22 مايو، 2024 1:13 ص
Search
Close this search box.

“بوكسات” البرلمان ونبوءة المالكي

Facebook
Twitter
LinkedIn

في احدى لقاءاته التلفازية  ايام كان  رئيسأ للوزراء قال  نوري المالكي انه لو كشف الكثير عما بحوزته امام البرلمان لـ “صارت بوكسات”. ومن اجل الحفاظ على العملية السياسية كان لايريد الكشف عن امور كثيرة  يبدو انها بقيت طي الكتمان .. كتمانه هو على وجه الخصوص. لان على ارض الواقع  لايوجد ماهو مخفي على الاطلاق. مع ذلك فان خشية المالكي من امكانية ان تصل الحالة بالبرلمان الى حد البوكسات تحققت مع نهاية الفصل التشريعي الاول له. ربما هناك من يقول ان مثل هذه الحوادث يمكن ان تحصل هنا وهناك.
ولعل من الامثلة القريبة جدا ما حصل الاسبوع الماضي في البرلمان الكويتي حيث صارت بـ “العكل”. وقبلها حوادث كثيرة  بمن في ذلك برلمانات دول تحترم فيها قواعد اللعبة الديمقراطية. لدينا لاتوجد لعبة ديمقراطية لانه لاتوجد لدينا مؤسسات دولة مكتملة ومتكاملة.
ماحصل في البرلمان يعكس جو الاضطراب والتداخل السياسي في الصلاحيات والمسؤوليات وما يترتب عليها من التزامات. فالمشادة التي تطورت الى عركة استخدمت فيها الات جارحة مثل سكاكين المطبخ وشفرات الحلاقة وقبلها قناني المياه بين النائب عن دولة القانون كاظم الصيادي وعدد من نواب التيار الصدري وبالذات النائب غزوان الكرعاوي كان يمكن ان تبقى في حدود ماهو منطقي ومعقول. نائب يعترض على الية التصويت مطالبا ان يكون الكترونيا بدلا من اليديوي. وفي سياق هذا الاعتراض “الحضاري” كان يمكن نشوب مشادة ينهيها رئيس البرلمان برفع الجلسة لمدة نصف ساعة من اجل تطييب الخواطر.
لكن المشكلة تكمن في الخلفيات والدوافع بمن في ذلك مسالة استقالة او اقالة او اعفاء وزيرين بالحكومة. فالمعلومات المتداولة تشير الى ان الوزيرين نفذا امر الاستقالة بناء على طلب زعيم الكتلة وليس طلب رئيس الوزراء. رئيس الوزراء اراد ان “يدفعها بكصبة” فاحال الامر الى البرلمان مع ترشيح وزيرين جديدين ليس له يد فيهما ايضا. فالترشيح جاء من الكتلة ايضا. النائب الذي تعرض للضرب بالبوكسات يبدو انه “بايك الاسئلة” فاراد ان يلعب لعبة الديمقراطية برغم ان الجميع بمن فيهم رئيس البرلمان وقبله رئيس الوزراء ارادا اتمام القضية “شلون ماكان”.
سبب البوكسات والقفز من فوق كراسي  البرلمان واستدعاء كل اسلحة مطبخ البرلمان ليس من اجل ان تسير الديمقراطية عندنا سيرا حسنا بل من اجل اهداف ومصالح اخرى. فالنائب الذي اعترض على الية التصويت وطبقا للمعلومات المتوفرة  اراد تنفيذ ارادة طرف لم يكن يريد للوزير البديل ان ينال الثقة فجاءته اللكمات من حيث لايحتسب.
المفارقة اللافتة للنظر ان بطلي فيلم البرلمان (نائب دولة القانون ونائب التيار الصدري) لم يكتفيا ان جعلا قبة البرلمان العراقي اضحوكة امام العالم بل مثلا مساء اليوم نفسه فيلما اخر اخذا فيه دور البطولة المطلقة حين ظهرا ليلة الحادث في مواجهة من على قناة “الشرقية”  تبادلا خلالها امام ملايين المشاهدين مالذ وطاب من السباب والشتم والعويل والصراخ. المذيع وزميلته المذيعة بينما كانا يتفرجان عليهما والابتسامات تعلو شفاههما ويطالبانهما بالاعتذار في مشهد يراد منه ان يتصاعد غضبهما الى عنان السماء. اضطر المذيع في الختام وبعد ان وصلت الفكرة   قطع الحوار. لكنهما بقيا يتعاركان خلف الكواليس.    

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب