22 نوفمبر، 2024 11:16 م
Search
Close this search box.

بوكيمون ، وبان كي مون !

بوكيمون ، وبان كي مون !

سألني صاحبي ، ما وجه الشبه بين (البوكيمون) وبان كي مون ؟ ، أجبته ان كلاهما شخصية كارتونية ! ، الا أن الأخير يكسب عيشه من التعبير عن القلق والشجب والأستنكار ، دون أذن صاغية !.
وكأن ظاهرة الأدمان على الموبايل لا تنقصنا حتى ابتدعت (غوغل) فرية اصطياد (البوكيمون) ، تلك الوحوش الأفتراضية المشهورة في افلام الكارتون اليابانية ، وتحول اصطيادها بواسطة تطبيقات الجوال الى هوس جماعي ، فترى شبابا يتراكضون بجوالاتهم ، ويتنافسون فيما بينهم من أجل الفوز بقصب السبق لأصطياد أحدها ايا كان مكانه الذي تحدد عادة (غوغل) ، والفائز من يجمع اكبر عدد منها .
وصلت هذه الحمّى الى أحيائنا السكنية ، فقد سمعت قصصا طريفة عن أصدقاء أبنائي ، أحدهم وجد (بوكيمونا) في جامع ! ، الآخر وجده قرب عربة (جبار ابو اللبلبي) ، الذي سارع بطرد الشاب المطارد له مع جواله قائلا له (مصايبنا وين والبوكيمون وين) !؟ ، آخر قطع مئات الأمتار ليلا ، ليجده في مدرسة يجلس عند بوابتها شرطي مسلّح ، اقترب من الشرطي قائلا (عمي الله يخليك ، أكو بوكيمون كاعد بالأدارة ، أريد أصيدة) ! ، فأجابه الشرطي (أنعل ابوك لابو البوكيمون ! ، يللة امشي ، أحنا بيا حال) ؟!، فعاد المسكين يجرجر اذيال الخيبة بلا بوكيمون كان كاللقمة السائغة ، وكان ينظر للخلف بطرف خفي ، فرأى الشرطي يلتفت يمينا وشمالا ، فرمى سلاحه جانبا ، واتجه الى جواله بلهفة ، واتجه الى الأدارة !!.أحدهم وجد بوكيمونا في منطقة البتاويين ، فاتجه الى هناك مساءً ، فوجدها مهجورة ، وخالية من اي مارة ، فأوجس في نفسه خيفة ، وجد شيخا كبيرا ثملا ! ، سأله (عمي شلونهه المنطقة)؟ ، أجابه (دير بالك ، ترى ما تطلع الا يسلبوك هدومك كلهه وفلوسك وموبايلك) ! ، فقرر أن يضحي بصيده الثمين ، مقابل العودة بكرامة ، وبملابس !.
أحد الشباب كان يطارد بوكيمونا في شارع ابو نواس ، فوجده كامنا (بنص الشط) ! ويقول لو كنت أجيد السباحة ، لأتجهت اليه ، الا أن (موبايلي) ليس مضادا للماء !.
جميع شرطة سيطراتنا تعبث بجوالاتها ، ربما سيعثر أحدهم على بوكيمون في أحد السيارات ، ربما جالسا قرب السائق ، أو في صندوق السيارة ، أو قرب (الراديتر) ، عندها سيقول الشرطي لسائق السيارة كلمته المشهورة (أطبگ) ، ليفوز بجائزة صيد هذا البوكيمون ، حتى لو كانت السيارة تحمل (أشياءً أخرى) !.
شاهدت تقريرا على قناة (DW) الالمانية عن شاب بلغ به الهوس بهذه اللعبة انه كرس حياته لها ، وعاش كالمتشرد ، وهو يحمل معه بعض الملابس الأساسية ، مع لوح صغير للطاقة الشمسية لشحن جواله ، ظاهرة مؤسفة لشاب ترك كل اعماله ومواهبه وأعماله وذويه لأجل هذه اللعبة ، في دول الغرب حدثت الكثير من حوادث السير المؤسفة لكونهم تركوا التركيز على قيادة سياراتهم لصالح تركيزهم على مواقع البوكيمونات !،  حيث أكثر من 50 مليون تطبيق تم تنزيله في الجوالات حول العالم ، ولكم أن تتصوروا الجهد الهائل والوقت الضائع سدىً هذا الذي يستنزف الشباب .

أحدث المقالات