه الايمان بوجود خالق لهذا الكون، مع الاختلاف في التفاصيل، وهذا لا يمنع من وجود مشترك اساس، هو الاصل في الموضوع، أي عدم الالحاد، والاقرار بوجود خالق للكون، وان الكون لم يخلق نفسه بنفسه.. بعيدا عن مبدا تكفير الاخر ، وبعيدا عن تفتيت اهل الفكر الديني..

بينما، يطرح (التكفيريون) تصنيفا اخر، يستند على الطائفية وشرذمة المجتمع الديني، وهذا يستهدف الفكرة الاساس للدين، بل يعارض المشروع السماوي، الذي يحشد نحو الوحدة والسلام، ويقدم نوعا من الجذب للاخر، البعيد عن الفكر الديني..

ان الفكر الديني الصدري، يواجه فكرة (التكفير).. ويثقف لوحدة الصف الديني، لتجنب الفتنة والطائفية، وحروبها.

وتبعا لذلك تكون العبادة، عند الصدر، تجسيد للفكر الديني، وكلا بما توفر لديه من معلومات، ولا تتعارض هيئة العبادة مع اساس الفكرة.. وهذا الراي له منطلقات شرعية ونصية معتد فيها، منها:

الف: النصوص من البيان الشرعي (القران والاحاديث والروايات) التي تميز الفكر البشري على هذين الاساسين.

باء: تاكيد البيان الشرعي على النية والمحرك الاساس من العبادة، أي النية في العبادة.. وليس الشكل..

جيم: تاكيد البيان الشرعي على حرية العبادة وعدم الاكراه في الدين.

والشيء الاخر، والذي لا يقل اهمية، هو الادراك العقلي، الذي يمنح الانسان (العذر) في عبادته، لعدم وصول الاخبار او عدم حصول (العلم) عنده بالتحديثات السماوية، والاصدارات الاخيرة من السماء.. وهذا يطلق عليه (المعذرية) في علم الاصول، ومضمونه:

ان الانسان، ما دام لم تثبت عنده اخبار وتعليمات سماوية، ناسخة ولاغية لما قبلها، يكون مسؤولا عما لديه من معلومات دينية، يطيع بها الخالق ويتعبد بها، ويكون معذورا امام الخالق تعالى..

وبالتالي، ان أي انسان يتعبد ويعمل بما وصل اليه من معلومات، يكون من افراد (الفكر الديني) وليس كافرا او مشركا..

………. العلمانيون ؟؟:

وهذا يثير اسئلة اهمها:

اولا: هل ينطبق ذلك على (الملحدين)..؟؟ هل هم معذورين؟؟

والجواب: هو .. كـــــــــــــــلا.. لماذا؟

لان المدار هنا، العقل وليس الشريعة.. أي ان الحجة على الانسان في تحديد وجود الخالق من عدمه هو القدرة العقلية، وهي كافية، منطقيا، وموضوعيا، على اتخاذ القرار، بوجود خالق وصانع للكون.. لا غير ..

ثانيا: هل يدخل (العلمانيون) في عنوان (الفكر الديني)..

وهذا يعتمد على تعريف العلمانية عندهم، وما يصرحون به، فاذا كانوا يقصدون الحكم (المدني).. وليس انكار وجود الخالق.. فهم من منظومة الفكر الديني..

ثالثا: لماذا اكد السيد الصدر على المقدسات؟؟

وهذا يتعلق بطبيعة الخطر القادم، والذي يستهدف (المعابد) عموما، ويفترض ان يواجه بتماسك وقوة ورفض شعبي وقيادي، واضح وصريح.. وهذا قد يفسر تأكيد السيد الصدر على حماية المقدسات، نظريا وعمليا، وقيامه بالزيارات والجولات الميدانية في المدن المقدسة والمزارات، لاجل تحشيد المجتمع نحوها، ولابراز اهميتها..

رابعا: ما هو تفسير وجود (التكفيريون) ومواقفهم.. وله عدة احتمالات:

الف: محدودية الادراك العقلي لديهم، مما لا يؤهلهم لفهم القضايا الكبرى والمفاهيم الكلية.

باء: وقوعهم ضمن دائرة المخابرات الامبريالية..

واشياء اخرى.. نتركها لفطنة القارئ الحبيب…!